على الرغم من أن الهدف الرئيسي لأي لعبة هو التسلية وشغل أوقات الفراغ إلا أن لعبة الحوت الأزرق تحولت إلى آلة لحصد الأرواح بعد انتحار العديد من المراهقين والمراهقات حول العالم. ولم تكن الكويت ببعيدة عن ذلك فقد دفعت اللعبة أكثر من طفل الى الانتحار.
وتعتمد لعبة الحوت الأزرق على غسل دماغ المراهقين ضعفاء الشخصية من خلال تكليفهم بعمل مهمات معينة مثل مشاهدة أفلام رعب، والاستيقاظ في ساعات غريبة من الليل، وإيذاء النفس، وبعد أن يتم استنفاد قواهم في النهاية تأمرهم بالانتحار.
«الأنباء» أرادت أن تطلق صرخة تحذير فالتقت عددا من المختصين من علماء النفس للوقوف بشكل علمي على خطورة تلك اللعبة وغيرها، كما استطلعت آراء عدد من المواطنين والمقيمين، فإلى التفاصيل:
في البداية حذر عدد من الشباب من خطورة لعبة الحوت الأزرق وغيرها من الألعاب التي انتشرت مؤخرا وتدعو الى العنف، مشيرين الى انها أصبحت تلقى رواجا كبيرا بين فئة الشباب، وذلك لما فيها من تحد واندفاع وعناد بين بعضهم بعضا. وطالبوا المسؤولين بإيجاد حلول سريعة وفعالة في محاربة هذه الظاهرة التي بدأت في الانتشار بين الشباب وضرورة توعية وتثقيف الشباب بخطورة تلك الألعاب المضرة.
وقال حمود الحمدان ان لعبة الحوت الأزرق وغيرها لا بد من وضع حد لها خاصة بعد الإقبال الكبير عليها من الشباب، مشيرا الى اننا أصبحنا نسمع بين الحين والآخر عن إصابة أحدهم أو انتحار أحدهم، لافتا الى انه يجب دراسة هذه الظاهرة السيئة ومحاربتها وإيجاد كل السبل لمنعها.
أما فهد الفضلي فقال ان لعبة الحوت الأزرق تعتمد على مجموعة من المعطيات والأوامر تتمثل في عرض حياة الحوت الأزرق الهادئة القوية، حيث تستمر هذه اللعبة لمدة 50 يوما، بعدها تنتهي اللعبة بضحية جديدة، مبينا ان اللعبة تستخدم أساليب مختلفة للتأثير على نفسية اللاعب، حيث تبدأ بإعطاء اللاعب مجموعة من الأوامر لتجعله في تحد مع اللعبة.
ولفت الى انني شاهدت أحد الأصدقاء وهو يلعب هذه اللعبة وكاد يصاب بالجنون أثناء اللعبة لتحديه الكبير خلال اللعب، موضحا اننا حاولنا منعه عن الاستمرار في اللعبة وظننا انه مسحور ولم يعد يستجيب لنا.
هاجس كبير
بدوره، قال شملان الشمري ان لعبة الحوت الأزرق انتشرت بشكل سريع في شتى أنحاء العالم، خاصة بين الصغار من الشباب والأطفال، وقد بدأت تظهر عواقبها في الكويت بين الشباب، مبينا ان اللعبة تبدو في بدايتها بسيطة وغير ضارة، لكن مع مرور الوقت تكون الأوامر التي تصدرها غريبة كجرح الجسم في مواضع مختلفة، ورسم صورة الحوت الأزرق على الجسم بشفرة موس حادة، وعدم التحدث مع أحد لمدة 24 ساعة. وبعد 50 يوما تقريبا تتقدم اللعبة بطلبات جديدة ويعد هو الإنجاز الأخير عبر تحريضهم على الانتحار شنقا كما يفعل الحوت الأزرق عندما يتجه الى الشاطئ مع مجموعة كبيرة للانتحار.
أما خالد محمد فقال ان هذه الألعاب خطيرة وتساعد على تعلم العنف، كما انها تضعف أعصاب وتركيز الشباب، والحل الوحيد في مواجهة هذا المد، مشيرا الى ان أغلبية الشباب لديهم اندفاعية ورغبة في الاستكشاف، وليس لديهم وعي كاف حول مضار الألعاب ومناسبتها وعدم مناسبتها، مطالبا بالتوعية والتثقيف عبر المختصين والأساتذة والأكاديميين لتثقيف الشباب بخطورة مثل تلك الألعاب المضرة.
مراقبة الأهل
من جانبه، قال عبدالرحمن العفاسي ان على أولياء الأمور دورا كبيرا في مكافحة هذه الظاهرة عبر مراقبة سلوك أبنائهم والتحدث معهم دائما عما إن كان هناك ما يقلقهم، مشيرا الى انه عليهم الالتفات جيدا ما إذا كان أبناؤهم يميلون للعزلة، وملاحظة اي إيذاء لأجسامهم او أي تشويه لجلدهم.
