ترون كل شيء حولكم باللون الاحمر، ايديكم ترتجف، وألسنتكم تُطلق الشتائم بشتى انواعها؟
لقد أظهرت دراسة جديدة ان رد الفعل المماثل على اي نزاع ليس في الواقع نتيجة للعواطف الملتهبة، بل لعبة محضّرة بأعصاب باردة، فالذكور يحاولون التلاعب بشريكاتهم عندما يثيرون الغضب في نفوسهن عن قصد.
هناك العديد من الأساليب التي يمكن تبنيها لتسوية الخلافات، لكن نادرا ما نكون قادرين على التأثير من خلال الحجج.
عندما يغلي الدم في العروق، خلال حالات كهذه، وتتدفق الدموع جراء الغضب الشديد، يصعب تصديق ان ما يجري هو نتيجة استراتيجية مدبّرة، إلا أن بحثاً جديداً اظهر أن كل شيء يمكن ان يكون مختلفاً عمّا يبدو عليه.
إذا تمكنتُ من إغضابك.. أفوز
علماء جامعة كاليفورنيا قدّموا دليلاً يفيد بأن الناس يستخدمون المشاعر السلبية للآخرين لمصلحتهم، الدراسة التي راقبت اكثر من مائة طالب من الذكور، ونشرت مضمونها الديلي ميل البريطانية.
في التجربة التي شارك الرجال خلالها بمسابقات مختلفة، حاول اللاعبون اخضاع خصومهم لأوضاع غير لطيفة، وقد نجح الامر في معظم الحالات، فدفع المهزومون ثمن غضبهم، وبذلك فإن البحث المذكور أكد فاعلية الظاهرة المعروفة التي يصفها المشجعون الرياضيون بـ«تأثير ماتيراتزي».
فماركو ماتيراتزي ليس مجرد لاعب كرة قدم محترف، بل ايطالي وقادر على التحكم باللعبة، من خلال تهجماته ضد اللاعب الفرنسي زين الدين زيدان.
التلاعب بالغضب
يفيد اوري غنيزي مدير البحث المذكور «لقد حاول المشاركون تعمد اثارة غضب خصومهم، كلما كان باستطاعتهم الاستفادة من ذلك.
الا ان التلاعب الاستراتيجي مع الغضب لا ينحصر في الرياضة والتنافس، بل يطال الحياة اليومية، «انا لا اغضب بشكل متكرر، لكن عندما افعل، فإن الامور تستحق العناء»، كما تقول مديرة شابة تعمل في شركة عقارات. وتضيف: «انا وشريكي نعرف بعضنا بعضا منذ فترة طويلة، ولذلك غضبي الشديد لا يعتبر شيئاً جديداً بالنسبة له، قبل فترة بدأت بالتفكير في ما اذا كان يتعمد اثارتي واستفزازي. فالنقاش والحوار الطويلان يعذبانه كثيرا، لكن ان شعرت بالغضب وبدأت بالصراخ، ينتهي كل شيء بسرعة، اما هو فيرتاح، لا يوجد الكثير من الاشخاص القادرين على اغضابي بهذا الشكل».
معيار العشرين
لكن، ومع ان كل النتائج اكدت أنه يمكن للغضب ان يؤثر في التصرف بشكل راديكالي، لا يبدو تأثيره نهائيا، فمشاعر الغضب تتراجع بعد فترة.
حتى ان العلماء قدموا قياسا زمنيا دقيقا: عشرون دقيقة، حسب قياسهم، هي الفترة التي نستعيد خلالها السيطرة على انفسنا، لذلك بدلا من ان تباشري بتكسير الاواني والصحون، يفضل ان تقومي بغسلها لمدة نصف ساعة.. او على الاقل التوجه لمشاهدة مباراة في كرة القدم الايطالية.