تتذكر أبريل براون أقسى كلمات استمعت إليها في حياتها؛ عندما قال الطبيب فيما هي على سرير الجراحة “لم تنج .. أمامها 24 ساعة. لنصلي من أجلها.” وأضافت في حوار مع CNN “ساعتها لم أفكر في خسارة أطفالي أو والدتي ولكنني في كيفية الشعور أثناء الموت وكيف أن الألم سينتهي.”
يأتي الألم من مصدر لا يمكن لأي شخص أن يتخيله” شريط سليكون يشبه ذلك، الذي اعتقدت أبريل أنه يجري استخدامه في جراحات التجميل وتمّ حقنها إياه بهدف تحسين شكلها، لكن لم يخيل لها البتة أنّه سيكون السبب في قيادتها إلى سرير مستشفى في يونيو/حزيران 2010، وهي تنتظر فوقه الموت.
وشخّص الأطباء حالة جسدها على أنه يعاني التهابا خطيرا أدى إلى تغيير لون جميع أطرافها وظهور علامات النقرس مما دفع الأطباء إلى التعجيل بقطع يديها ورجليها في ما لا يقل عن 27 جراحة. قبل تلك المأساة، كانت أبريل تعمل حلاقة وتدير صالونا وتهتم برعاية وتنشئة طفلتيها، لكن ذلك لم ينسها خجلها منذ صغرها من بعض أجزاء جسدها.
وفي عام 2004، وفيما كانت تعمل في صالون آخر، جمعها حديث بسيدة أبلغتها كيف أنها تحصلت على حقن بوتوكس وسليكون بأثمان زهيدة وفي غضون عدد قليل جدا من الحصص، وهو ما دفع أبريل إلى اتخاذ القرار. إثر ذلك بأسبوع، وجدت أبريل نفسها مستلقية على سرير داخل منزل فيما صديقتها الممرضة المرخصة تحقنها بشريط سليكون في الحصة الأولى من ضمن أربع حصص.
وفي الحصة الثانية بدأت أبريل تكتشف تداعيات قرارها في اللحظة التي تعين فيها أن يتم حقن جسدها بشريط سليكون. وقصة أبريل هي واحدة من آلاف القصص التي تتكرر يوميا في مختلف أنحاء العالم، وهو ما دعا الدكتور ريتشارد غلوكو، أخصائي الأمراض الجلدية في جامعة كاليفورنيا إلى التحذير من تنامي الظاهرة ولاسيما في الولايات المتحدة في الآونة الأخيرة.
وفي الولايات المتحدة لا تجيز السلطات استخدام سوى 21 نوعا من الحشوات الجلدية ولا يتم حقنها بصفة شخصية وإنما تحت إشراف الجراحين. لكن العالم ولاسيما مواقع الانترنت تضجّ بآلاف الحشوات المعروضة للبيع بأثمان زهيدة. ويذكر غلوكو قصة سيدة عالجها، استخجمت حشوة من البرازيل، اشترتها عبر الانترنت، وكيف أنّه لا مجال لها الآن إلا أن تعيش بآثار على جلدها لن تمحى للأبد.