شدد الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي اليوم الخميس، على أن تهجير الفلسطينيين خط أحمر وأن مصر لن تقبل أو تسمح به أبدا لأنهم لو تركوا أرضهم فلن يعودوا إليها مرة أخرى.
وأوضح السيسي في كلمة ألقاها خلال فعالية بعنوان ” تحيا مصر.. استجابة شعب تضامنا مع فلسطين” أن الموقف المصري الرافض بحسم لمخططات تهجير الأشقاء الفلسطينيين قسرا سواء من قطاع غزة أو الضفة الغربية إلى مصر والأردن هو “للحفاظ على عدم تصفية القضية الفلسطينية والإضرار بالأمن القومي العربي”.
وقال إن مصر التي تستضيف الآن تسعة ملايين من الأشقاء كضيوف لا يمكن المزايدة على موقفها الرافض للتهجير القسري للفلسطينيين من أراضيهم “فمصر لم ولن تقبل بتصفية القضية الفلسطينية أبدا”.
وأضاف “لا يمكن لأحد أن يقول إنه ليس لمصر مواقف إيجابية في أمر ولها مواقف إنسانية نبيلة ورائعة في ذلك الشأن” موضحا أن الأمر مختلف خاصة وأن الأشقاء الذين استقبلتهم مصر بلادهم موجودة لكن غير مستقرة وأرضهم موجودة وباقية لهم.
لكنه استدرك بالقول “الأمر في الأراضي الفلسطينية قطاع غزة والضفة الغربية مختلف فإذا تركها أهلها فلن يعودوا لها مرة أخرى”.
وأضاف السيسي ” هذا لن يحدث أبدا” معربا عن شكره لدول العالم وعلى رأسها الولايات المتحدة التي أكدت دعمها للموقف المصري ورفضها لأى محاولات لتهجير الفلسطينيين من أراضيهم.
وأضاف أن مصر قدمت 70 بالمئة من المساعدات التي قدمت إلى غزة التي بلغت حتى الآن 12 ألف طن وأن قرارها استمرار فتح معبر رفح البري رغم ضراوة القتال جاء انسانيا لاستمرار ايصال المساعدات الغذائية والطبية والوقود واستقبال الجرحى والمصابين من اهالي قطاع غزة.
وأكد أن معبر رفح لم يغلق أبدا لكن قصف أربع مرات من قبل القوات الإسرائيلية على الجانب الفلسطيني للمعبر وأنه كان من المهم المحافظة على أرواح القائمين على نقل المساعدات والانتباه إلى الإجراءات التي تضمن دخول المساعدات إلى قطاع غزة.
وقال السيسي “خصصنا مطار العريش الدولي لاستقبال طائرات المساعدات القادمة من الخارج بإجمالي 158 رحلة جوية”.
وأكد مجددا ضرورة الوقف الفوري لإطلاق النار في غزة والعودة لطاولة المفاوضات للوصول إلى سلام عادل وشامل وقائم على إقرار الحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني وفي مقدمتها الاعتراف بالدولة الفلسطينية وعاصمتها القدس الشرقية.
وقال الرئيس السيسي إن المنطقة العربية تواجه أزمة جسيمة تضاف الى سوابق التحديات التي تواجهها على مدار عقود منبها الى أن القضية الفلسطينية تواجه منحنى شديد الخطورة والحساسية.
وأشار إلى التصعيد العسكري غير المحسوب وغير الانساني الذي اتخذ منهج العقاب الجماعي وارتكاب المجازر وسيلة لفرض واقع على الأرض يؤدي إلى تصفية القضية وتهجير الشعب والاستيلاء على الأرض.
وأضاف السيسي “الطلقات الاسرائيلية الطائشة لم تفرق بين طفل وامرأة وشيخ بل دارت آلة القتل بلا عقل يرشدها ولا ضمير يأنبها فأصبحت وصمة عار على جبين الانسانية كلها”.
وقال “منذ اللحظة الأولى لانفجار شرارة هذه الحرب في غزة أدارت الدولة المصرية الموقف بمزيج من الحسم في القرار والمرونة في التحرك والمتابعة الدقيقة لمجريات الأمور وتحديث المعلومات”.