عقد بنك الكويت الوطني حلقة نقاشية ضمن برنامج الاستعداد المهني «تمكن» برعاية البنك، وقد حاضرت نائب الرئيس التنفيذي لمجموعة بنك الكويت الوطني شيخة البحر وأجابت عن مجموعة من الأسئلة التي طرحها المشاركون في البرنامج.

واستهلت البحر لقاءها بالشباب المشاركين، حيث قالت: «أرحب بكم جميعا في هذا البرنامج الذي يحمل مكانة خاصة في قلبي، حيث أكون في غاية السعادة عندما أتحدث إلى المواهب الكويتية الشابة وأرى إصرارا والتزاما بمواصلة التطور والتعلم وأنتم في بداية مسيرتكم المهنية».

وأضافت البحر: «أنا من أشد أنصار التعليم ولدي إيمان كبير بأننا نعيش لنتعلم، فالتعلم رحلة حياة لا تنتهي أو يقيدها عمر أو ظروف خاصة في عالم يشهد تطورات متسارعة، لذلك من الضروري عدم التوقف عن اكتساب المعرفة، وإلا سوف نصبح أقل قدرة على المنافسة».

وأشارت إلى ما أكدته الدراسات الحديثة من حاجة العقل للتدريب والتغلب على التحديات حتى يحتفظ بنشاطه، حيث قالت للمشاركين: «ابتعدوا عن مناطق الراحة وضعوا الأهداف نصب أعينكم باستمرار وفكروا دائما خارج الصندوق».

وحثت المشاركين على استبعاد الإحباط من حياتهم نهائيا، حيث قالت لهم «لا تعلم بدون الوقوع في الأخطاء، تعاملوا مع الأخطاء كبداية لتحقيق النجاح فالخطأ جزء من التعلم وباعث على الإبداع لتفادي الوقوع فيه مرة أخرى».

قدمت البحر للمشاركين نصائح لتطوير حياتهم المهنية، حيث قالت لهم: «عند التحاقكم بالعمل وبغض النظر عن دوركم الوظيفي، ستدركون كيف تتغير الأشياء وتتطور بسرعة كبيرة ومدى أهمية مواكبة ذلك التغير بالتدريب والتعلم واكتساب مهارات جديدة».

وأوضحت أن عدم التطور في عالم يتغير بسرعة بداية الفشل ونهاية لبعض الأعمال، حيث قالت: «التاريخ حافل بأمثلة كثيرة على اختفاء صناعات وشركات توقفت عن التعلم ورفضت التطور».

وأكدت أن تطوير الذات لا يعود بالنفع على الشخص فقط، ولكنه يمثل ركيزة أساسية وقوة دافعة لنجاح المؤسسات والأوطان.

وأشارت البحر في ذلك الصدد إلى تجربة سنغافورة في التركيز على التعليم باعتباره أولوية استراتيجية والعمل على تطوير الأفراد وسلوكياتهم وإثراء معرفتهم وكيف انعكس ذلك على ما حققته الدولة الآسيوية التي تعاني من انعدام الموارد من قفزات بمعدلات النمو الاقتصادي والتطور التكنولوجي لتصبح مركزا ماليا عالميا.

استعرضت البحر مع المشاركين تجربة واقعية عايشت تفاصيلها في بنك الكويت الوطني والتي تؤكد أهمية التطور والتعليم والتدريب المستمر وخاصة في ظل التحولات التي تشهدها الصناعة المصرفية وبالتحديد في آخر 10 سنوات.

وقالت: «البنوك تواجه تحديات كبيرة وتطورات سريعة تشهدها الصناعة المصرفية لذلك وضعنا في بنك الكويت الوطني التعلم والتدريب في صميم استراتيجيتنا وسعينا للحفاظ على النمو المستدام في المستقبل».

وأشارت إلى أن قضايا مثل التحول الرقمي والاستدامة لم يكونا على رأس الأولويات قبل 10 سنوات بينما الآن يمثلان محورا رئيسيا في كافة المناقشات والاجتماعات اليومية في بنك الكويت الوطني وأعتقد بكل المؤسسات المالية.

