في حياة الكثير من نجوم كرة القدم قصص انسانية مؤثرة، قد تكون حافزا لهم للتألق، أو تكون مسمارا أخيرا في نعش موهبتهم، الخيار تحدده شخصية اللاعب نفسه.
اللاعب الأفضل في العالم عامي 2008 و2013 هداف الليغا والتشامبيونز ليغ وأسطورة منتخب البرتغال وفريق ريال مدريد الإسباني كريستيانو رونالدو استغل كرة القدم لإنقاذ حياة شقيقه.
بعدما حقق رونالدو حلمه بالتتويج بدوري أبطال أوروبا قبل ايام في عاصمة وطنه لشبونة للمرة الثانية في مسيرته، وبينما كان يمضي في طريقه نحو الصعود لمنصة الشرف بملعب لالوش وحمل الكأس ذات الأذنين، كان يجول بخاطر ‘صاروخ ماديرا’ الوفاء بوعد قطعه على نفسه.
بحث رونالدو بين الجماهير عن شخص يعرفه جيدا، شخص أراد إهدائه اللقب الاغلى، فبعيدا عن شغف فريقه بالكأس العاشرة، كان صاحب القميص 7 يقاتل من أجل هذا الشخص، لقد أنقذ حياته بفضل تلك الكأس..إنه شقيقه ‘هوغو أفيرو’ الذي يكبره بـ10 اعوام.
أراد كريستيانو ألا تتكرر مأساة والده في شقيقه، فقد رحل الأب الصياد والمزارع ‘دينيس’ بسبب إدمان الكحول، فارق الحياة العام 2005 بينما كان أيقونة مانشستر يونايتد الإنكيزي في الـ22 من عمره.
كان رونالدو مقربا جدا من ابيه، وطالما حاول إبعاده عن طريق الإدمان كما تروي الأم ‘دولوريس’.
في بداية مشواره الكروي كان رونالدو يجتهد لجمع الأموال من أجل توفير الرعاية الصحية لوالده.
لكن الأب خيب ظن إبنه واستمر في تعاطي الكحوليات حتى انهار جسده وودع الحياة وهو في الـ52 من عمره.
صدمة كهذه كانت كفيلة بتدمير مستقبل رونالدو، خاصة أن شقيقه الأكبر، فنان الديكور، لم يتعظ مما حدث للأب، وكرر نفس المأساة بالوقوع في دائرة الإدمان.
أقبل رونالدو على مفترق طرق، فقد كان مجبرا على التركيز في مشواره الرياضي والتطور أكثر، وكان ملزما ايضا بإبعاد شقيقه عن شبح الموت عمدا.