وصف المستكشف البحري الفرنسي الشهير جاك إيف كوستو أعماق البحر الأحمر بعبارة ‘تجد هنا الصفاء العميق والألوان الأخاذة والمخلوقات التي تعيش تحت أكثر الشواطئ جفافا وأقلها ارتيادا’.
ويعد البحر الأحمر واحدا من اكثر المناطق جذبا للآلاف من هواة الغوص من الباحثين عن الإثارة والاستمتاع بطبيعته الجميلة وكذلك من المستكشفين لأسراره الكثيرة القابعة في الأعماق.
يقول مدرب الغوص الكابتن هيثم خياط إن ‘الغوص في البحر الأحمر يوفر الفرصة للتعرف على جزء من العالم المغمور بالمياه فيه جمال بديع وخلاب والكثير من الإثارة والمغامرات الممتعة إضافة إلى المعرفة بالعلوم الطبيعية من خلال تعلم دورة الغوص وممارسة هذه الرياضة’.
وأوضح الكابتن خياط في حديثه إلى وكالة الأنباء الكويتية (كونا) أن مياه البحر الأحمر تضم العديد من مناطق الغوص الجاذبة للغواصين المحترفين وكذلك هواة الغوص من داخل السعودية ومن خارجها سواء في المناطق البحرية المقابلة لشاطئ مدينة جدة أو في مناطق الشعيبة ورابغ وينبع وغيرها من المناطق ذات الطبيعة البحرية المتميزة.
وبين أن بعض الغواصين يفضلون الغوص من الشاطئ فيما يفضل آخرون الابتعاد عنه مسافات كبيرة بواسطة القوارب والنزول في مناطق أكثر عمقا.
وأضاف ‘يهتم بعض الغواصين باستكشاف مواقع السفن الغارقة في الأعماق مثل منطقة (أبو طير) الشهيرة بالسفن الغارقة في أعماقها وكذلك بارتياد العديد من مناطق الشعاب المرجانية الجاذبة لهواة التصوير تحت الماء بسبب طبيعتها الجميلة’.
ولفت الكابتن خياط إلى جاذبية البحر الأحمر لهواة البحث واستكشاف السفن الغارقة لوجود أكثر من 300 سفينة داخل أعماقه يعود تاريخ غرق بعضها إلى أكثر من 100 عام وتحوي أصنافا متنوعة من البضائع اذ يتوق العديد من الغواصين الى استشكافها.
وأشار أيضا إلى وجود العديد من مناطق الغوص ذات الطبيعة الجميلة والجاذبة لهواة التصوير في الأعماق حيث تشكيلات متنوعة من الشعاب المرجانية والأحياء البحرية المتنوعة وخصوصا المناطق ‘العذراء’ البعيدة عن الشاطئ بمسافات تصل إلى 25 كيلومترا والتي لم تتعرض شعابها للضرر نتيجة الأنشطة البشرية المختلفة.
وشدد على ضرورة مزاولة الغوص برفقة مدربين أو مرشدي غوص يملكون الخبرة والمعرفة في جميع المناطق الصالحة لمزاولة هذه الرياضة والدراية بأعماقها تجنبا لوقوع أية حوادث.
وأوضح الكابتن خياط أنه يشترط على الراغبين في الغوص الحصول على رخص تدريب من أحد فروع وزارة الزراعة قبل السماح لهم بالغوص في أي من المناطق المسموح بالغوص فيها وأخذ موافقة مراكز حرس الحدود قبل النزول إلى البحر.
بدوره قال رئيس قسم الأحياء البحرية بكلية علوم البحار بجدة الدكتور عبدالمحسن السفياني في حديث مماثل ل (كونا) ان رياضة الغوص في البحر بالأحمر ترتبط بتنوعه الأحيائي وخصوصا في مناطق الشعاب المرجانية.
وأوضح أن الشعاب المرجانية هي عبارة عن شعاب تنمو ملاصقة للساحل من الجهة البحرية وحول الجزر لكي تؤمن الحماية اللازمة للشواطئ ضد عمليات التعرية بفعل الأمواج العاتية.
واتبع قائلا ‘وتنتشر (المراجين) ويزداد تنوعها ونموها بشكل كبير في الأجزاء الشمالية والوسطى لساحل البحر الأحمر وتبدأ في التناقص كلما اتجهنا جنوبا نتيجة الترسيب العالي من مياه السيول المنحدرة عبر الأودية’.
وبين الدكتور السفياني أن المراجين الصلبة التي تعيش في المياه الاستوائية وتحت الاستوائية تعتبر المهندس الرئيس في بناء الشعب المرجانية وتضم عدة ‘موائل’ أحيائية وتعد النظام البيئي الأكثر سحرا وجمالا بسبب التنوع الأحيائي الكبير’.
وأشار إلى أن سواحل منطقة مكة المكرمة تعتبر من المناطق الجاذبة لهواة الغوص في البحر الأحمر. وذكر أن السجلات الرسمية لوزارة الزراعة السعودية تبين وجود 3518 غواصا في المنطقة مصرح لهم بمزاولة هذه الرياضة إلا أنه يعتقد أن في الوقت نفسه بأن الأعداد الحقيقية للغواصين أكبر منذ ذلك بكثير.
واستعرض الدكتور السفياني العديد من الشواطئ المصرح بممارسة الغوص فيها في سواحل منطقة مكة المكرمة مثل شاطئ الاحلام وشاطئ البهادر وشاطئ الشيراتون وشاطئ الفال وشاطئ (البلاج) وشاطئ (اتلانتيس) تضاف إليها العديد من القطع والجزر المصرحة بالغوص فيها من مديرية حرس الحدود وهي الشعب الكبير وأبو طير والقطع الصغير وأبو مدافع وأبو فرامش.
وذكرت بيانات نشرتها الهيئة الإقليمية للبحر الأحمر وخليج عدن أن الشعاب المرجانية في منطقة البحر الأحمر تتألف من أكثر من 200 نوع من المرجان الصلب لتشكل بذلك أعلى مستوى من التنوع متفوقة بذلك على الأنواع الموجودة في المحيط الهندي.
وتؤكد الهيئة أن وجود المياه الدافئة وغياب مصبات المياه العذبة عنها تعتبر ظروفا مثالية تسمح بتشكل الشعاب المرجانية المحاذية للخط الساحلي ففي شمال البحر الأحمر يحد الساحل شريطا متصلا تقريبا من المرجان مشكلا حماية طبيعية لحافة الشاطئ المجاورة.
وأكدت أنه لهذه الأسباب ‘تعتبر هذه البيئة الجميلة مصدر جذب سياحي كبير يزوره مئات الآلاف من الأفراد سنويا الذين يمارسون الغطس والمشي والسباحة في المياه القريبة من الشعاب المرجانية’.
أما موقع (السياحة السعودية) التابع للهيئة العامة للسياحة والآثار في المملكة فيذكر في تقرير عن رياضة الغوص في البحر الأحمر وأسباب جاذبيته لهواة هذه الرياضة أن البحر الأحمر يضم نحو 450 نوعا مختلفا من الأسماك كما تتوافر فيه عدد من السلالات البحرية (مثل السلاحف الخضراء وسلاحف منقار العقاب) بأعداد وفيرة.
ويذكر الموقع أن البحر الأحمر يعد موطنا ل(عرائس البحر) التي تعيش في جماعات عائلية صغيرة وهي حيوان ثديي كبير وتسمى أيضا (بقرة البحر) ويضيف ‘يعتقد أن هذا الحيوان البحري الخجول هو الذي بنيت عليه أسطورة ‘الحورية’ كما تتردد على البحر الأحمر سلالات عدة من الحيتان والدلافين.
ويؤكد موقع (السياحة السعودية) أن ‘هذه المياه الدافئة الآمنة والمليئة بالأسماك تعد مكانا رائعا للسباحة والغوص والغوص بالأنبوب والإبحار والصيد طوال العام’.
ويلفت إلى أن الغوص من شاطئ مدينة جدة ‘سهل نسبيا’ حيث الشعب المرجانية على بعد خطوات من الشاطئ وبعمق يصل إلى 25 مترا تشكل جدارا مرجانيا بطول 40 مترا.
ويشير الموقع إلى أن هواة الغوص في البحر الأحمر يدخلون ‘عالما عجيبا ومثيرا من الأسماك و’الشفانين وأسماك القرش والسلاحف وأكثرها حيوية أسماك الإمبراطور والسمك الملائكي وشفنين العقاب المنقط والسمك الأنبوبي والمذنب طويل الزعنفة’.
ويوضح أن ‘أسهل أماكن الغوص وصولا تتركز في جدة وشرم أبحر حيث يوفر عدد من الفنادق والشواطئ الخاصة طرقا للوصول المباشر للحيد ويبلغ معدل الرؤية في أبعد الحيود عن الشاطئ نحو 30 مترا ولكن يسمح بالغوص فيها في الأيام الهادئة (نحو 70 في المئة من الوقت) وتتقلص الرؤية في الشعاب القريبة إلى نحو 10 أمتار فقط غير أنها مواقع ممتازة للغوص والاكتشاف’.
وينبه موقع (السياحة السعودية) إلى خطورة الغوص وانه يتطلب تدريبا على يد مدرب ماهر ومصرح له مشيرا إلى وجود عدد من الشركات التي تقدم خدمات غوص لمختلف المستويات المبتدئ والمتوسط والمحترف.
شاهد أيضاً
وفيات اليوم الأحد 10-11-2014
شيخة عبدالعزيز محمد المرشود، زوجة/ صالح رجب صالح الشويعي، 76 عاماً، (شيعت)، الرجال: العزاء في …