لطالما كان يُنظر إلى النقرس على أنه مرض يصيب كبار السن ممن يستهلكون اللحوم والبروتينات بكثرة، إلا أنه بدأ ينتشر بين فئة الشباب أيضا، وفق تقارير طبية عالمية.
ويعد التهاب إصبع القدم من الأعراض الكلاسيكية الأولى للنقرس، ويعرفه الاختصاصيون على أنه شكل التهابي من التهاب المفاصل يسبب آلام المفاصل الشديدة والمفاجئة، حيث ينتج الجسم حمض البوليك عندما يكسر البيورينات والمركبات الكيميائية الموجودة في الجسم والطعام الذي يتم تناوله، فإذا فشلت الكلى في تصفية ما يكفي من حمض البوليك من الدم، فإنه يتبلور في نهاية المطاف في المفاصل ويمكن أن يدفع جهاز المناعة إلى الضغط على المفاصل، مسببا ألما فظيعا.
الأعراض الأولية
1 – ألم شديد في المفاصل: عادةً ما يؤثر النقرس على إصبع القدم الأكبر، ولكنه قد يصيب أي مفصل أيضًا. وتشمل المفاصل الأخرى التي تشيع إصابتها الكاحلين والركبتين والمرفقين والمعصمين وأصابع اليدين. وعلى الأرجح، يصل الألم إلى أقصى درجات حدته بعد بدايته بنحو أربع ساعات إلى 12 ساعة.
2 – الشعور بعدم الارتياح: بعد اختفاء الألم الأكثر حدة، قد يستمر الشعور بعدم الراحة في بعض المفاصل لمدة تتراوح من بضعة أيام إلى بضعة أسابيع. ومن المرجح أن تستمر الهجمات اللاحقة لفترة أطول وتؤثر على المزيد من المفاصل.
3 – التهاب واحمرار: تصبح المفاصل المصابة متورمة ومؤلمة ودافئة وحمراء اللون.
4 – محدودية نطاق الحركة: مع تفاقم حالة النقرس، قد لا تكون قادرًا على تحريك مفاصلك حركة طبيعية.
النظام الغذائي
أثبتت آخر الدراسات التي نُشرت في صحيفة «الغارديان» وجود ارتباط قوي بين النظام الغذائي والنقرس، بالرغم من وجود استعداد وراثي قوي للإصابة، حيث يمكن أن يؤدي تناول الأطعمة التي تحتوي على نسبة عالية من البيورينات، مثل المحار، واللحوم الحمراء ومنتجاتها، إلى زيادة احتمالية الإصابة بنوبة النقرس، فالمزيد من البيورينات يعني المزيد من حمض اليوريك، والمزيد من حمض اليوريك يعني بلورات أكثر إيلامًا. ويقول الدكتور مارك راسل، زميل الأبحاث السريرية في كينجز كوليدج لندن في تصريح له حول مرض النقرس أن «بالنسبة لمعظم الناس، ينتج النقرس لسببين وهما النظام الغذائي والعامل الوراثي».
يواجه المزيد من الشباب مرض النقرس في سن مبكرة، حيث قامت دراسة أجرتها هيئة الخدمات الصحية الوطنية البريطانية (NHS)، بتحليل بيانات مرضى النقرس لمدة 15 عاما من سنة 1997 إلى 2012، ووجدت أنه على الرغم من أن معظم مرضى النقرس لا يزالون يبلغون من العمر 60 عامًا أو أكثر، إلا أن عدد المرضى الذين تتراوح أعمارهم بين 20 و30 عامًا ازدادوا بنسبة 30 %، كما تُظهر إحصائيات هيئة الخدمات الصحية البريطانية أنه تم إدخال 234 ألف شخص إلى المستشفى بسبب النقرس من عام 2021 إلى عام 2022.
وأظهرت النتائج أن سبب انتشار النقرس لدى فئة الشباب يعود إلى عدة أشياء مثل السمنة التي أصبحت أكثر شيوعًا، أما الحالات الأخرى التي تندرج تحت ما نسميه «متلازمة التمثيل الغذائي»، بما في ذلك ضغط الدم والسكري، أصبحت أيضاً شائعة، وهي مرتبطة بشدة بالنقرس.
كما أشارت نتائج الدراسة إلى أن النقرس أكثر شيوعًا بين الرجال منه لدى النساء، حيث إن أكثر من 94 % من الأشخاص المصابين بالنقرس في الولايات المتحدة هم من الذكور.
آثار النقرس
وجدت دراسة أجريت أن الأشخاص المصابين بداء النقرس أكثر عرضة بنسبة 25 % للوفاة المبكرة، كما أن ما يثير القلق بشأن النقرس هو أن ثلث الأشخاص المصابين بهذه الحالة فقط يتناولون الأدوية الوقائية، لذا في حالة الإصابة بأولى نوبات النقرس يجب المبادرة إلى العلاج من خلال تغيير نمط الحياة وخاصة النظام الغذائي، كما أن ترك النقرس دون علاج قد يؤدي إلى تأزم الوضع وينتشر إلى المفاصل الأخرى، بل ويؤدي إلى الفشل الكلوي.
العلاج
تؤكد الأبحاث أن النقرس قابل للعلاج، فمن الممكن خفض مستوى حمض اليوريك في الدم عن طريق الابتعاد عن الأطعمة المحملة بالبيورين مثل المحار واللحوم الحمراء، بينما يمكن استخدام الإيبوبروفين للتحكم في النوبات الجلدية.
ويعد دواء الوبيورينول الذي يخفض مستوى حمض البوليك في الدم أحسن علاج.
معلومات مهمة
◄ %94 من المصابين به في الولايات المتحدة من الذكور
◄ زيادة بنسبة 30 % لدى المصابين به في بريطانيا.. أعمارهم بين 20 و30 عاماً
◄ تناول المحار واللحوم الحمراء ومنتجاتها.. يسبب الإصابة بالمرض
◄ في حالة الإصابة بأولى نوبات النقرس يجب المبادرة إلى تغيير نمط الحياة والنظام الغذائي
◄ تركه دون علاج قد يؤدي إلى تأزم الوضع وينتشر إلى المفاصل الأخرى
اترك تعليقاً