تعرضت مدينة رفح في أقصى جنوب قطاع غزة الجمعة لقصف إسرائيلي، ما أوقع مزيدا من الضحايا في القطاع الفلسطيني المحاصر الذي تثير الحرب فيه تعبئة طالبية في عدد من الجامعات في العالم تطالب بوقف الحرب التي خلفت «دمارا غير مسبوق»، وفق الأمم المتحدة، في وقت أمهلت اسرائيل حركة حماس اسبوعا لقبول مقترح الهدنة قبل بدء الهجوم البري على رفح.
وكشف جيش الاحتلال الإسرائيلي عن إصابة 5 من جنوده خلال 24 ساعة، ووفق معطيات رسمية نشرها الجيش بموقعه الإلكتروني، فقد ارتفع عدد مصابي الجيش الإسرائيلي منذ بداية الحرب في 7 أكتوبر الماضي إلى 3337، بينهم 1605 جنود أصيبوا منذ بداية الحرب البرية في الـ27 من الشهر ذاته. وأشار إلى أن من بين المصابين 517 إصاباتهم خطيرة، و885 إصاباتهم متوسطة.
هذا، وحذرت المتحدثة باسم منظمة الصحة العالمية مارغريت هاريس بحسب قناة «الجزيرة» من ان اجتياح رفح سيؤدي إلى كارثة إنسانية.
وقالت إن أي هجوم على رفح سيؤدي لإعاقة عمليات الإغاثة، معربة عن قلق المنظمة من ان العملية العسكرية ستؤدي لارتفاع معدلات الإصابة بالأمراض.
واضافت ان المياه الملوثة في غزة ستؤدي إلى زيادة انتشار الأمراض بين السكان، كما ان ارتفاع درجات الحرارة سيفاقم من الأوضاع الصحية لذوي الأمراض المزمنة.
وذكرت صحيفة وول ستريت جورنال أن إسرائيل أمهلت حركة حماس أسبوعا لقبول مقترح الهدنة قبل بدء هجوم رفح، لم تسلم الحركة بعد ردها على المقترح الذي نقله لها الوسطاء، بعد أن أعلنت أنها تدرسه بـ«روح إيجابية»، علما أن الحركة تتمسك بوقف إطلاق نار دائم في حربها مع إسرائيل، بينما يؤكد الاحتلال أنه لن ينهي الحرب قبل دخول رفح و«القضاء» على ما تبقى من كتائب حركة حماس.
وأفادت مصادر طبية في قطاع غزة الجمعة بوقوع ضربات إسرائيلية في رفح قرب الحدود مع مصر.
وأكدت وزارة الصحة في القطاع في بيان سقوط «26 شهيدا و51 إصابة» خلال 24 ساعة حتى صباح الجمعة، مشيرة إلى أن إجمالي عدد المصابين في الحرب وصل إلى 77867 منذ بدء المعارك قبل زهاء سبعة أشهر. فيما ارتفعت حصيلة القتلى في قطاع غزة إلى 34622 شخصا غالبيتهم من المدنيين منذ اندلاع الحرب، وفق الوزارة التابعة لحماس.
وتنتظر دول الوساطة، قطر ومصر والولايات المتحدة، رد حركة حماس على اقتراح هدنة لمدة أربعين يوما يشمل الإفراج عن رهائن محتجزين في قطاع غزة وفلسطينيين في سجون إسرائيلية وزيادة المساعدات إلى القطاع.
وأعلنت الحركة الخميس أنها تدرس بـ«روح إيجابية» المقترح المطروح راهنا، على ما أكد رئيس المكتب السياسي لحركة حماس إسماعيل هنية بعد اتصال هاتفي مع وزير المخابرات المصرية عباس كامل.
من جهة اخرى، أعلنت منظمة الصحة العالمية الجمعة أن الوضع الغذائي يشهد تحسنا «طفيفا» في قطاع غزة مع توافر المزيد من المواد، مشيرة في الوقت ذاته إلى أن خطر المجاعة لا يزال قائما.
وقال الدكتور ريك بيبركورن ممثل المنظمة في الأراضي الفلسطينية خلال مؤتمر صحافي نقل في جنيڤ عبر رابط ڤيديو من القدس، «هناك زيادة طفيفة في كمية الغذاء، طعام أكثر تنوعا.. الناس يخبروننا ذلك أيضا».
وأضاف «ما لاحظته مع مرور الوقت هو أنه ثمة بالتأكيد المزيد من المواد الغذائية الأساسية والمزيد من القمح، ولكن أيضا هناك أطعمة أكثر تنوعا في الأسواق، ليس فقط في الجنوب، ولكن أيضا في شمال غزة».
وأكد أن «الوضع الغذائي تحسن قليلا».
وتحدث الدكتور أحمد ضاهر من منظمة الصحة أيضا من غزة عن النقطة ذاتها.
وقال إنه في السابق، كان السكان يلقون أنفسهم «بالآلاف» على الشاحنات التابعة لمنظمة الصحة العالمية المتجهة إلى شمال غزة، على أمل العثور على مواد غذائية فيها.
وأضاف أن «ذلك تغير خلال الأسابيع الأخيرة. واليوم ثمة المزيد من المواد الغذائية التي تدخل».
إلى ذلك، أعلنت بريطانيا الجمعة أنها فرضت عقوبات على «متطرفين» اسرائيليين بسبب «الزيادة غير المسبوقة» في أعمال العنف التي يرتكبها مستوطنون في الضفة الغربية، ودعت الحكومة الإسرائيلية إلى «اتخاذ إجراءات صارمة».
ونقل بيان عن وزير الخارجية البريطاني ديڤيد كاميرون قوله إن «المستوطنين المتطرفين يقوضون الأمن والاستقرار ويهددون آفاق السلام».
وأضاف أن هذه العقوبات تستهدف مجموعتين نفذتا «هجمات» ضد فلسطينيين في الضفة الغربية وأربعة أفراد «مسؤولين بشكل مباشر عن العنف الصارخ ضد مدنيين فلسطينيين».
وحث كاميرون «السلطات الإسرائيلية على اتخاذ إجراءات» بحق المسؤولين عن أعمال العنف، مؤكدا أن بلاده «لن تتردد» في فرض عقوبات اخرى إذا لزم الأمر.
والمجموعتان المشمولتان بالعقوبات هما «هيلتوب يوث» لإنشائها «مستوطنات غير قانونية (…) بهدف طرد جميع الفلسطينيين من الأراضي المحتلة» بحسب لندن، و«ليهافا» لقيامها «بتسهيل وتحريض وتشجيع» أعمال العنف ضد العرب والفلسطينيين.
وبين الأفراد الأربعة المشمولين بالعقوبات نوعام فيدرمان الزعيم السابق لحركة كاخ المناهضة للعرب (المحظورة) بسبب «حثه مجموعات من المستوطنين على ارتكاب أعمال عنف ضد الفلسطينيين».
في الاثناء، أعلنت السلطات الإسرائيلية فجر الجمعة أنها تأكدت من مقتل درور أور، أحد المحتجزين الإسرائيليين الذين احتجزتهم حركة حماس في غزة.
وقالت الحكومة الإسرائيلية في منشور على منصة إكس «يحزننا أن نعلن أن درور أور، قد تأكد مقتله وأن جثته محتجزة في غزة».
وقال منتدى عائلات الرهائن «وحده الإفراج عن كل الرهائن الأحياء لكي يتعافوا والأموات لكي يدفنوا، يضمن ولادة شعبنا من جديد ومستقبله».
وأضاف «يجب على الحكومة الإسرائيلية بذل كل الجهود لإعادة درور» و«الرهائن الآخرين المقتولين لكي يدفنوا بكرامة في إسرائيل».
هذا، وقالت وزيرة الخارجية الهولندية هانكي بروينز إن هناك حاجة ماسة الآن لوقف فوري لإطلاق النار بقطاع غزة.
وأكدت في تصريح لها أن الوقف الفوري لإطلاق النار ضروري من أجل إدخال المساعدات وإطلاق سراح «الرهائن»، في إشارة إلى الإسرائيليين الذين تحتجزهم المقاومة الفلسطينية في غزة.
وجددت بروينز تأكيد التزام بلادها بحل الدولتين من أجل «إقامة دولة فلسطينية قابلة للحياة جنبا إلى جنب مع دولة إسرائيلية آمنة».
اترك تعليقاً