ولفت الى ان إهمال الوالدين لأبنائهما وعدم متابعتهم وسؤالهم باستمرار ساهم لحد كبير في تفاقم هذه المشكلة، وذلك عبر الالتجاء الى تلك الألعاب من خلال تلك الأجهزة المحمولة والخلو بها الساعات الطوال دون رقيب أو حسيب.
وحذر فيصل المطيري بضرورة أخذ الحيطة والحذر من قبل أولياء الأمور والانتباه لمخاطر اللعبة التي أثارت جدلا عالميا وخليجيا، لافتا إلى أن الأمر يستدعي التوعية بهذا النوع من الألعاب الخطرة.
علماء النفس
أكد عدد من أساتذة علم النفس بجامعة الكويت خطورة بعض الألعاب الإلكترونية التي تؤدي أحيانا الى إيذاء النفس وإنهاء حياة الأبناء، وشددوا على دور أولياء الأمور في متابعة أبنائهم وملاحظة اي تغيير في سلوكهم العام، كما طالبوا بضرورة شغل أوقات فراغ الأبناء في أمور مفيدة مثل ممارسة الرياضة او إشراكهم في الأعمال التطوعية التي تعود بالنفع عليهم وعلى المجتمع.
وقالت أستاذة علم النفس الجنائي د.نعيمة طاهر ان هناك الكثير من الشركات التي تنتج ألعاب إلكترونية مفيدة تساعد في رفع مستوى الذكاء لدى الأطفال والمراهقين تناسب أعمارهم وهذا أمر إيجابي، ولكن هناك بعض الشركات تنتج ألعاب إلكترونية تضر بالنواحي العقلية والنفسية للطفل لما تتضمنه من عنف ومشاهد قتل ومنها على سبيل المثال لعبة «الحوت الأزرق» التي تؤثر على الطفل بشكل سلبي والتي تنتهي في كل مرحلة من مراحلها بطلب خاص من الطفل أو المراهق ومنها ان يظل في غرفته لمدة يوم كامل بمفرده ولا يتحدث مع الآخرين أو ان يقوم بخدش نفسه ورسم الحوت على يده، مشيرة الى ان المرحلة الأخيرة من اللعبة هي المرحلة الصادمة بالنسبة للأهل والتي يطلب فيها من الطفل ان يقوم بشنق نفسه، موضحة ان المجتمعات الأوروبية تعمل حاليا على منع بيع تلك اللعبة لما لها من خطورة على حياة الأطفال.
وشددت طاهر على انه يجب على الآباء متابعة أبنائهم وملاحظة سلوكهم وايضا معرفة الألعاب التي يقومون بشرائها والتأكد من انها ليست ألعابا خطيرة، موضحة ان الكثير من الأهالي مع الأسف الشديد لا يتابعون أبناءهم وما يشترونه من ألعاب او ما يشاهدونه على شبكة الإنترنت بما يؤثر سلبا على الأبناء.
وطالبت طاهر الآباء والأمهات بمعرفة الألعاب التي يقوم أبناؤهم بلعبها على الإنترنت واختيار الألعاب التي تناسب أعمارهم ومعرفة مدى خطوة تلك اللعبة على سلوك الأبناء وهل لها آثار جانبية على سلوكهم.
من جانبه، قال أستاذ علم النفس د.خضر البارون: في البداية لا بد ان نعرف ان هؤلاء الأطفال والأبناء يعانون من فراغ كبير ولذلك يتجهون للتسلية بمثل تلك الألعاب، موضحا ان هناك فجوة كبيرة بين الأبناء والآباء بما جعل هؤلاء الأبناء يمكثون في الغرف المغلقة التي لا تفتح إلا للضرورة فقط.
وأشار الى ان هؤلاء الأبناء يبحثون عن أمور يقضون بها أوقات فراغهم وتسليهم بما يجعلهم يبحثون على مواقع الإنترنت عن تلك الألعاب الإلكترونية والتي يعتبر البعض منها ألعاب خطيرة تؤثر على أبنائنا.
وذكر ان هؤلاء الأبناء يعملون على مجاراة الحدث بأنفسهم ويعتقدون انه هو الذي يسير تلك اللعبة وبالتالي يقوم بتنفيذ جميع الأوامر التي تأتيه من تلك اللعبة بكل خطواتها ومراحلها، معتقدا انه عندما يصل الى ختام اللعبة سيحقق الانتصار والمكسب.
وأكد البارون ضرورة ان يشغل أولياء الأمور الفراغ لدى أبنائهم وان يكونوا دائما بالقرب منهم يستمعون اليهم ويحاولون إشراكهم في الأندية والألعاب الرياضية المفيدة التي تعود عليهم بالنفع والفائدة.
شاهد أيضاً
جديد «واتساب».. تحويل الرسائل الصوتية إلى نصوص
أطلق تطبيق «واتساب» ميزة جديدة تساعد على التواصل بالرسائل الصوتية في البيئات الصاخبة بشكل أفضل. …