الأمن الجزائري يلقي القبض على قاتلي “طفلين في حقيبة”


 

ألقت سلطات الأمن الجزائرية القبض على المتهمين الرئيسين في مقتل الطفلين ابراهيم وهارون، وقال وكيل الجمهورية لمدينة قسنطينة إن الطفلين المخطوفين ابراهيم وهارون قضيا خنقا، وأن الجناة شابان يبلغان 21 و38 سنة من العمر.

 

وأوضح وكيل الجمهورية، محمد بوعبدلي، أن تقرير الطب الشرعي أثبت أن وفاة الطفلين تعود إلى صبيحة أمس الثلاثاء، وأفاد أن المجرمين اعترفا بالجرم طواعية، واعترفا بأنهما اقترفا الجرم انفراديا ولا علاقة لهما بجريمة منظمة او بشبكة إجرامية.
وتعود قصة الطفلين إبراهيم حشيش (10 سنوات) وهارون زكريا بودايرة (8 سنوات) إلى السبت الفارط، حيث اختطفهما مجهول، قال شهود عيان إنه طويل القامة عريض المنكبين، سألهما عن مكان كان يريده، فدلاّه عليه لكنه تظاهر بأنه لا يعرف المنطقة جيدا وطلب منهما مرافقته فتبِعاه، وقال شهود عيان إن سيارة كانت في الانتظار أخذتهما إلى وجهة مجهولة.

وشنت الصحافة الجزائرية المكتوبة والفضائيات الخاصة حملة للتنديد بالظاهرة ونقل ترجّيات عائلتي الفقيدين للخاطفين، لكن الخاطفين كانوا بلا رحمة، فقتلوا الصديقين اللذين لم يكونا يفترقان.

وقالت عائلتا الطفلين إن الجثتين كانتا مهشمتين تماما، رميتا في حقيبة سفر خضراء وسط أكوام من ردوم البناء.

واستمعت العائلتان إلى أشخاص يعملون في ورشات البناء المحاذية للمكان الذي رميت فيه الجثتان، حيث قال العمال إنهم رأوا شخصا وسيدة يرميان الحقيبة وينصرفان، ودفع الفضول هؤلاء غلى الاطلاع على ما في الحقيبة فصعقوا لما اطلعوا على ما بداخلهما وعلى الفور بلغوا الأمن والعائلتين.

حالة من “الجنون” انتابت عائلتي ابراهيم وهارون وجيرانهما من الشباب فهرعوا إلى مركز شرطة وهشموا زجاجه ودخلوا في مناوشات مع أعوان الأمن، وحمّلوا الشرطة مسؤولية إهمال الأمن في المنطقة التي يقطنون بها، وقد تدخلت قوات مكافحة الشغب لفك الخلاف وهدّأت الغاضبين.

وتعيش الجزائر على هستيريا اختطاف وقتل الأطفال منذ أزبد من 3 سنوات، حيث عثر على أكثر من 10 أطفال مقتولين بطريقة بشعة، فيما دق مختصون اجتماعيون وأمنيون نواقيس الخطر بشأن تنامي هذه الظاهرة التي لم تعرف أسبابها بعد.

“القاتل يُقتل”

وفي الموضوع، قالت أستاذة علم الاجتماع بجامعة الجزائر، الدكتورة صباح العياشي، إن غياب الردع القانوني الصارم هو أحد أهم أسباب تفشي ظاهرة اختطاف وقتل الأطفال، وقالت الدكتور صباح للعربية نت “إن القاتل يُقتل، ولن أقبل أن يعبث بفلذة كبدي فيما يتمتع القاتل بالحرية”.

وأوضحت العياشي أن الشباب الذي يقترف هذه الأفعال أكثره مدمن على المخدرات وعلى مشاهدة الأفلام الخليعة التي تحرض على علاقات جنسية مع الأطفال، واستدركت “أتنا أتفهّم الأمر غن كانت له علاقة بطلب فدية، لكني أعجز عن فهمه إذا تعلق باختطاف من أجل القتل، وهذا هو الإشكال الحقيقي، لماذا تركب هذه الجرائم في حق البراءة؟ ولا بد من البحث في أسباب ما يحدث”.

ووصفت الدكتورة صباح هذه الظاهرة بالغريبة عن المجتمع الجزائري وقال: “لا بد من معرفة هؤلاء الذين يقترفون هذه الجرائم البشعة، لا بد من معرفة صفاتهم ونفسياتهم، لان الظاهرة غريبة عن الجزائريين سليمي العقول والنفوس.

ودقت الدكتور صباح ناقوس الخطر قائلة: “إذا لم تدرس الظاهرة علميا وإذا لم نعمل على إيجاد الحلول اللازمة لها، فإن المستقبل سيكون اسودا” ودعت إلى عمل وطني كبير في هذا السياق.

من جهتهم، طالب اغلب المعلقين في الموقع الإلكترونية للصحف الوطنية إلى إنزال عقوبة الإعدام بمختطفي وقاتلي الأطفال، كما طلبوا الرئيس بوتفليقة بالتدخل شخصيا لإعادة العمل بهذه العقوبة المنصوص عليها قانونا والمجمدة في الواقع.


اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *