شن مسلحو ‘تنظيم الدولة إلإسلامية’ هجومين كبيرين على مدينتي الحسكة وعين العرب (كوباني) شمالي سوريا الخميس، وتمكنوا من السيطرة على بعض المناطق في المدينتين، بعد أن فجروا ثلاث سيارات مفخخة وقتلوا وجرحوا العشرات، بحسب ناشطين ومسؤولين سوريين.
وتأتي هجمات التنظيم الجديدة بعد تراجعه إثر سلسلة من الانتكاسات مني بها مسلحوه خلال الأسابيع الماضية أمام تقدم القوات الكردية في شمال سوريا.
وأفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان بأن مسلحي التنظيم تمكنوا من دخول بلدة كوباني (عين العرب) بعد أن خاضوا معارك مع القوات الكردية التي تدافع عنها، وسيطروا على منطقة النشوة في محافظة الحسكة.
وأضاف أن اشتباكات تدور بين مقاتلي التنظيم والقوات الكردية في وسط البلدة الواقعة على الحدود مع تركيا، والتي سبق أن شهدت معارك عنيفة في أواخر 2014.
وهذه هي المرة الأولى التي يتمكن فيها مسلحو تنظيم الدولة الإسلامية من دخول مدينة عين العرب (كوباني) التي اشتهرت بمقاومتها لهجماتهم طوال أشهر قبل أن يتمكن المدافعون عن المدينة من دفعهم خارجها في يناير/كانون الثاني.
ونقلت وكالة رويترز للأنباء عن مصادر طبية في كوباني أن 12 شخصا قتلوا، وأصيب 70 آخرون الخميس في انفجار سيارة ملغومة، وهجمات شنها مقاتلو تنظيم الدولة الإسلامية على المدينة.
وأفادت وسائل إعلام كردية بأن ‘مجموعات إرهابية تابعة لتنظيم الدولة الإسلامية تختبئ في بعض الأبنية بعد تسللها صباح اليوم الباكر إلى مدينة كوباني متنكرة بزي قوات وحدات حماية الشعب وفصائل الجيش الحر’.
وأضافت أن تلك المجموعات قتلت العديد من المدنيين الأبرياء بغرض خلق البلبلة، ونفذت تفجيرات انتحارية عند المعبر الحدودي (مرشد بينار)، وأماكن أخرى في المدينة، وتوزعت في أرجاء المدينة، وأخذت في قنص المدنيين بشكل عشوائي.
وذكرت وكالة أنباء فرانس برس أن مسلحي تنظيم الدولة قاموا بقتل 23 كرديا، بينهم نساء وأطفال في قرية بارخ بوتان الواقعة إلى جنوب بلدة كوباني. وكان مسلحو التنظيم قد دخلوا القرية لفترة وجيزة قبل أن تجبرهم غارات التحالف على مغادرتها.
وقد أعلنت وحدات الحماية الشعبية الكردية في بداية الأسبوع أنها استولت على بلدة عين عيسى التي تبعد 50 كيلومترا عن مدينة الرقة، التي تعتبر ‘عاصمة’ لما يسميه تنظيم الدولة ‘دولة الخلافة’.
وقبل ذلك سيطرت وحدات الحماية على تل أبيض، وبذلك قطعت خط إمدادات رئيسيا لتنظيم الدولة، وربطت الجيوب التي تسيطر عليهها وحدات الحماية على انتداد الحدود مع تركيا.
اقتحام الحسكة
ونقلت وكالة أسوشييتد برس عن ريدار خليل المتحدث باسم قوات حماية الشعب الكردية إن مسلحي تنظيم الدولة الإسلامية هاجموا الأحياء التي تسيطر عليها القوات الحكومية في الجزء الجنوبي من مدينة الحسكة، وتمكنوا من السيطرة على بعض المناطق.
ويتقاسم السيطرة على مدينة الحسكة كل من القوات التابعة للحكومة السورية والمقاتلون الأكراد.
وقال التلفزيون السوري الخميس إن مقاتلي تنظيم الدولة الإسلامية يطردون السكان من منازلهم في منطقة النشوة في الحسكة شمال شرق البلاد.
وجاء في بيان رسمي أن ‘اشتباكات عنيفة تدور بين وحدة من الجيش والقوات المسلحة وإرهابيين من تنظيم ‘داعش’ تسللوا ليلة الخميس إلى حي النشوة الغربي بالمدينة وإن هناك معلومات عن استخدامهم الأهالي كدروع بشرية في الحي المذكور’.
وقالت مصادر معارضة إنّ حركة نزوح كثيفة تطال الأحياء التي تسيطر عليها القوات الحكومية في مدينة الحسكة التي يشهد حيّ النشوة في القسم الجنوبي منها معارك ضارية بين القوات الحكومية ومسلحي الدولة الإسلامية.
وأضافت أنّ حركة النزوح تتركز باتجاه منطقة عامودا قرب الحسكة ذات الغالبية الكردية.
ولم يشهد الجزء الشمالي من الحسكة – الذي تسيطر عليه المجموعات الكردية – اشتباكاتٍ مع مسلحي الدولة الإسلامية، إذ لم يتقدم مسلحو الدولة إلى ذلك الجزء من المدينة.
وكان المرصد السوري لحقوق الانسان قد قال في وقت سابق إن مقاتلي التنظيم انتزعوا السيطرة على مناطق في مدينة الحسكة من أيدي القوات الحكومية في اشتباكات دارت خلال الليل.
وأضاف أن 50 من عناصر تنظيم ‘الدولة الإسلامية’ وأفراد الجيش السوري قتلوا بينما وصف باشتباكات ضارية مع الجيش السوري.
ونقل المرصد عما وصفه بمصادر موثوق بها تأكيدها أن التنظيم ‘وصل إلى شارع المدينة الرياضية والمقابل للسجن المركزي وفرع الأمن الجنائي، بعد سيطرته على أحياء النشوة والشريعة وصولاً إلى شارع المدينة الرياضية في جنوب وجنوب غرب مدينة الحسكة.’
وحسب المرصد، فهذا الهجوم هو الرابع للتنظيم على مدينة الحسكة منذ نهاية شهر مايو/ آيار الماضي.
وأضاف أنه قتل حتى الآن 20 من مسلحي التنظيم و30 من أفراد الجيش السوري والقوات الداعمة له.