الاحتفالات الوطنية للبحرين .. ذكرى تتجدد معها روابط الكويت الأخوية والراسخة مع المملكة


في ذكرى تتجدد معها روابط دولة الكويت الأخوية والراسخة مع المملكة تحتفي البحرين اليوم الاثنين بعيدها الوطني ال53 الذي يتزامن مع اليوبيل الفضي لتولي الملك حمد بن عيسى آل خليفة ملك البحرين مقاليد الحكم وسط مسيرة زاخرة بالإنجازات المضيئة في كافة المسارات.
وتأتي هذه المناسبة الوطنية للمملكة والتي تحظى بمظاهر احتفالية واسعة على المستوى الرسمي والشعبي لتؤكد اعتزاز دولة الكويت الدائم بالبحرين وما يربط البلدين الشقيقين من علاقات أخوية وتاريخية متميزة غرس جذورها الآباء والأجداد وما يجمع بينهما من اخوة مستندة الى روابط الدوم وأصالة العادات والتقاليد وارث حضاري واجتماعي وثقافي ومصير مشترك.
وعكست زيارة الدولة لصاحب السمو أمير دولة الكويت الشيخ مشعل الاحمد الجابر الصباح حفظه الله ورعاه لمملكة البحرين في فبراير الماضي حرص قيادتي البلدين على التواصل والتشاور المستمر حيال مجمل القضايا والتحديات الإقليمية والدولية ذات الاهتمام المشترك وخاصة تلك المتعلقة بالعلاقات الخليجية البينية في إطار مجلس التعاون الخليجي وعلى صعيد العمل العربي المشترك.
كما جاء تقليد ملك البحرين لسمو أمير دولة الكويت حفظهما الله ورعاهما بقلادة الشيخ عيسى بن سلمان آل خليفة من الدرجة (الممتازة) تقديرا لجهود سموه ودوره في توطيد العلاقات الثنائية التاريخية بين البلدين الشقيقين ترجمة للأخوة الصادقة التي تجمع قيادتي البلدين وتطلعهما نحو مزيد من الشراكة والتكامل في شتى المجالات.
وتشاطر دولة الكويت المملكة احتفالاتها الوطنية التي تحييها يومي ال16 وال17 من ديسمبر كل عام بمناسبة ذكرى قيام الدولة البحرينية الحديثة في عهد المؤسس أحمد الفاتح كبلد عربي مسلم عام 1783 وانضمامها للأمم المتحدة كدولة كاملة العضوية وتسلم الملك حمد بن عيسى آل خليفة مقاليد الحكم.
وشهدت البحرين منذ تولي الملك مقاليد الحكم في السادس من مارس عام 1999 ازدهارا واستقرارا ونهضة في جميع المجالات فاستطاع أن يؤسس بنية اقتصادية حديثة ومتنوعة واستراتيجية متكاملة لتنمية شاملة ساهمت في زيادة معدلات النمو الاقتصادي وفتح الأسواق أمام مختلف الاستثمارات المحلية والعربية والأجنبية.
وتواصل المملكة العمل على تنفيذ استراتيجيتها الاقتصادية المستندة إلى رؤية 2030 مع التركيز على استدامة العدالة والتنافسية حيث حققت خلال الاعوام الماضية العديد من الإنجازات على مختلف الأصعدة منها الاقتصاد والتنمية المستدامة.
وبروح الفريق الواحد تعمل البحرين على تنفيذ هذه الرؤية عبر وضع الخطط الداعمة لكل هدف والحرص على تحقيقها حيث اطلق ولي العهد نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة رئيس مجلس الوزراء في مملكة البحرين الأمير سلمان بن حمد آل خليفة مبادرة (فريق البحرين) ليشترك الجميع يدا بيد لتجاوز التحديات وإنجاز المستحيل.
ووسط تطلعات طموحة لتنمية مستدامة شاملة تحرص البحرين على تنوع مصادر الدخل والاهتمام بالقطاعات غير النفطية اذ انها تعتبر أول دولة خليجية تعتمد على الاقتصاد الأكثر تنوعا بعيدا عن الاعتماد الكلي على النفط.