وأضافت البحر: «لولا حرصنا في البنك الوطني على التعلم والتطور لما كنا نجحنا في الحفاظ على ريادتنا المصرفية وسط تلك المتغيرات السريعة».

وقالت: «لا نتوقف عن حضور الندوات والمؤتمرات الخاصة بالقطاع المالي والمصرفي حول العالم، ونحضر بانتظام برامج التدريب والتعلم المستمر، ما يساعدنا على مواكبة أحدث الاتجاهات في القطاع المالي والمصرفي والتحديات الناشئة وما يشهده العالم حولنا من تغيرات».

أوضحت البحر أن الوطني وضع استراتيجية للتحول الرقمي منذ سنوات وكان من بين ركائزها الأساسية التعلم والتطور الذاتي، حيث قالت: «قمنا بتثقيف أنفسنا في مجالات الحوسبة السحابية والذكاء الاصطناعي وتعلم الآلة والعديد من الموضوعات الأخرى وأصبحنا في الوطني عالما رقميا بكافة تفاصيله قادرا على أن يتطور كل يوم».

كذلك الأمر على صعيد استدامة الأعمال، حيث قالت: «نحرص في الوطني على التعلم فيما يخص استدامة الأعمال وتأثيرها على الخدمات المصرفية وخاصة في ظل تأثير العديد من القضايا على عملياتنا المصرفية من مخاطر التغير المناخي والتنوع البيولوجي والشمول المالي».

وأضافت: «العمل في الوطني يمثل رحلة لا تتوقف من التعلم والتطور وقد بدأنا منذ سنوات رحلة نحو التحول الرقمي والاستدامة لمواكبة التغيرات التي يشهدها العمل المصرفي والتي تعلمنا الكثير خلالها ونحن فخورون جدا بما حققناه».

وقد انطلقت فعاليات النسخة الجديدة من برنامج «تمكن» لتدريب الكويتيين من حملة الشهادات الجامعية والذي يأتي برعاية ودعم استراتيجي من بنك الكويت الوطني للعام الثالث على التوالي وبتنظيم من شركة «Creative Confidence».

ويستضيف بنك الكويت الوطني المتدربين البالغ عددهم نحو 34 متدربا في مواقع تدريب مختلفة بمقره الرئيسي قرابة ثلاثة أشهر وذلك ابتداء من 18 يناير ولغاية 27 مارس 2022، حيث يقدم البنك للمتدربين الدورات التي تعمل على تطوير مهاراتهم وتأهيلهم لدخول سوق العمل.

أكدت البحر أن إطلاق بنك الكويت الوطني «وياي» كأول بنك رقمي في الكويت كان أحد أبرز ثمار استراتيجية البنك للتعلم والتطور المستمر.

وقالت: «يقف وراء وياي فريق عمل من الشباب وأصحاب الأفكار المبدعة الذين لم يقبلوا الاستسلام لمناطق الراحة الخاصة بهم ودائما ما يفكرون خارج الصندوق».

وأكدت البحر أن التطورات التي تشهدها التكنولوجيا لا تتوقف وتدفع نحو استمرار التعلم والتطور باستمرار، وخاصة مع الموضوعات والقضايا الجديدة مثل الذكاء الاصطناعي والحوسبة السحابية.

قدمت البحر على مدار المناقشات التي دارت خلال الجلسة مجموعة من النصائح للشباب المشاركين النقاشية والتي تحمل خلاصة خبراتها العملية وتجاربها الشخصية:

٭ ابتعدوا عن مناطق الراحة وفكروا دائما خارج الصندوق.

٭ التعلم رحلة حياة لا تنتهي ولا ترتبط بسن أو ظروف.

٭ الخطأ بداية التعلم والنجاح ولا تعلم بدون الوقوع في أخطاء.

٭ عدم التطور بداية للفشل في ظل عالم يشهد تغيرات سريعة لا تتوقف.

٭ تطوير الذات ينفع الشخص ويدفع باتجاه نجاح المؤسسات والأوطان.


اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *