ساد هدوء حذر محيط الكاتدرائية المرقسية وسط العاصمة المصرية القاهرة وسط انتشار مكثف لقوات الأمن صباح الاثنين.

وكانت الاشتباكات قد تجددت في محيط الكاتدرائية المرقسية بالعباسية في الساعات الأولى من الاثنين، فيما قطع متظاهرون شارع رمسيس من أمام محطة أنفاق مترو “الدمرداش”، مستخدمين الحجارة وإطارات السيارات، ومنعوا بذلك الحركة المرورية في الشارع خوفاً من تكرار الهجوم على الكاتدرائية.

فيما قالت صحيفة “اليوم السابع” إن مقدم شرطة أصيب بطلق خرطوش في شارع مؤمن حسين بجوار الكاتدرائية. وفي السياق نفسه، قال شهود عيان إن مجموعة من المسيحيين أدخلوا أسلحة إلى الكاتدرائية من البوابة رقم أربعة تحسباً لأي هجوم عليها.

ونقلت صحيفة “اليوم السابع” عن الدكتور خالد الخطيب، رئيس الرعاية الحرجة والعاجلة بوزارة الصحة، صباح الاثنين إفادته بارتفاع عدد المصابين في الاشتباكات التي وقعت عند محيط كنيسة الكاتدرائية بالعباسية أمس إلى 89 مصاباً، بالإضافة إلى وقوع حالتي وفاة.

وقال الخطيب، في تصريحات صحافية، إن المتوفى الأول هو محروس حنا إبراهيم تادرس (30 عاماً)، فيما لم يتم التعرف على هوية المتوفى الثاني حتى الآن.

وأوضح الخطيب أن معظم المصابين نقلوا إلى مستشفيات الدمرداش والدار الشفاء والزهراء الجامعي وعين شمس، وخرج معظمهم بعد تحسن حالاتهم. وأشار إلى أنه تم إسعاف مصابين آخرين بإصابات طفيفة داخل سيارات الإسعاف.

من جانبها، أكدت الداخلية المصرية أن أعمال العنف بدأت من جانب المشيعين الذين أضرموا النيران في ممتلكات عامة أثاء خروجهم لتشييع الضحايا، وفرضت قوات الأمن المصرية طوقاً أمنياً لعدم تمدد الاشتباكات من محيط الكاتدرائية، واستخدمت الغازات المسيلة للدموع لتفريق الأطراف لكنها حالت دون توقفها.

هذا وأعرب بابا الكنيسة القبطية، تواضروس الثاني، عن الأسف جراء أحداث العباسية، ودعا إلى إحكام لغة العقل لتجنب الكارثة. وبدوره، دعا شيخ الأزهر كافة الطوائف إلى ضبط النفس والحفاظ على الوحدة الوطنية المصرية.

في نفس السياق، أجبر وزير الداخلية المصري، محمد إبراهيم، على مغادرة محيط الكاتدرائية المرقسية بالعباسية في القاهرة، مساء الأحد، حيث كان يقوم بزيارة لها بعد الأحداث التي شهدتها، وغادر الوزير الكاتدرائية بعد أن قابله محتجون بهتافات منددة تطالب برحيله وبإسقاط النظام.

وأمر الرئيس المصري، محمد مرسي، فتح تحقيق فوري بأحداث الكاتدرائية المرقسية، معتبراً أن أي هجوم على الكنيسة اعتداء عليه شخصياً.

فيما أعربت الممثلة الدبلوماسية للاتحاد الأوروبي، كاثرين أشتون، عن قلقها الشديد إزاء أعمال العنف التي شهدتها القاهرة.

من جانبه، أصدر مجلس الوزراء بياناً اعتبر من خلاله ما حدث أمام الكاتدرائية المرقسية بالعباسية ممارسات فردية غير مسؤولة ومحاولة لتصوير الأحداث على أنها فتنة طائفية.

وشدد المجلس في الوقت نفسه على أن قوات الأمن تتصدى بكل حسم لمثل تلك التجاوزات بتطبيق القانون.

ووصف وزير السياحة الأحداث بالكارثية، وأكد تأثيرها السلبي في حركة السياحة الوافدة في ظل تراجع يعانيه القطاع أصلاً.

وتوالت ردود الأفعال على التطورات في الكنيسة المرقسية من القوى السياسية والدينية، حيث اتهم مجلس كنائس مصر الدولة والشرطة بالتخاذل عن حماية الكاتدرائية، وأكد أن الشرطة أطلقت القنابل داخل الكنيسة.

من جانبه، اعتبر عمرو موسى ما حدث أمام الكاتدرائية مأساة، وحذر من أن تتحول مصر إلى دولة فاشلة.

وحملت “جبهة الإنقاذ الوطني” ما سمته “نظام الإخوان”، والرئيس مرسي وداخليته المسؤولية عن الأحداث، مشيرة إلى وجود تواطؤ من جانب الشرطة.

فيما أعلن نواب من الأحزاب المدنية في مجلس الشورى أنهم سيعقدون مؤتمراً للإعلان عن موقف أحزابهم من أحداث الخصوص والكاتدرائية.


اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *