في وقت تشهد معظم دول العالم انتشارا واسعا لتناول المكملات الغذائية وسط ضخ إعلاني كبير خصوصا في وسائل التواصل الاجتماعي مستعرضة “فوائدها” العديدة فإنها تقابل بتحذيرات من أطباء متخصصين من مغبة تناولها بإفراط ودون استشارة طبية.
فمع هذا الانتشار الواسع للمكملات الغذائية وترويجها باعتبارها تناسب معظم شرائح المجتمع وأن لها نتائج إيجابية في تحسين الصحة العامة ودعم علاجات شتى يحذر متخصصون من تناول هذه المكملات دون متابعة طبية أو إرشاد متخصص مع احتمال وجود أضرار صحية كثيرة للتناول العشوائي أو غير المبرر لها.
وإذ يؤدي النمط الغذائي للفرد أو ثقافته الصحية دورا كبيرا في تحقيق الاستفادة المثلى من المكملات الغذائية أو عكس ذلك تماما عند سوء تناولها فإن جائحة كورونا و تغير الأنماط الغذائية واختلافها بعد ذلك دفعا الكثيرين للجوء إلى المكملات الغذائية وغيرها بغية تعزيز المناعة والصحة ككل ما يعني ضرورة تعزيز ثقافة الفرد الصحية تجنبا لأي ضرر محتمل أو آثار سلبية غير متوقعة.
وعن استخدام المكملات الغذائية وفوائدها وأخطارها قال المتحدث الرسمي باسم وزارة الصحة الكويتية الدكتور عبدالله السند لوكالة الأنباء الكويتية (كونا) اليوم الاثنين إن استخدام تلك المكملات في تزايد فعلي حول العالم وسط توقع بوصول الإنفاق العالمي عليها إلى 8ر306 مليار دولار بحلول العام 2026 بعد أن كان نحو 4ر140 مليار دولار العام 2020 بزيادة نسبتها نحو 67ر118 في المئة وفق أرقام منظمة (وورلد متريكس) المعنية بالإحصائيات المتخصصة حول العالم.
وعزا السند الزيادة الكبيرة في استخدام المكملات الغذائية الى عوامل كثيرة منها تزايد الطلب على المنتجات الداعمة للمناعة خصوصا بعد جائحة (كوفيد 19) وزيادة الاهتمام بالصحة العامة إذ أصبح الناس أكثر وعيا بالصحة والوقاية من الأمراض وتحسين نمط حياتهم الغذائي.
وأوضح أن تسارع وتيرة الحياة اليومية والاعتماد المتزايد على الوجبات السريعة والمصنعة أدى إلى نقص بعض العناصر الغذائية الأساسية مما دفع الكثيرين إلى المكملات لتعويض هذا النقص.
وأفاد بأن نحو 77 في المئة من البالغين في الولايات المتحدة يتناولون شكلا من أشكال المكملات الغذائية بانتظام مما يجعل السوق الأمريكي من أكبر أسواق المكملات في العالم كما يشهد الطلب عليها ارتفاعا ملحوظا في الصين واليابان وأكثرها استهلاكا هي المكملات التي تحتوي على فيتامينات (دي) و(سي) و(اوميغا -3 ).
وأوضح أن من أهم أسباب انتشار المكملات الغذائية في الآونة الأخيرة الترويج الكبير لها في وسائل الإعلام ومواقع التواصل الاجتماعي وتوصيات المشاهير والرياضيين إضافة إلى انتشار مفهوم (الوقاية خير من العلاج) الذي يشجع الناس على استخدام المكملات لتحسين المناعة فضلا عن توافر تلك المكملات بأسعار متنوعة وسهولة الحصول عليها بدون وصفة طبية في معظم الأحيان.
وقال السند إنه لتناول المكملات بصورة طبية سليمة ينصح أولا باستشارة الطبيب أو اخصائي التغذية لضمان أنها مناسبة للحالة الصحية ولتجنب الجرعات الزائدة أو التفاعلات الدوائية داعيا إلى قراءة التعليمات الموجودة على العبوات بعناية والالتزام بالجرعة الموصى بها دون تجاوزها لأن الإفراط في تناول بعض الفيتامينات أو المعادن قد يسبب مشاكل صحية.
كما دعا إلى تناول المكملات الغذائية مع الطعام لتحسين امتصاصها خصوصا التي تذوب في الدهون مثل فيتامينات (دي) و(اي) و(ألف) كما ينبغي عدم الاعتماد الكامل على المكملات لتعويض نظام غذائي غير متوازن إذ يجب أن تكون جزءا من نظام غذائي صحي شامل مع مراقبة أي أعراض جانبية قد تظهر مثل الحساسية أو اضطرابات الجهاز الهضمي وإبلاغ الطبيب فورا إذا ظهرت أي علامات غير طبيعية.
وعن تناول المكملات دون استشارة طبية أوضح أنه لا ينصح بتناولها دون ذلك والسبب هو أن كل جسم يختلف عن الآخر في احتياجاته وتفاعلاته مع المواد المختلفة وبعض المكملات قد تكون غير ضرورية أو حتى ضارة في حال تناولها دون الحاجة الفعلية.
وأفاد السند بأن تناول فيتامينات أو معادن بجرعات زائدة قد يسبب مشكلات صحية مثل التسمم أو تفاعلات سلبية مع الأدوية الأخرى وبعض الأشخاص مثل الحوامل أو الذين يعانون أمراضا مزمنة قد يكونون أكثر عرضة للمضاعفات إذا تناولوا مكملات دون استشارة طبية.
وأضاف أن تناول المكملات الغذائية بشكل عشوائي قد يخفي مشكلات صحية كامنة تحتاج إلى تدخل طبي حقيقي لذا من الضروري الحصول على توصية من طبيب أو مختص تغذية لضمان أن المكملات تستخدم بشكل صحيح ومفيد لصحة الفرد دون المخاطرة بأي آثار سلبية.
وعن المكونات الأساسية التي تستخدم في تركيب المكملات الغذائية قال إنها تحتوي على مجموعة متنوعة من المكونات الأساسية مثل الفيتامينات والمعادن (كالزنك والحديد) والأحماض الدهنية (مثل أوميغا-3) والأحماض الأمينية والألياف كما أن بعضها قد يحتوي على مستخلصات نباتية أو عشبية لتعزيز فوائد صحية معينة.
وذكر أن اختيار شكل المكملات الغذائية يعتمد على تفضيلات الشخص واحتياجاته الصحية حيث تأتي في أشكال متعددة مثل الأقراص والفوار والحلاو (أو العلك) مبينا أن الأقراص والكبسولات هي الأكثر شيوعا وتعتبر الخيار التقليدي حيث توفر جرعة دقيقة وسهلة الاستخدام.
وأوضح أن المكملات الغذائية توفر فوائد عديدة لمن يعانون نقصا في بعض العناصر الغذائية إذ تساعد في تعويض النقص في الفيتامينات والمعادن المهمة كما تستخدم لتعزيز وظائف الجسم المختلفة مثل دعم جهاز المناعة وتحسين صحة العظام.
وبين السند أنه في حالة اتباع نظام غذائي متوازن يحوي مجموعة متنوعة من الخضار والفواكه والحبوب الكاملة والأسماك يمكن في معظم الأحيان الحصول على نفس الفوائد دون الحاجة إلى المكملات.
وأفاد بأن الأطعمة الطبيعية تحتوي على مجموعة متكاملة من العناصر الغذائية التي تعمل بشكل متكامل لتحقيق فوائد صحية فضلا عن أنها تحتوي على الألياف ومضادات الأكسدة المهمة التي لا تتوفر في معظم المكملات.
وأشار إلى أن استخدام المكملات دون استشارة طبية قد يؤدي إلى أضرار صحية متعددة منها أن الجرعات الزائدة من الفيتامينات والمعادن قد تسبب التسمم أو تلف الكبد أو حصى الكلى كما أن المكملات قد تتفاعل مع الأدوية التي يتناولها الشخص ما يؤدي لآثار جانبية خطيرة أو تقليل فعالية العلاج