كما أطلقت برامج جديدة تهدف إلى تعزيز دور القطاع الخاص وجذب الاستثمارات مع تحسين البنية التحتية وتطوير الخدمات الحكومية ونجحت في تسجيل مراكز متقدمة في عدد من المؤشرات والتقارير الدولية المعنية برصد الإحصائيات حول التدفقات الاستثمارية المباشرة وتحليل بياناتها وجودة البيئة الداعمة للأعمال وهو ما ساهم في تعزيز مكانتها كمركز استثماري عالمي موثوق.
وحسب مؤشر الابتكار العالمي 2023 الصادر عن المنظمة العالمية للملكية الفكرية فقد حلت البحرين في المركز العاشر عالميا من أصل 132 دولة ضمن المؤشر الفرعي ل(سياسات ممارسة أنشطة الأعمال).
وحافظت المملكة على مركزها كأكثر اقتصاد حر في العالم العربي ضمن تقرير الحرية الاقتصادية في العالم 2023 الصادر عن معهد (فريزر) فيما حلت في المرتبة الأولى على دول منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا في مؤشر الحرية الاقتصادية الصادر عن مؤسسة (هيريتيج) ضمن ثلاثة مؤشرات فرعية هي الحرية التجارية والحرية المالية وحرية الاستثمار.
وجاءت البحرين في المركز الثاني عربيا والعاشر عالميا في المؤشر الفرعي الخاص بالتوقيت ضمن مؤشر الأداء اللوجستي 2023 وذلك نظرا لما تتميز به المملكة من إمكانية الوصول السريع إلى السوق الخليجية وباقي أسواق المنطقة والعالم وهو ما يعكس ما تمتلكه من بنية تحتية لوجستية متقدمة.
وفي جانب التحول الرقمي والحوكمة شهدت البحرين تقدما كبيرا في التحول الرقمي من خلال تبني سياسات جديدة لتعزيز الأمن السيبراني والخدمات الإلكترونية وتم تحسين آليات الحوكمة لضمان الشفافية والكفاءة في الأداء الحكومي.
وتم تصنيف البحرين في المرتبة الأولى عالميا في معدل انتشار الإنترنت وتغطية شبكات الجيل الخامس بنسبة 100 بالمئة والخامسة عالميا في مؤشر تنمية تقنية المعلومات والاتصالات الصادر عن الاتحاد الدولي للاتصالات لعام 2024.
كما استمرت المملكة في تطوير نظامها التعليمي مع التركيز على العلوم التطبيقية والبحث العلمي حيث حصدت وزارة التربية والتعليم البحرينية المركز الأول عربيا والثالث عالميا في عدد المدارس الحاصلة على لقب المدارس الحاضنة للتكنولوجيا وذلك بناء على تقييم شركة مايكروسوفت العالمية لأفضل المدارس المتميزة على مستوى العالم في توظيف التقنية الرقمية لعام 2024.
وفيما يخص البيئة والطاقة المتجددة كثفت البحرين جهودها لتحقيق الاستدامة البيئية من خلال تنفيذ مشاريع للطاقة المتجددة وتقليل الانبعاثات الكربونية ما يعكس التزامها بالمحافظة على البيئة للأجيال القادمة.
وتسعى المملكة بشكل دائم الى تعزيز مكانتها على خريطة صناعة المعارض والمؤتمرات والترويج لها كوجهة سياحية رائدة في المنطقة بما يسهم في دفع عجلة التنمية الاقتصادية وتحقيق أهداف استراتيجية السياحية 2022-2026.
وفي هذا الاطار يقدم موسم أعياد البحرين 2024 على مدار شهر ديسمبر العديد من الفعاليات والأنشطة الترفيهية المتنوعة التي تعكس الإرث التاريخي والحضاري لمملكة البحرين وتعبر عن الهوية الوطنية ويهدف الى تقديم تجربة سياحية متكاملة للمواطنين والمقيمين والسياح.
ويتيح مهرجان الأعياد الوطنية لزواره من داخل المملكة وخارجها الفرصة للاطلاع عن قرب على التراث الأصيل بهدف إحياء الثقافة البحرينية.
وتشهد خلال هذه الفترة البحرين زيادة في اعداد السياح الكويتيين لحرصهم على مشاركة المملكة احتفالاتها واعيادها تأكيدا لما تحظى به العلاقات بين البلدين على المستوى الشعبي بمكانة خاصة تزداد متانة ورسوخا بفضل ما يربط بينهما من تاريخ عريق ممتد من علاقات الأخوة والنسب والمصاهرة التي سبقت العلاقات الدبلوماسية.


اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *