طرح الرئيس السوري بشار الأسد، الأحد، رؤية لحل الأزمة المستمرة في بلاده منذ نحو عامين، تستند إلى وقف العمليات العسكرية من جانب قوات المعارضة والجيش السوري في المدن السورية، يجري بعده حوار شامل يضم كافة الأطياف السياسية في سوريا.
وقال الأسد في كلمة في دار الأوبرا وسط دمشق أن مبادرته تنص على “التزام الدول المعنية بوقف تمويل وتسليح وإيواء المسلحين، ووقف العمليات الإرهابية بما يسهل عودة النازحين”، على أن يلي ذلك “مباشرة وقف العمليات العسكرية من قبل قواتنا التي تحتفظ بحق الرد”، وصولا إلى “عقد مؤتمر للحوار الوطني تشارك فيه كل الأطياف”.
وفي أول ظهور علني له منذ شهور، دعا الأسد إلى “حراك وطني شامل” لمحاربة مقاتلي المعارضة الذين وصفهم بأنهم “إرهاربيون من تنظيم القاعدة”. وقال: “نلتقي اليوم والمعاناة تعم سوريا ولا تبقي مكانا للفرح… المعاناة تعم سوريا والأمن غائب عنها”، مضيفا أن الوطن للجميع وعلى الجميع حمايته.
وأضاف الرئيس السوري أن أي مرحلة انتقالية لخروج البلاد من الأزمة يجب أن تتم “عبر الوسائل الدستورية، وأن أي مبادرة يجب أن تستند إلى الرؤية السيادية”، مشيرا إلى أنه “لا داعي لنضيع وقتنا بأفكار تخرج عن هذا السياق”.
وأوضح الأسد أن بلاده كانت منذ البداية مع الحل السياسي للأزمة المستمرة منذ 21 شهرا، “لكننا لم نجد الشريك”.
وقال: “إذا كنا اخترنا الحل السياسي فلا يعني ألا ندافع عن أنفسنا، وإذا كنا اخترنا الحل السياسي فهذا يعني أننا بحاجة لشريك للسير في عملية سياسية وراغب بالسير في عملية حوار على المستوى الوطني”.
وأضاف: “إذا كنا لم نر شريكا، فهذا لا يعني أننا لسنا راغبين بالحل السياسي، لكننا لم نجد الشريك”.
ورفض الأسد أي حوار مع “عصابات تؤتمر من الخارج”، في إشارة إلى أطراف معارضة والمقاتلين المعارضين الذين يتهم النظام السوري دولا إقليمية ودولية بتوفير الدعم المادي والمعنوي لهم.
وسأل: “مع من نتحاور؟ مع أصحاب فكر متطرف لا يؤمنون إلا بلغة الدم والقتل والإرهاب؟ أم نحاور دمى رسمها الغرب وصنعها وكتب نصوص الرواية عنها؟”.
إلا أن الرئيس السوري أكد على دعوته إلى الحوار مع “كل من خالفنا بالسياسة. سنحاور أحزابا لم تبع وطنها للغريب، سنحاور من ألقى السلاح. سنكون شركاء حقيقيين مخلصين لكل من يعمل لمصلحة سوريا وأمنها واستقرارها”.
وشدد الأسد على أنه لن يتخلى عن المقاربة الأمنية والعسكرية في النزاع المستمر منذ منتصف مارس 2011، معتبرا أن “من كرر كثيرا أن سوريا اختارت الحل الأمني فهو لا يسمع ولا يرى، فنحن لطالما قلنا مرارا وتكرار إن الإصلاح والسياسة بيد والقضاء على الإرهاب باليد الأخرى”.
وسأل: “لماذا عندما تدافع الدولة عن الشعب وعندما يدافع الشعب عن الوطن نقول إنهم اختاروا الحل الأمني؟ الدفاع عن الوطن واجب وليس قابلا للنقاش وهو الخيار الوحيد ولا يوجد خيار للحل. الآن هناك خيار وحيد هو الدفاع عن الناس”.
وأكد أن الغرب “هو من سد باب الحوار وليس نحن لأنه اعتاد إعطاء الأوامر ونحن اعتدنا على السيادة والاستقلال وحرية القرار”.
وهذا هو أول ظهور علني للرئيس السوري منذ المقابلة التي أجراها مع تلفزيون روسي في نوفمبر عندما تعهد بالبقاء في سوريا والقتال حتى الموت إذا لزم الأمر. وتحولت الانتفاضة الشعبية ضد حكمه إلى أعمال عنف تقول الأمم المتحدة إنها أسفرت عن سقوط 60 ألف قتيل.