أبدى رئيس مجلس الأمة مرزوق الغانم أسفه بأن يكون في الصف العربي والإسلامي من يسعى إلى إشاعة روح الانهزام فيما يتعلق بقضية فلسطين، مؤكدا أن الكويت التي تتلمذ شعبها في «مدرسة صباح الأحمد»، وكونها جزءا من العالم العربي والاسلامي والحر لن تستكين ولن تستسلم للمشاريع الانهزامية المتعلقة بالقضية الفلسطينية.
وقال الغانم، في كلمته أمام المؤتمر الطارئ للاتحاد البرلماني العربي حول الاوضاع بالقدس، والمنعقد في العاصمة المغربية الرباط، إن «هناك من يسوق مفهوم الاستسلام، ويشكك في جدوى المؤتمرات والاجتماعات حول فلسطين»، مضيفا ان «هناك من يريد للعرب والمسلمين ان يتوقفوا حتى عن مجرد الكلام او الاهتمام بقضية الشعب الفلسطيني».
واضاف: «هنا اسأل المخذلين والمتخاذلين: هل لاننا عجزنا عن نصرة شعبنا الفلسطيني بالسلاح نتخلى عن كل أنواع النصرة؟»، مستطردا «هل تريدون منا أن نتخلى عن التضامن معهم والتفاعل مع قضيتهم؟ هل تطلبون منا ان نتخلى عن كل رصيدنا الوجداني والعاطفي تجاههم؟».
واستدرك الغانم: «إذا كان أهل القضية في رباط حتى هذه اللحظة، والى الأبد كما أؤمن واذا كان صاحب القضية رافضا ان يطوي ملفها وان المسألة بالنسبة اليه حياة أو موت كيف يأتي اليوم من يسوق موت قضيته؟».
وتابع: «أنا هنا لن انتقي كلماتي، من يريد ان يستسلم فليذهب الى الجحيم… فليذهب فحسب… لكننا لن نسمح له بأن يثبط عزائمنا، ويوهن نفوسنا ويسوق استسلامنا»، مضيفا: «نحن في الكويت ابناء الشيخ صباح الأحمد حفظه الله ورعاه وتلاميذ مدرسته، كجزء من الامة العربية وقطعة من الجسد الاسلامي وعضو فاعل في منظومة العالم الحر، نقولها وندعو لها: لن نلين ولن نخضع ولن نستكين».
ووجه كلامه إلى المؤتمر قائلا «إن من أوجب واجباتنا نحن الممثلين للبرلمانات العربية ان نهب لنصرة فلسطين، قضيتنا العربية الاولى، وللمسجد الأقصى أولى القبلتين، وان نمثل بصدق نبض الأمة وشعورها ووجدانها وضميرها».
برلمانات العالم
واردف: «أمامنا اليوم أكثر من استحقاق دبلوماسي وسياسي قادم، فبعد شهرين ستجتمع برلمانات العالم في سان بطرسبرغ، وقبلها ستبدأ أعمال الجمعية العامة للأمم المتحدة، وبعدهما وقبلهما العشرات من المؤتمرات القارية والمحافل الدولية، ومسؤوليتنا الكبرى تكمن في إبقاء قضية فلسطين على خارطة الوعي العالمي حية ومشتعلة، وعلينا أن نستمر في الكشف للعالم الحر، كم هو بشع وشنيع هذا العدو، وكم هو مظلوم وصامد وجبار، شعبنا الغالي في فلسطين».
وأضاف الغانم: «ينعقد مؤتمرنا هذا في ظرف حساس ودقيق جدا، ظرف يشكل امتحانا مصيريا لأمتنا، وتطاولا مستفزا على كرامتنا ومقدساتنا، حيث قام الكيان الصهيوني باعتداء جريء وصادم على المسجد الأقصى المبارك، اعتداء هو الأول من نوعه، من خلال منع إقامة صلاة الجمعة، ثم من خلال منع إقامة صلاة الجماعة، ثم من خلال إقامة أبواب إلكترونية في مداخله، ثم من خلال تركيب كاميرات مراقبة عند أبوابه، يريد بها فرض إعلان سيطرته عليه، والتحكم بأداء الشعائر فيه، متحديا مشاعر مليار ونصف المليار مسلم، ومستغلا الظروف الاستثنائية التي تمر بها بلاد المسلمين، ومنتهكا كل المواثيق والأعراف: الدولية والدينية، والأخلاقية والإنسانية».
وتابع: «لقد توهم هذا الكيان الغاصب، والاحتلال المتعجرف، أن الوضع الاستثنائي الذي تمر به أمتنا، سيتيح له التطاول على الأقصى الشريف، وسيمكنه من أن يعبث به كيف يشاء! وفاته أن هذا العمل المشين، هو واحد من أقوى العوامل، التي توحد مشاعر الأمة، وتجمع شتاتها، وتستثير حميتها، وتشعل غيرتها، وتجعلها تترفع عن خلافاتها، وتوجه جهودها إلى عدوها، الذي يستهدفها بأعز ما لديها، وها هي الأمة الإسلامية تتميز غيظا في كل مكان، ويوشك أن يتحول غيظها إلى طوفان، وما اجتماعنا في هذا اليوم، وفي هذا المكان، إلا مظهر من مظاهر هذا الغيظ المشبوب، وتعبير عما تغلي به الصدور والقلوب».
وشدد الغانم على أن «من أوجب واجباتنا، نحن الممثلين للبرلمانات العربية، أن نهب لنصرة فلسطين قضيتنا العربية الأولى، وللمسجد الأقصى، أولى القبلتين، وأن نمثل، بصدق، نبض الأمة وشعورها، ووجدانها وضميرها علينا أن نجسد ذلك بكل صورة من صور التعبير، ومظهر من مظاهر التصوير بالكلمة والمقالة، والمحاضرة والخطبة، والقصيدة والقصة، واللحن والأنشودة، والصورة والرسمة، والشعار والصيحة، والورشة والمنتدى، والمؤتمر والاجتماع، وكل أسلوب من أساليب التعبير، أو وسيلة من وسائل التأثير، حتى تظل قضية فلسطين هي قضية كل المسلمين، ومحور اهتمام الإنسانية، في كل المحافل الدولية».
الصف العربي
واردف: «إنه لمن المؤسف حقا أن يكون في صفنا العربي، بل وفي جسدنا الإسلامي، من يسعى إلى تثبيط عزائمنا، وإيهان نفوسنا قائلا بروح منهزمة، وإرادة مستسلمة: ما فائدة عقد القمم والمؤتمرات حول فلسطين، ما دامت لن تخرج إلا بالشجب والاستنكار؟ وكأنه يريد لنا أن نتوقف حتى عن مجرد الكلام، وأن نصمت حتى عن مجرد الاهتمام، ونستكين تماما للرضوخ والاستسلام، متذرعا بأن هذه القمم والمؤتمرات ليست سوى صرخة في واد، لا تردع ظالما، ولا تنصف مظلوما».
واستطرد: «أجل، هي تعبير قاصر عما نريد، لكنها تبقى تعبيرا عن رفضنا، ومطالبة بحقنا، تبقى إعلانا عن إبائنا الاستسلام، وإعلاما بتمسكنا بقضيتنا للخاص والعام، تبقى تعبيرا عن وجود حياة في جسدنا العليل، الذي أنهكه الداء الوبيل، تبقى خيرا من الموت والسكون، والقبول بما يراد لنا أن يكون، تبقى أملا في أن نقف يوما على أقدامنا، ونستعيد اعتبارنا، وننتزع حقوقنا، فلا مكان للقنوط واليأس في زمان الاستضعاف، ولا موضع لفقد الأمل عند غياب التمكين، وهنا أسأل المخذلين والمتخاذلين: هل لأننا عجزنا عن نصرة شعبنا الفلسطيني بالسلاح نتخلى عن كل أنواع النصرة؟ وهل تريدون منا أن نتخلى عن التضامن معهم والتفاعل مع قضيتهم؟ وهل تطلبون منا أن نتخلى عن كل رصيدنا الوجداني والعاطفي تجاههم؟ وهل ترون المرابطين على تخوم الأقصى وفي الأحياء والأزقة المقدسية العتيقة؟».
كما تساءل الغانم: «من الذي يموت هناك؟ وما جنسية العجائز والشيب الذين يناكفون جنود الاحتلال عند نقاط التفتيش؟ ما هوية الشباب المقاوم هناك؟ وبأي لغة واضحة يتحدث بها الأطفال بالقرب من البوابات الصهيونية الجديدة التي تحيط بالحرم المقدسي؟».
وقال: «هؤلاء عرب –مسلمون ومسيحيون– قبل أن يكونوا فلسطينيين، أهل ذاك البلد وأبناء تلك الأرض، فإذا كان أهل القضية في رباط حتى هذه اللحظة وإلى الأبد كما أؤمن، وإذا كان صاحب القضية رافضا أن يطوي ملفها، وأن المسألة بالنسبة إليه حياة أو موت، كيف يأتي اليوم من يسوق موت قضيته؟ بل كيف يجرؤ على السعي لإغلاقها وصاحب الشأن يريدها مفتوحة على مصراعيها؟».
الذهاب إلى الجحيم
وأضاف: «وأنا هنا لن أنتقي كلماتي، من يريد أن يستسلم فليذهب إلى الجحيم، فليذهب فحسب، لكننا لن نسمح له بأن يثبط عزائمنا، وأن يوهن نفوسنا، وأن يسوق استسلامنا، وأن ينظر علينا تحت شعارات البراغماتية وقراءة الواقع وتغير التوازنات الدولية، وما إلى ذلك من الهراء السياسي، وسنبقى بإذن الله لبنة في طريق النصر، وسهما من سهام الحق، ومعولا لزهق الباطل، ولن نلتفت إلى أصوات المخذلين، وأراجيف المتخاذلين».
وذكر: «نحن في الكويت أبناء الشيخ صباح الأحمد حفظه الله ورعاه وتلاميذ مدرسته، كجزء من الامة العربية وقطعة من الجسد الإسلامي وعضو فاعل في منظومة العالم الحر، نقولها وندعو لها لن نلين ولن نخضع ولن نستكين، والنصر قادم بنا أو بغيرنا، وإنني على يقين كامل، وثقة تامة، أنه لن يلبث أن يأتي يوم الفصل، الذي يعود فيه إلى أهله الحق المسلوب، والوطن المغصوب، (ذلك وعد غير مكذوب) (والله غالب على أمره ولكن أكثر الناس لا يعلمون)».
وفي ختام كلمته قال الغانم: «ستظل فلسطين هي قضيتنا الأولى، والكيان الصهيوني المحتل هو عدونا، وأمامنا اليوم أكثر من استحقاق دبلوماسي وسياسي قادم، فبعد شهرين ستجتمع برلمانات العالم في سان بطرسبرغ، وقبلها ستبدأ أعمال الجمعية العامة للأمم المتحدة وبعدهما وقبلهما، العشرات من المؤتمرات القارية والمحافل الدولية ومسؤوليتنا الكبرى تكمن في إبقاء قضية فلسطين على خارطة الوعي العالمي حية ومشتعلة، وأن نستمر في الكشف للعالم الحر، كم هو بشع وشنيع هذا العدو، وكم هو مظلوم وصامد وجبار، شعبنا الغالي في فلسطين».