مدينة الكويت الطقس

في ذكرى نهاية حكمهم.. مصير غامض لـ”كنوز” بايات تونس

سلط تقرير نشرته مجلة ”جون أفريك“ الفرنسية الضوء على ما اعتبر أنه ”مصير غامض“ لكنوز البايات الذين انتهى حكمهم في تونس بإعلان النظام الجمهوري عام 1957، مشيرا إلى أن ذلك التراث ”لا يزال يثير كثيرا من التساؤلات“.

وفي 25 يوليو / تموز 1957 وصل وفد إلى قصر قرطاج وأبلغ الحاكم آنذاك الأمين باي أن الجمعية التأسيسية أعلنت للتو تبني النظام الجمهوري بالإجماع، فغادر القصر مرتديا جبة من القماش الأبيض البسيط، لتطوي تونس بذلك صفحة نظام البايات الذي امتد حوالي قرنين ونصف القرن.

وجاء في التقرير: ”بالنسبة للبعض كانت هذه بداية لعصر جديد، بينما رآها آخرون قفزة إلى المجهول، بما في ذلك أفراد عائلة الباي الذين تم القبض على بعضهم وعوملوا بقسوة، وهو موقف انتقده الحبيب بورقيبة الذي أصبح لاحقا رئيسا للجمهورية بعد أن أقسم على الولاء للباي الذي كان بورقيبة آخر رئيس للوزراء في فترة حكمه“.

وأضاف التقرير: ”الذاكرة الجماعية احتفظت بالأحداث التي ميزت تلك الأيام لكنها لم تتمكن أبدا من التمييز بين الحق والباطل في ما يتعلق بمصير جواهر البايات الشهيرة. وبعد أربعة وستين عاما لا يزال السؤال يثير الانقسام في الرأي العام، حيث يزعم أحفاد البايات أن تلك الجواهر اختطفتها وسيلة بورقيبة زوجة مؤسس تونس الحديثة، لكن وفقا لشهادات تم جمعها خلال تقرير لتلفزيون الحوار التونسي، بما في ذلك شهادة زوج سلوى باي حفيدة الأمين باي، فقد استعارت زوجة بورقيبة عملات معدنية لبعض المناسبات المهمة ثم أعادتها إلى الخزينة“.

وأشار التقرير إلى أن ”آخر مرة يتم فيها طرح الموضوع كانت سنة 1992، لكن لم يتم عرض القطع الأثرية والمجوهرات التابعة لعائلة البايات مطلقا، ليفتح الباب أمام عدة تكهنات“.

وتابع التقرير: ”أعطى إعلان الجمهورية إشارة للبحث عن الكنز.. أين كانت مجوهرات الأسرة الحاكمة السابقة، تلك التي صودرت وتحولت إلى خزينة الدولة؟.. أدت الشبهات إلى توقيف رئيس الوزراء الأسبق الطاهر بن عمار عام 1958 وزوجته زكية بن عياد بتهمة إخفاء مجوهرات عهدت إليهما بها ”للا جنينة“ زوجة الباي، وبدأت القضية باكتشاف حقيبة تحتوي على مجوهرات ثمينة في منزل إرنست سبيتيري في سالامبو على مرمى حجر من القصر الرئاسي في قرطاج، وفي غضون ذلك تم القبض على ولي العهد محمد ونجله رأفت وللا جودة زوجة ابن الباي لإخفاء بضائع غير مشروعة.. تحقيقات قاسية شملت زوجة الباي للا جنينة، لكن دون الوصول إلى نتيجة“.

وإضافة إلى المجوهرات الشخصية أشار التقرير إلى وجود ”زخارف ثمينة وممتلكات بينها خاتم الأمين بك الماسي الذي سلب منه عند وفاته لكن تم تسليمه إلى ابنته الكبرى“.

وأوضح التقرير الفرنسي أن ”البعض يركز لدعم نظرية الكنز غير العادي، من القطع المعروفة التي تظهر من وقت لآخر في المزادات الأوروبية، حيث تم في موناكو عام 2015 بيع الزمرد الذي كان يزين حزام الباي الاحتفالي“.

ويتذكّر هشام قاسم، سليل البايات ومؤلف كتاب تاريخ السلالة الحسينية، أن بعض القطع المهمة كانت موجودة بالفعل وأنها غالبا ما كانت هدايا من ملوك آخرين مثل بيضة فابرجيه لعلي باي، لكنه يعتبر أيضا أنه ”لم يكن هناك تراث حقيقي للمحافظة عليه“.

وقال هشام قاسم: ”كانت الأسرة التي خافت من الأحداث التي تلت إعلان الجمهورية قد أخفت فعليا الأشياء الثمينة والمجوهرات.. دفنوا بعض القطع في قاع الحدائق ثم تم استردادها بعد إقالة بورقيبة عام 1987“.

أما المؤرخ عبد الستار عمامو، وهو أيضا من أحفاد البايات، فقال: ”أسلوب حياة الملوك لم يكن فخما، حيث كان نمط حياتهم أقرب إلى الأعيان منه إلى الملوك.. كانت المجوهرات واللوحات ملاذا آمنا في حال التعرض لضربة قوية.. لا يمكننا الحديث عن كنز التاج لا سيما أن البايات، مثل أحمد باي الأول، قاموا أحيانا بإنقاذ خزائن البلاد بأصولهم الخاصة“.

شاهد أيضاً

وَاللَّهِ إِنَّكَ لَتَعْلَمُ أَنّنا نعْلَمُ أَنَّكَ تَكْذِبُ

عند السماع لتصريح وزير خارجية امريكا الذي قال بكل فضاضة ان الخارجية الأمريكية لم نر …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *