بدأت تفاصيل إعتداءات سريلانكا الدامية تنكشف بعد إعلان تنظيم ما يسمى بداعش مسؤوليته عنه واشتراك مجموعة من تسعة انتحاريين متطرفين من بينهم امرأة وينتمون لعائلات ثرية سريلانكية شهيرة في تنفيذ هجمات عيد الفصح الأحد الماضي والتي أودت بحياة 359 شخصا.
تنظيم ما يسمى بالدولة الإسلامية أعلن المسؤولية عن التفجيرات المنسقة على ثلاث كنائس وأربعة فنادق. وإذا تأكدت صلة تنظيم داعش بالهجمات فستكون أسوأ هجمات مرتبطة به. ونشر التنظيم تسجيلا مصورا في ساعة متأخرة من مساء الثلاثاء عبر وكالة أعماق للأنباء التابعة له، ظهر فيه ثمانية رجال منهم سبعة ملثمون وهم يقفون تحت راية التنظيم السوداء معلنين البيعة لزعيم التنظيم أبو بكر البغدادي. والشخص الذي ظهر بوجهه في التسجيل يدعى محمد زهران وهو داعية سريلانكي معروف بآرائه المتشددة.
ويعتقد مسؤولو المخابرات ورئيس الوزراء رانيل ويكرمسينغ أن زهران، وهو أحد الدعاة الذين يتحدثون بلغة التاميل، ربما يكون العقل المدبر لهذه الهجمات.
وأفاد زعماء مسلمون وتقرير للمخابرات السريلانكية صدر في وقت سابق واطلعت عليه رويترز بأن زهران معروف بآرائه المتشددة ونشره لتدوينات تحث على العنف عبر فيسبوك. كما ألقى مسؤولون في سريلانكا باللوم على جماعتين إسلاميتين محليتين يشتبه في أن لهما صلات بالتنظيم.
ورغم ظهور ثمانية رجال في الفيديو، إلا أن وزير الدولة السريلانكي لشؤون الدفاع روان ويجيواردين أعلن عن مشاركة تسعة انتحاريين في الهجمات وإنه تم تحديد هوية ثمانية مهاجمين من بينهم امرأة. وأضاف خلال مؤتمر صحفي “معظم الانتحاريين من أصحاب التعليم العالي وينتمون لعائلات ثرية وبعضهم درس في الخارج”. وقال “نعلم أن أحدهم ذهب إلى بريطانيا ثم إلى أستراليا للحصول على شهادة في القانون. يساعدنا شركاء أجانب بينهم بريطانيا في هذه التحقيقات”.
من جهة أخرى كشفت مصادر سريلانكية أن من بين مرتكبي هذه المجزرة شقيقان من عائلة إبراهيم نفذا أحد الهجمات الدامية وهما ينتميان إلى “عائلة انتحارية” بالكامل تعيش في العاصمة كولومبو، فيما تحاول السلطات التوصل إلى أسباب اعتناق الشقيقين للفكر المتطرف.
ويتعلق الأمر بإلهام وإنشاف وكشف مصدر مقرب من العائلة أن الوالد يونس من أحد أكبر تجار التوابل في المنطقة التي يعيش بها وكان الشقيقان شريكين في محل والدهما.
ونقلت صحيفة “ديلي ميل” البريطانية أن الشقيقين إلهام إبراهيم وإنشاف، فجرا نفسيهما في فندقي “شنغري-لا” و”سينامون غراند”، بعدما دخلا بمثابة زبونين يريدان تناول وجبة الفطور. وقدم أحد الأخوين بيانات شخصية مزورة حين سجل نفسه في الفندق، لكن الآخر قدم عنوانا صحيحا، وهو ما ساعد الشرطة على مداهمة البيت الذي يقع في منطقة تجارية من العاصمة كولومبو.
وكشف مصدر أمني في البلد الآسيوي، أن الانتحاريين اللذين كانا في أواخر العشرينات من العمر وحولا عائلتيهما إلى “خلية إرهابية”، لكن المكان الذي يوجد به والداهما ليس معروفا حتى الآن. وداهمت الشرطة بيت أحد الأخوين في إطار التحقيقات مباشرة عقب التفجيرات غير أن زوجة أحد الانتحاريين قامت بتفجير نفسها وقُتلت رفقة اثنين من أبنائها وثلاثة من أفراد عناصر الوحدات الخاصة. كما اعتقلت الشرطة البعض من أفراد العائلة المتورطة.