مع اقتراب الانتخابات الرئاسية الإيرانية زاد رئيس مجلس تشخيص مصلحة النظام الإيراني هاشمي رفسنجاني من حدة لهجته بخصوص حيثيات الانتخابات، موجهاً تهديداً مبطناً للمرشد الأعلى للنظام بقوله: “لو سادت ظروف نشب فيها النزاع والخلاف بيني وبين المرشد لخسرنا جميعاً”.
وأكد رفسنجاني في خطاب أمس أمام عدد من طلاب الجامعات الإيرانية أنه لن يرشّح نفسه في حالة عدم موافقة المرشد على ترشيحه، لأن ذلك سيؤدي إلى نتائج عكسية، حسب تعبيره، مشدداً على أن ما وصفهم بأعداء بلاده ليسوا بحاجة لشنّ حرب على إيران، لأن الظروف السائدة في البلاد كفيلة بدفعها نحو “الهاوية”.
وذكرت وكالة “مهر” للأنباء شبه الرسمية أن رفسنجاني كان يتحدث مساء في طهران وعبر الحاضرون عن استيائهم إزاء الوضع السائد، ودعوه لترشيح نفسه للانتخابات الرئاسية، حيث ردّ عليهم قائلا إنه يدرس إمكانية خوض الانتخابات الرئاسية القادمة، التي يبدأ تسجيل المرشحين لخوضها غداً الثلاثاء.
التيارات المتحجرة
وكشف رفسنجاني عن استياء كبار مسؤولي النظام تجاه “الكبت” السائد، متهماً ما وصفه بـ”التيارات المتحجرة” بالوقوف وراء هذا الكبت، “خلافاً للدستور ومبادئ الثورة وإرادة المسؤولين الرئيسيين للنظام”، مشدداً على أن الشعب سيشقّ طريقه بالرغم من الصعاب، حسب قوله.
وفي معرض ردِّه أضاف رفسنجاني :”أنتم الجيل الثالث للثورة لذا ينبغي أن تتحلّوا بالأمل أكبر من جيلنا، فأنا لا أتوقع أن أسمع حديث اليأس والإحباط منكم. فبنفس الوتيرة التي تتحدثون عن الحرية يدعو البعض إلى العبودية.. الهجوم يبدأ دائماً من قبل الباطل والظالم وهكذا هو ديدن الاستبداد الذي يريد تضييع الحقوق”.
إيران نحو الهاوية
وفي معرض إشارته إلى العقوبات المفروضة على بلاده أكد أن ما وصفهم بأعداء بلاده ليسوا بحاجة لشنّ حرب على إيران لأنه – حسب تعبيره – فإن الظروف السائدة في البلاد كفيلة بدفعها نحو “الهاوية” تلقائياً.
وحذر من الأخطار المحدقة التي باتت تلوح في الأفق مرة أخرى وتنذر بظروف أسوأ من مثيلاتها في السابق، مضيفاً أن السنوات الثماني الماضية، أي فترة حكم أحمدي نجاد، شهدت ظلماً وإجحافاً بحق الثورة والوطن والشعب وتاريخ البلاد.
وأكد رفسنجاني أن الإسلام لا يوافق على فرض الدين؛ لأن الله خلق الانسان حراً، “ودستورنا خصص 40 مادة حول حقوق الشعب، وشدد كثيراً على حقوق العامة”.
وفي الوقت نفسه بشّر بأن “أصوات الشعب ستقول كلمتها في نهاية المطاف، وأن الإصلاحات ستسود شاء مَنْ شاء وأبى مَنْ أبى”.