مع اقتراب الحرب الطاحنة في سوريا من دخول عامها الخامس، شهدت الساعات الأولى من العام 2015 حدثين لافتين، بعيداً عن المعارك وعمليات القصف التي تحصد عشرات الضحايا في مختلف أنحاء سوريا يومياً.
فمع دخول العام الجديد، فاجأ الرئيس بشار الأسد جنود وضباط ‘الجيش السوري’، وعناصر ‘الدفاع الشعبي’، المتواجدين على خطوط المواجهة الأمامية مع مسلحي المعارضة، في حي ‘جوبر’ بالعاصمة دمشق، بالتواجد بينهم لتهنئتهم بحلول السنة الميلادية الجديدة.
ووجه الأسد كلمة إلى الجنود والضباط ‘المرابطين على خطوط النار’، وإلى أهالي العسكريين، بحسب ما أوردت وكالة الأنباء الرسمية ‘سانا’، قال فيها: ‘في رأس السنة تجتمع العائلات مع بعضها، لكن أنتم أردتم أن تكونوا هنا، لتحموا شعبكم ووطنكم تاركين أهلكم.’
وتابع الرئيس السوري بقوله إن ‘استقبال العام الجديد هو أمل لكل الناس، لكن أكبر أمل هو بانتصار قواتنا المسلحة، وكل من قاتل إلى جانبهم، في معركتنا ضد الإرهاب’، معتبراً أن ‘تضحيات الشهداء والجرحى، وعزيمة أهاليهم، كانت من أهم مقومات صمود سوريا.’
ونشرت ‘سانا’ صوراً للرئيس بشار الأسد، الذي نادراً ما يظهر أمام العامة منذ اندلاع ‘الحرب السورية’ منتصف مارس/ آذار 2011، وهو يصافح عدداً من الضباط والجنود في حي ‘جوبر’، الذي يشهد معارك طاحنة بين القوات النظامية ومسلحي المعارضة.
على الجانب الآخر، كشفت مصادر في المعارضة السورية أن تنظيم ‘الدولة الإسلامية’ عين والياً جديداً على مدينة ‘دير الزور’، من جنسية خليجية، خلفاً للوالي السابق، والذي كان يحمل الجنسية التونسية، وقتل خلال معارك مع قوات النظام، مطلع ديسمبر/ كانون الأول المنصرم.
ونقل ‘المرصد السوري لحقوق الإنسان’ عن مصادر وصفها بـ’الموثوقة’، أن خلافات ظهرت بين المقاتلين السوريين وغير السوريين في صفوف ‘داعش’، بسبب تولي مقاتلين من جنسيات غير سورية للمناصب القيادية، بحجة أن ‘غالبية عناصر التنظيم هم من جنسيات أجنبية.’
وأشار المرصد الحقوقي، الذي يتخذ من العاصمة البريطانية مقراً له، إلى أن غالبية ‘الذين لقوا مصرعهم خلال الهجمات الأخيرة على مطار دير الزور العسكري، هم من حملة الجنسية السورية’، بحسب المصادر، وهو الأمر الذي ربما أدى إلى تزايد الخلافات بين مسلحي داعش.