سيكون غوديسون بارك، ملعب نادي ايفرتون منذ عام 1892، مسرحا لديربي مرسيسايد للمرة الأخيرة الأربعاء حيث يتطلع المضيف إلى عرقلة مساعي ليفربول الساعي لإحراز لقب الدوري الإنكليزي لكرة القدم
سينتقل إيفرتون إلى ملعبه الجديد المتطور والذي يتسع لـ 53 ألف مشجع في “بارملي مور دوك” في ليفربول الموسم المقبل، بعد أن يطوي صفحة مكوثه الطويل في أقدم ملعب للكرة الإنكليزية على هذا المستوى.
كان ملعب غوديسون بارك بمثابة شرارة انطلاق الخصومة التاريخية التي جمعت بين قطبي المدينة.
وسبق لأيفرتون، الذي تأسس في عام 1878، أن اتخذ من ملعب أنفيلد موطنا له قبل أن يحصل خلاف حول الإيجار بين مالك الأرض جون هولدينغ ومجلس إدارة النادي.
وعوضا عن ملاقاة طلبات هولدينغ، انتقل إيفرتون إلى أرض جديدة على بعد أكثر بقليل من كيلومتر من ملعب ستانلي بارك.
وفي ظل توفر ملعب خاص به لكن من دون فريق، عمد هولدينغ وهو رجل أعمال محلي وسياسي الى تأسيس فريقه الخاص ..لينشأ نادي ليفربول!
كان ملعب غوديسون نجم تلك المرحلة بامتياز. فقد استضاف نهائي كأس إنكلترا مرتين في عامي 1894 و1910، وسمح لإيفرتون بأن يصبح أغنى نادٍ في إنكلترا في ذلك الوقت بفضل قدرته الاستيعابية.
وكتبت مجلة “ذي أوت أوف دورز” في تشرين الأول/أكتوبر 1892 “انظروا إلى ملعب غوديسون بارك”.
وأضافت “لا توجد صورة واحدة قادرة على التقاط المشهد بأكمله الذي يقدمه الملعب، فهو كبير بشكل رائع”.
وشهد الملعب سلسلة من عمليات التطوير التي أبقته في طليعة الملاعب الرائدة في إنكلترا لأكثر من قرن من الزمن، حيث كان أكثر الملاعب استضافة للمباريات بعد ويمبلي خلال كأس العالم 1966 التي فاز بها منتخب “الأسود الثلاثة”.
وحلت الفترة الذهبية لإيفرتون في فترة الثمانينات حيث فاز بلقب الدوري مرتين، كأس إنكلترا وكأس الكؤوس الأوروبية بين العامين 1984 و1987.
ويبقى إيفرتون خامس فريق من حيث عدد ألقاب الدوري المحلي، خلف مانشستر يونايتد، ليفربول، أرسنال ومانشستر سيتي.
لكن التتويج الأخير بالدوري جاء قبل 38 عاما، فيما لم يحرز إيفرتون أي لقب منذ كأس إنكلترا 1995.
وقال بيتر ماكفارلين من بودكاست “الغرفة الزرقاء” لمشجعي إيفرتون لوكالة فرانس برس “إنه مكان مليء بالتاريخ. يمكنك الشعور بذلك، وهذا يضفي لمسة إضافية على الأجواء”.
وتابع “باعتباري من مشجعي إيفرتون، لا يوجد الكثير من الأشخاص الذين يتابعوننا لأنهم طالبوا المجد، خصوصا في الأعوام الثلاثين الماضية.
“نذهب إلى هناك لأننا نحب نادي كرة القدم وهذا يترجم من خلال حضورنا في غوديسون. إنها ليست مجرد لعبة، بل تعني الكثير بالنسبة لنا، وخصوصا مباراة الديربي!”
كان الملعب القديم والعريق للنادي شاهدا على التراجع الفني الذي أصاب الفريق.
ففي المرة الأخيرة التي أجريت عملية تطوير للملعب، مع افتتاح مدرج “بارك إند” في عام 1994 لزيادة سعة المدرجات إلى 40 ألف متفرج، لم يكن يتفوق عليه في حينها سوى أولد ترافورد وأنفيلد. أما الآن فيحتل المركز الثاني عشر.
لكن في الوقت الذي حارب فيه ايفرتون للهروب من الهبوط في المواسم الثلاثة الماضية، لعبت الأجواء الصاخبة في غوديسون دورا مصيريا للحفاظ على موقع النادي في الدوري الممتاز والمستمر من دون إنقطاع منذ 71 عاما.
اترك تعليقاً