كويت نيوز: أكدت شركة اتصالات السعودية أن العرض المقدم منها بسعر دينار لسهم شركة فيفا في الاستحواذ الاختياري قائم، والباب مفتوح لمن يرغب في الانضمام، مؤكدة أن توصية مجلس إدارة فيفا بعدم عدالة السعر غير ملزمة.
بيان «السعودية»
وقالت الشركة، في بيان رسمي لها، إن مجلس إدارة شركة الاتصالات الكويتية (فيفا) قام بتعيين مستشار الاستثمار (بروتيفتي) مستشارا مستقلا لتقييم الشركة، وهو مستشار مرخص من هيئة أسواق المال الكويتية، وقد أجرى المستشار دراسة مستفيضة لوضع الشركة المالي ولخطة العمل المعتمدة من المجلس، والتدفقات النقدية المستقبلية للشركة ومناقشتها مع أعضاء مجلس الإدارة بتاريخ ٢٠ و٢١ ديسمبر الجاري، حيث أكد مستشار الاستثمار أن سعر دينار واحد للسهم الواحد (أي ما يعادل حوالي 12.37 ريالا سعوديا للسهم الواحد) المقدم من شركة الاتصالات السعودية لمساهمي شركة “فيفا” يعد سعرا عادلا.
وأضاف البيان: إضافة إلى الرأي الإيجابي للاستشاري والمنشور على موقع شركة الاتصالات السعودية، فإن السعر المقدم من الاتصالات السعودية يعد هو الأعلى منذ إدراج شركة فيفا إلى ما قبل تقديم مستند العرض إلى هيئة أسواق المال، كما أن سعر العرض المقدم أعلى بـ 14 في المئة من متوسط السعر للكميات المتداولة للسهم خلال الأشهر الثلاثة الماضية، وأعلى بـ 16 في المئة من تقييم مستشار الاستثمار (الذي قيم السهم بـ859 فلسا) بناء على طريقة خصم التدفقات النقدية المستقبلية.
كما أن هذا العرض المقدم من شركة الاتصالات السعودية يشكل عوائد مجزية للمساهمين على النحو التالي:
• المؤسسون والمستثمرون الأفراد الذين استثمروا عند التأسيس بـ100 فلس، سوف يحققون عائدا قدره 900 في المئة.
• المستثمرون الذين استثمروا في الأسابيع الأولى من بعد الإدراج بمتوسط سعر يبلغ 612 فلسا، سوف يحققون عائدا قدره 63 في المئة.
• المستثمرون الذين استثمروا قبل شهر من الإعلان عن العرض بمتوسط سعر يبلغ 903 فلوس سوف يحققون عائدا قدره 11 في المئة.
وشدد البيان على أنه تجدر الإشارة إلى أن مجلس إدارة شركة فيفا كان له رأي مخالف في ظل عدم تصويت الأعضاء الممثلين للاتصالات السعودية في المجلس وفق الإجراءات المتبعة، وفي هذا الإطار تود شركة الاتصالات السعودية أن توضح أن توصية مجلس إدارة شركة فيفا غير ملزمة للمساهمين، ولا تؤثر في استمرارية العرض، كما تؤكد الشركة مضيها قدما في استكمال إجراءات العرض الاختياري، وذلك وفق الأنظمة المتبعة في دولة الكويت وعدم نيتها تغيير السعر المقدم في العرض الاختياري لمساهمي شركة فيفا.
مجلس فيفا
في سياق متصل، أعلن رئيس مجلس إدارة شركة فيفا د. محمود عبدالرحمن، عبر سوق الكويت للأوراق المالية أنه بعد أن تمت دراسة عرض الاستحواذ المقدم من “اتصالات”، وبعد الحصول على استشارة مختصة من شركة بروتيفتي ممبرفيرم الكويت، بصفتها مستشار الاستثمار المستقل لشركة فيفا، والمرخص من هيئة أسواق المال، حيث كانت خلاصة استشارة شركة بروتيفتي هي عدالة السعر والعرض المقدم بقيمة دينار.
ووفقا لما سبق، قرر مجلس إدارة شركة فيفا أن سعر العرض المقدم يعد سعرا غير عادل، علما بأن هذه التوصية غير ملزمة للمساهم، وأن قرار البيع عائد للمساهم وحده.
ممثلو الحكومة و«فيفا»
وقال مصدر قانوني إنه بالنسبة للمواد القانونية في اللائحة التنفيذية وفق المادة 3-1-8 التي تنص على أنه يجب على أعضاء مجلس إدارة الشركة محل العرض تفادي أي تعارض للمصالح عند تقديمهم توصيات لمساهمي الشركة بخصوص أي عرض استحواذ وهو أحد الأسباب التي دفعت ممثلي اتصالات السعودية لعدم التصويت أو الإدلاء بأي رأي في اجتماعات مجلس الإدارة.
لكن ماذا عن ممثلي الحكومة في مجلس إدارة الشركة، هل تنطبق عليهم تلك المادة، لكونهم ذوي مصلحة أيضا، ويمثلون حصصا ملكية ورأوا أن السعر غير عادل، ما يعني أن الجهات التي يمثلونها يمكن أن تبيع في حال كان السعر عادلا من وجهة نظرها. أو لماذا يكون ممثلو “اتصالات” مقدمة العرض لهم مصلحة، ولا يكون لممثلي الحكومة التي ستستفيد من بيع أسهم بسعر أعلى غير ذات مصلحة.
حصص الحكومة
ويمكن استخلاص قاعدة بناء على توصية ممثلي الحكومة في مجلس “فيفا” أن الجهات الحكومية لن تبيع حصصها في العرض المتاح أمامها من اتصالات بسعر دينار. وإلا ما مغزى ومعنى أن ممثلي الحكومة في المجلس غير مقتنعين بالسعر، وتقدم الجهات الحكومية على بيع الحصص المملوكة لها؟
زيادة شفافية
وتطالب مصادر مالية واستثمارية هيئة أسواق المال بعد الممارسة الحالية في الاستحواذ القائم إصدار تعليمات إضافية تعزز منسوب الشفافية أكثر، بمعنى أن يتم نشر المبررات والأسس التي تم عليها الاستناد اليها في الوصول الى أن السعر غير عادل، ورفض العرض على أساسه، واعتباره غير عادل، خصوصا أنه في هذه الحالة المساهم حاليا أمام ثلاثة آراء، رأيان متفقان من شركات محترفة حددت السعر العادل عند دينار. ورأي من مجلس الإدارة بعدم العدالة، وهو ما يحتاج إلى إيضاح أكثر للمساهمين لاتخاذ القرار المناسب.
مبالغة في السعر
مصادر متابعة تقول انه في ظل الأوضاع الحالية في أسواق المال وتباطؤ الاقتصادات العالمية وعدم التعافي تماما من الأزمة العالمية، فإنه لم تعد هناك مبالغات في الأسعار كما كانت قبل الأزمة، أي إن عهد دينارين وثلاثة انتهى الى غير رجعة، وأن المنطق في احتساب وتقييم السعر والعوائد هو السائد حاليا وبنسب عوائد منطقية ومقبولة، مشيرة الى أنه في الوقت التي كانت فيه عوائد السوق الكويتي قبل الأزمة 70 في المئة كانت هيئة الاستثمار تحصل على 3 و4 في المئة على أموالها واستثماراتها العالمية.
استحواذ «زين»
وقبل 5 سنوات كانت “اتصالات الإمارات” قد قدمت عرض استحواذ على 46 في المئة من رأسمال شركة زين بسعر 1.6 دينار للسهم، مع الفارق في العمر الزمني للشركة التي أسست في عام 83، أي قبل 32 عاما مع حصة سوقية أكبر وحجم استثمارات خارجية أوسع من شركات تابعة في عدة أسواق اقليمية ناجحة، في حين أن شركة فيفا خرجت للتو من خسائر التشغيل، وبدأت في تحقيق ارباح، ويمكن أن تبدأ في التوزيع النقدي بدءا من العام المقبل وغير معروف للآن. إضافة إلى أن “فيفا” تعمل في سوق الكويت فقط وتنافس شركتين من اكبر الشركات، أضف إلى ذلك التكنولوجيا التي خفضت استخدام الاتصالات المدفوعة بأكثر من 50 في المئة، ما يعني أن الـ”كيكة” المتنافس عليها باتت محدودة للغاية.
مساهم دون آخر
بالنسبة لعرض اتصالات السعودية يقول مسؤول مالي إن رأي ممثلي الحكومة في شركة فيفا يختلف عن رأي وقرار مساهم فرد او محفظة وصندوق، فما يتناسب مع فرد قد لا يتناسب مع الحكومة التي تطمح الى الحصول على أفضل وأعلى الأسعار، التي تتناسب مع استراتيجيتها وقناعتها. بينما يوجد عشرات المساهمين كلفتهم بمتوسط 500 فلس ممن قاموا بتجميع السهم قبل الإدراج، وبالتالي عائدهم يصل الى 50 في المئة، وهي نسبة غير قليلة في ظل خسائر السوق المالي.
عرضا «أوريدو»
تبقى الإشارة الى نقطة مهمة هي أنه لا يوجد سعر ثابت، فقد تم بيع “الوطنية للاتصالات” (أوريدو) حاليا في عز انتفاضة السوق ونشاطه بسعر 4.6 دنانير للسهم، وقبيل خروج تكنولوجيا الاتصالات الحديثة، وبعد أن قدم الملاك الرئيسيون عرض استحواذ جديدا تم عرضه بنحو 2.6 دينار للسهم، أي بأقل بنسبة 56.5 في المئة، بما قيمته ديناران أقل.
NBK Capital: قيمة العرض الأعلى في تاريخ السهم
اعتبر المدير التنفيذي للخدمات المصرفية الاستثمارية في NBK Capital رشاد شلاحي أن السعر الذي قدمته شركة الاتصالات السعودية للاستحواذ على شركة فيفا الكويتية سعر عادل، استنادا إلى اعتبارات استثمارية.
وأوضح شلاحي، في مقابلة مع قناة العربية، أن قيمة العرض الذي قدمته “الاتصالات” بقيمة دينار للسهم هي الأعلى في تاريخ سهم الشركة، ومنذ إدراج سهم “فيفا” في بورصة الكويت قبل عام تقريبا لم يتخط سعره سقف 930 فلسا.
وأضاف أن سعر سهم “فيفا” بلغ 920 فلسا عندما أعلن عن عرض “الاتصالات” في 18 نوفمبر الماضي، وحام خلال الأشهر الثلاثة التي سبقت عرض STC عند متوسط سعر 877 فلسا، ما يعني أن عرض “الدينار” يفوق متوسط سعر القيمة السوقية للسهم بنحو 14 في المئة.
وعن الجانب الاستثماري، قال إن العرض يعد مغرياً للأفراد والجهات التي استثمرت في “فيفا”، سواء قبل الإدراج أو بعده، مشيرا إلى أنه قبل الإدراج تم الاستثمار بـ100 فلس للسهم، سواء لجهة المؤسسات أو صغار المستثمرين، ما يجعل قيمة عرض STC تعادل 10 أضعاف المبلغ المستثمر به، أما بعد الإدراج فتم الشراء بمتوسط سعر عند 600 فلس، ما يعني أيضا أن عرض الاتصالات يحقق عائدا مرتفعا.