الارهاب من ضاحية بيروت الجنوبية الى قلب العاصمة الفرنسية باريس، انه 11 سبتمبر الفرنسي الذي هز اوروبا والغرب وحول الانظار عن هول ما حصل في الضاحية الجنوبية منذ يومين بسبب تعدد الهجمات وضخامة اعداد الضحايا والجرحى.
ما يحدث في فرنسا عادة له وقعه السريع في لبنان، نظرا للعلاقات الثقافية والسياسية المتداخلة، ومن هنا تتالت ردود الفعل السياسية الشاجبة والمستنكرة دون ان يكون هناك من مجيب عن السؤال الكبير: لماذا باريس؟ وما الذي اتته فرنسا بالنسبة للقضايا العربية الساخنة وعلى رأسها القضية السورية اسوأ مما اتاه سواها من الدول لتستحق هذه الهجمة «البغيضة» كما وصفها الرئيس تمام سلام في بيان اصدره امس؟
وقال سلام: تابعنا بقلق وحزن شديدين الاحداث المروعة في العاصمة الفرنسية التي استهدفت المدنيين العزل بشكل وحشي لا يقر عقل ولا يبرره منطق. اننا نستنكر اشد الاستنكار هذه الهجمات البغيضة ونعتبرها اعتداء على القيم الانسانية العليا التي شكلت على الدوام رسالة فرنسا الى العالم وجعلت منها واحة للديموقراطية وللتفاعل الحضاري الحر بين البشر.
من جهته، رئيس اللقاء النيابي الديموقراطي وليد جنبلاط الصديق المقرب من الرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند اعتبر في تغريدات ليلية على تويتر ان ما جرى في باريس سيفتح باب الحقد الكبير والهائل ضد العرب والمسلمين، وهو كارثي بحق الاعتدال الذي يمثله الرئيس الفرنسي هولاند.
وقال جنبلاط: بعد هذه العملية سينسى العالم جرائم اسرائيل وجرائم الاستبداد العربي، بل هي ضربة شبه قاضية وجهتها القوى الظلامية تجاه سمعة الاسلام، وما جرى قد يدخل العالم في حرب حضارات او ثقافات ان لم نقل اديان.
وبالعودة الى السؤال لماذا باريس؟ تقول مصادر في 14 آذار لـ «الأنباء» ان الجواب عن هذا السؤال يفترض ان يكون لدى من نفذوا هذه الجريمة، وقالت المصادر: اذا كانت العملية ثأرا للغارات الفرنسية على داعش في سورية، فإن الطائرات الفرنسية نفذت ثلاث غارات كانت اقرب الى تسجيل موقف مع دول التحالف اكثر منها عملية عسكرية بالمعنى الكامل.
واذا كان المطلوب موقفا فرنسيا اقل صلابة ضد دور الرئيس بشار الاسد في المرحلة الانتقالية، فذلك لا يتطلب هذا الكم من الحقد المدمر.
وبالعودة الى تفجيري برج البراجنة الانتحاريين، حيث تأكدت امس فرضية وجود انتحاريين ودراجة نارية مفخخة مع ترجيح النائب العام العسكري صقر صقر احتمال وجود علاقة بين الشخص الذي اوقف في طرابلس ومعه حزام ناسف وبين المفجرين الانتحاريين في الضاحية، بعدما تبين من المقارنة ان الحزام من نفس نوعية الحزامين المستخدمين في الضاحية. واظهرت التحقيقات ان صاحب الحزام ابراهيم حداد، كان في سورية، وقد عاد منها مؤخرا الى الضنية. وتناول الامين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله تفجيري الضاحية الجنوبية في اطلالة تلفزيونية مساء امس.
في شأن لبناني آخر، اقر مجلس النواب اللبناني في جلسته التشريعية الثانية مساء اول من امس 13 مشروع قانون ابرزها قانون تبييض الاموال والتصريح عن نقل الاموال عبر الحدود.
واحتدم الخلاف بين نواب تكتل التغيير والاصلاح وبين الرئيس فؤاد السنيورة والنائب احمد فتفت حول توزيع عائدات الهاتف الخليوي على البلديات.
واقرت الجلسة مشروع قانون مكافحة تبييض الاموال بعد ملاحظات من النائب نواف الموسوي الذي طالب بتعريف الارهاب وفق تعريف الجامعة العربية.
كما اقرت الجلسة تأهيل معملي الجية والذوق الكهربائيين بقيمة 220 مليون دولار بعد جدال بين نواب المستقبل والتغيير والاصلاح حول جدوى التأهيل واقامة معامل جديدة، وقد حسم الرئيس السنيورة الجدل بالموافقة على السير بالمشروع مقابل التواصل مع الصناديق العربية، ودعا الرئيس نبيه بري الى تشكيل لجنة نيابية لمراقبة العمل.
ولم يطرح بري التصويت على سحب التوصية النيابية المتعلقة بعدم اقرار قانون للانتخابات النيابية قبل انتخاب رئيس الجمهورية.