ارتفع مستوى التصعيد في جنوب لبنان، امس، وتضاعف حجم القذائف المتبادلة بين ««حزب الله» وفصائل المقاومة الفلسطينية من جهة والجيش الاسرائيلي من جهة ثانية، ودائما، ضمن نطاق «قواعد الاشتباك»، عدا بعض الاستثناءات تجاوزت خلالها قوات الاحتلال الخطوط المرسومة وضربت اهدافا في العمق اللبناني.

وأعلنت قيادة الجيش أمس، أنه نتيجة عمليات المسح والتفتيش لمناطق إطلاق الصواريخ نحو الأراضي الفلسطينية المحتلة، عثرت وحدات من الجيش على 21 منصة إطلاق صواريخ في مناطق وادي الخنساء والخريبة ـ قضاء حاصبيا والقليلة ـ قضاء صور، واحدة منها تحمل صاروخا معدا للإطلاق، وعملت الوحدات المختصة على تفكيكه.

هذا، وأعلن حزب الله استهدف التجهيزات الفنية والتجسسية لموقع بياض بليدا بالأسلحة المناسبة مؤكدا تحقيق إصابات مباشرة فيها. واضاف، «هاجمنا ثكنة زرعيت وموقع السماقة في مزارع شبعا اللبنانية المحتلة بالأسلحة المناسبة وأوقعنا فيه إصابات مباشرة».

سياسيا، ينتظر وصول مساعدة وزير الخارجية الأميركي لشؤون الشرق الاوسط بربارا ليث الى المنطقة، في جولة تشمل عدة عواصم ومنها بيروت بالتأكيد.

ويتضمن برنامج ليث اللبناني لقاء رئيسي المجلس النيابي نبيه بري والحكومة نجيب ميقاتي وقائد الجيش العماد جوزاف عون، وغايتها التأكيد على إبعاد لبنان عن لهيب غزة وفتح الثغرات في جدار الانسداد القائم، استدراكا لخروج الموقف العسكري عن السيطرة.

ومن زوار بيروت الدوليين، هذا الاسبوع، وزير الدفاع الفرنسي سباستيان كورنو الذي يصل، يوم غد الاربعاء، لتفقد قوات بلاده المنخرطة في القوات الدولية العاملة جنوب لبنان «اليونيفيل»، وعقد لقاءات مع المسؤولين اللبنانيين ضمن نطاق السعي لتهدئة الاوضاع، وتجنيب لبنان الانخراط في معمعة غزة، علما ان اهتمام اللبنانيين بمتابعة الحراك الفرنسي تقلص الى حد كبير، بعد زيارة الرئيس ايمانويل ماكرون الى تل ابيب واعلانه الوقوف الصريح الى جانب اسرائيل و«حقها في الدفاع عن النفس».

في هذه الاثناء، أكد رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي، الذي سيستكمل جولته العربية التي بدأها من الدوحة، لاحقا لتشمل: الكويت ومصر والاردن والسعودية، أنه يعمل على «تجنيب لبنان دخول الحرب».

وأضاف ميقاتي في مقابلة مع وكالة فرانس برس «أقوم بواجبي فيما يتعلق بتجنيب لبنان دخول الحرب». واعتبر أن «لبنان في عين العاصفة» مبديا خشيته من «فوضى أمنية لا في لبنان فقط، بل في منطقة الشرق الأوسط» في حال عدم التوصل الى وقف لإطلاق النار في غزة.

وأضاف «نعمل للسلم.. ونحن كحكومة قيمون على الأوضاع العامة وعلى أي تداعيات يمكن أن ننجر اليها عقب أي توتر إضافي».

وقال ميقاتي ردا على سؤال عما إذا كان لمس خلال اتصالاته مع حزب الله نية بعدم التصعيد: «حتى اليوم، أرى أن حزب الله يقوم بعقلانية وحكمة بإدارة هذه المواضيع، وشروط اللعبة لاتزال محدودة». لكنه وبعد ان قال سابقا انه مطمئن لعدم تدهور الأمور، عاد وأكد أنه لا يستطيع «طمأنة اللبنانيين» لأن «الأمور مرهونة بأوقاتها». وتابع «لا يمكن أن ألغي أي تصعيد يمكن أن يحصل لأن ثمة سباقا بين وقف إطلاق النار في غزة والتصعيد في كل المنطقة».

القلق ذاته عبر عنه «لقاء سيدة الجبل» الذي حذر من ان «الخروج عن شبكة الأمان اللبنانية المتمثلة بالدستور واتفاق الطائف وقرارات الشرعية الدولية ذات الصلة، يشكل تهديدا للشراكة الوطنية والأخطر لركائز الوطن ووحدته».

واتهم «لقاء سيدة الجبل»، في بيان عقب اجتماع افتراضي، مشترك له و«المجلس الوطني لرفع الاحتلال الايراني عن لبنان»، حزب الله وحلفائه بنسف القرار 1701 بقرار خارجي. كما اتهموا «إيران وميليشياتها باستعمال لبنان وشعبه وقودا لتغذية المشروع الإيراني في المنطقة».

وأعلن «حزب الله» عن إطلالة جديدة لأمينه العام السيد حسن نصرالله في الثالث من نوفمبر، أي عصر يوم الجمعة المقبل.

مصادر متابعة أكدت لـ«الأنباء» ان نصرالله سيكتفي في خطابه، الاول منذ ما قبل عملية «طوفان الاقصى»، بتحذير إسرائيل وحلفائها مع وضع حد، للتساؤلات حول أسباب صمته طوال هذه الفترة، الى جانب توضيح الملابسات التي تسببت بخروج زعماء «حماس» عن صمتهم حيال مستوى تفاعل فريق «الممانعة» مع ارتدادات عملية «حماس» في منطقة غلاف غزة.


اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *