حسم مجلس الوزراء، أمس، مسألة تعيين اللواء حسان عودة رئيسا لأركان الجيش.
وشكر شيخ العقل لطائفة الموحدين الدروز د.سامي أبي المنى مجلس الوزراء على تعيين اللواء عودة، مهنئا المؤسسة العسكرية واللواء. ووجه رسالة للواء عودة مهنئا ومتمنيا «أن يعينك الله على هذه المسؤولية وأن تكون علما من أعلام المؤسسة العسكرية التي استحققت بجدارة رئاسة أركانها لترعى أبناءها بمحبة وأبوة، ولتصون الوطن بشرف وتضحية ووفاء». واعتبر أن خطوة مجلس الوزراء هذه تصب في مصلحة الجيش والوطن، متمنيا أن يبقى الجيش «رمز وحدة البلاد وضمانة أمنها». وعقب انتهاء الجلسة، قال رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي: «تم التصديق على نشر موازنة العام 2024 وستكون فورا موضع تنفيذ»، مضيفا: «قررنا عقد جلسة استثنائية لمجلس الوزراء السبت المقبل، لاستكمال درس وضع العسكريين المتقاعدين وموظفي القطاع العام».
لكن هذا التعيين لم يمر مرور الكرام، حيث علّق وزير الدفاع موريس سليم معتبرا أنه «مخالفة دستورية وقانونية جديدة ارتكبها رئيس الحكومة تضاف إلى سلسلة مخالفات وتجاوزات ترتكب منذ بدء الشغور الرئاسي، وسيبنى على هذه المخالفة ما يقتضى لحماية المؤسسة العسكرية من التجاوزات التي تستهدفها في وقت يفترض ان تبقى بعيدة عن المحاصصة والمحسوبيات وتسديد الفواتير السياسية».
ونفى الوزير سليم ان يكون اقترح أي اسماء للتعيينات العسكرية انسجاما مع رغبة عارمة رسمية وسياسية وروحية في عدم إجراء أي تعيين في الوظائف الشاغرة في غياب رئيس الجمهورية. وقال: المؤسف ان رئيس الحكومة كان في طليعة الرافضين للتعيينات في ظل الشغور الرئاسي.
هذا في الوقت الذي كان المتقاعدون العسكريون يحاولون إزالة الحواجز من أمام مدخل السراي الكبير، وسط تدافع حصل مع عناصر الجيش أثناء اجتماع مجلس الوزراء.
وقد أصيب اثنان من المتقاعدين المتظاهرين بالاختناق جراء استخدام القوى الأمنية القنابل المسيلة للدموع لتفريقهم وإبعادهم عن السراي.
واستقدم الجيش تعزيزات إضافية، لمنع المحاولات المتكررة لاقتحام السراي.
وشدد أمين سر كتلة «اللقاء الديمقراطي» النائب هادي أبوالحسن على أحقية العسكريين المتقاعدين، داعيا باسم الكتلة إلى «إقرار المطالب المعيشية المحقة لهذه الشريحة وغيرهم من الموظفين». وجاء ذلك خلال لقائه بالعسكريين أثناء تنفيذهم لتحركهم في وسط بيروت، حيث اطلع على مطالبهم. وشدد على أهمية الاقتراح المقدم حول قانون يهدف إلى توفير عائدات من أجل تحقيق العدالة الاجتماعية من خلال تأمين واردات للخزينة يوظف جزء منها في تمويل سلسلة الرتب والرواتب لموظفي القطاع العام والمتقاعدين وسواهم.
وجنوبا، استمر الواقع الميداني على تصعيده، قصفا وغارات وخرقا لجدار الصوت على ارتفاع منخفض، ليبقى التهديد بتوسيع الحرب قائما فوق الرؤوس وبندا ثابتا في جداول أعمال الموفدين الغربيين، إلى لبنان والمنطقة الناصحين باستخدام لغة العقل وصولا إلى التهدئة، ومحاضر اجتماعات «المجموعة الخماسية» العربية- الأجنبية، المشغولة بترقب نتائج جولات وزيري الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن والفرنسي ستيفان سيجورنيه، بين بيروت وتل أبيب والقاهرة.
وفي لبنان كانت الاستعدادات على قدم وساق لاستقبال وزير الخارجية المصري سامح شكري، قبل أن يتم إرجاؤها. وبحسب معطيات «الأنباء»، فإن هذا الإرجاء له علاقة في جانب منه، باجتماع «اللجنة الخماسية» المقبل حيث يتم إعداد تقرير بكل ما توصل اليه أعضاؤها، وانه تم بالتنسيق مع بلينكن.
وضمن هذا السياق، حافظ الحراك الفرنسي على وتيرته في بيروت، إذ زار المدير العام للشؤون السياسية والأمنية بوزارة أوروبا والشؤون الخارجية الفرنسية فريديريك موندولوني السراي على رأس وفد، حيث استقبله رئيس الحكومة ميقاتي، وكان ضمن عداده السفير الفرنسي هيرفيه ماغرو.
وقال ماغرو إن «الزيارة هي متابعة لزيارة الوزير سيجورنيه، طرحنا خلالها افكارنا بشأن الوضع في جنوب لبنان»، وكذلك زار الوفد وزير الخارجية والمغتربين في حكومة تصريف الأعمال د.عبدالله بوحبيب، وغادر موندولي بلا تصريح.
وفي موازاته، سرت معلومات في بيروت، أكدها السفير الايراني مجتبى أماني، عبر منصة «إكس»، بأن وزير خارجية إيران حسين أمير عبداللهيان سيصل اليوم إلى بيروت، حيث سيجري لقاءات مهمة مع كبار المسؤولين في لبنان في اطار التشاور حول مختلف التطورات والمستجدات.
وأكد عضو المجلس المركزي في حزب الله الشيخ نبيل قاووق، خلال احتفال تكريمي، أن موقف حزب الله مما يحصل اليوم من وساطات ومفاوضات، هو موقف واحد يكمن بوقف العدوان الإسرائيلي أولا على غزة.
مقابل كل ذلك، تستمر دعوات اللجان الأهلية والجمعيات للمشاركة بكثافة في إحياء الذكرى التاسعة عشرة لاستشهاد الرئيس رفيق الحريري يوم 14 فبراير الجاري، والناس في بيروت ينظرون باحترام إلى قرار الرئيس سعد الحريري بالحضور وإحيائه الذكرى معهم، رافعين التمني في أن يعود للمشاركة في الحياة السياسية، وهذا ما بينته الصور والشعارات التي انتشرت في عقر دار «تيار المستقبل» منطقة طريق الجديدة.
وما يستحق ذكره هنا، أن القيادة الروسية ليست بعيدة عن اجواء الرئيس الحريري، فمستشاره جورج شعبان التقى أخيرا، نائب وزير الخارجية ميخائيل بوغدانوف وأجريا محادثات معمقة تناولت احتمالات عودة الرئيس الحريري إلى بيروت في ظروف مواتية وقد تكون ذكرى والده هي المقدمة، ما قد يعيد التوازن السياسي الذي اهتز بشكل واضح بتعليق مشاركته و«تيار المستقبل» في الحياة السياسية، ما سينعكس مستقبلا في مفترقات على مستوى العلاقات البينية.
اترك تعليقاً