قالت الشركة الأمريكية للخدمات المصرفية الاستثمارية وإدارة الثروات (جي بي مورغان) الخميس إن الخسائر الناجمة عن حرائق هذا الأسبوع في مقاطعة لوس انجلوس بولاية كاليفورنيا بلغت حتى الآن ما يقرب من 50 مليار دولار ورجحت ارتفاع تلك الخسائر وسط استمرار استعار الحرائق وتمددها.
وأشارت تقديرات الشركة إلى أن الخسائر الاقتصادية المقدرة من حرائق الغابات بلوس انجلوس “زادت بأكثر من الضعف منذ يوم الأربعاء (أمس) إلى ما يقرب من 50 مليار دولار”.
كما نوهت بأن “الخسائر المؤمن عليها من حرائق هذا الأسبوع قد تتجاوز 20 مليار دولار من الأضرار المؤمن عليها وهو ما يجعلها الأكثر تكلفة في تاريخ الولايات المتحدة.” وقالت إنها “ستتجاوز بكثير ال 5ر12 مليار دولار من الأضرار المؤمن عليها من حريق (كامب فاير) عام 2018 (في شمال كاليفورنيا) المصنف على أنه أكثر الحرائق تكلفة في تاريخ البلاد.” ولفت المحلل في (جي بي مورغان) جيمي بولار في مذكرة بحثية إلى أن الخسائر مرشحة للارتفاع قائلا “لم يتم احتواء الحرائق حتى الآن فهي تستمر في الانتشار مما يعني أن تقديرات الخسائر الاقتصادية والمؤمنة المحتملة من المرجح أن تزداد”.
ووفقا لشركة (اكيو ويذار) الخاصة التي تقدم خدمات رصد الطقس وجمع البيانات بشأن الخسائر الناجمة عن الكوارث البيئية فإن الخسائر الاقتصادية الناجمة عن الحرائق “قد ترتفع إلى 57 مليار دولار”.
وقالت هيئة الإطفاء في كاليفورنيا إن خمسة حرائق غابات تغذيها الظروف الجافة والرياح القوية أحرقت حتى الآن 29000 فدان من الأراضي بمقاطقة لوس أنجلوس منذ الثلاثاء الماضي.
وأشارت شرطة المقاطعة في آخر تحديث لها إلى أن ما يقرب من 180 ألف شخص لا يزالون خاضعين لأوامر الإخلاء وأفادت بتدمير ما يزيد عن 2000 منزل ومبنى ومؤسسة كما واجهت لوس انجلوس انقطاعا في الكهرباء عن نحو مليون منزل وشركة كما تقرر إغلاق المدارس في المدينة.
وبينما تم الإعلان عن مقتل خمسة أشخاص في الحرائق لفتت الشرطة إلى أن “عدد القتلى الفعلي لا يزال غير معروف.” وأعلن البيت الابيض أن الرئيس جو بايدن ألغى زيارة كانت مقررة اليوم إلى إيطاليا وهي الرحلة الخارجية الأخيرة لرئاسته للتركيز على جهود الاستجابة الفيدرالية لحرائق لوس انجلوس.
ووجهت إدارة إطفاء المدينة نداء لطلب المساعدة من ولايات أخرى لاخماد الحرائق رغم مساهمة آلاف من رجال الإطفاء في مكافحة النيران التي أدت إلى وقوع إصابات بين الاشخاص بمن فيهم رجال الإنقاذ.
وكان الرئيس الامريكي جو بايدن قد اعلن امس الأربعاء اعتبار ولاية كاليفورنيا منطقة منكوبة بسبب الحرائق العاتية ووجه بتوفير المساعدات الفيدرالية للأفراد المتضررين فضلا عن تخصيص تمويل فيدرالي للتدابير الوقائية.
ومن جانبه ألقى الرئيس المنتخب دونالد ترامب أمس الأربعاء باللوم على بايدن وحاكم كاليفورنيا الديمقراطي غافين نيوسوم في هجوم واسع النطاق قد يكون وفقا لصحيفة (بوليتيكو) الأمريكية مقدمة لتنفيذ تهديد أدلى به سابقا بحجب مساعدات حرائق الغابات عن كاليفورنيا.
وقال ترامب في منشور على موقع (تروث سوشال) إن استعار واتساع حرائق لوس انجلوس “رمز للعجز الفادح وسوء الإدارة من قبل الثنائي بايدن / نيوسوم”.
وأضاف “لا ماء في صنابير مكافحة الحرائق ولا أموال في (فيما)” بالإشارة إلى إدارة الطوارئ الفيدرالية الامريكية (…) هذا ما يتركه لي جو بايدن.” وعلى الرغم من إصدار بايدن عن حالة كارثة كبرى لولاية كاليفورنيا وتوجيهه بصرف أموال فورية لدعمها غير أن ترامب الذي سيتم تنصيبه في 20 يناير الجاري سيشرف على توزيع هذه المساعدات وأي استجابة إضافية وسط توقعات بأن تؤدي الرياح الشديدة لاستمرار حرائق الغابات لمدة أسبوع إضافي على الأقل.
وأدى نقص الأمطار هذا الشتاء إلى إطالة أمد موسم الحرائق في جنوب كاليفورنيا بينما لم تواجه المناطق في شمال الولاية هذا التحدي بسبب هطول أمطار بمستويات أعلى من المتوسط.


اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *