قال تقرير اقتصادي متخصص اليوم ان السيناريو المرجح لمتوسط أسعار النفط هذا العام بلوغه مستوى بين 80 و85 دولارا متوقعا ان تؤدي الأسعار المنخفضة إلى دفع الاقتصاد العالمي للنمو بمعدلات تسمح للطلب العالمي على النفط بالانتعاش بما يدفع أسعار النفط للانتعاش.
واضاف التقرير الصادر عن المركز الدبلوماسي للدراسات الاستراتيجية وخص بنشره وكالة الانباء الكويتية (كونا) ان هناك عدة عوامل ربما تؤدي إلى مستويات مختلفة من أسعار النفط على مدى الربع الأول من عام 2015 متوقعا عددا من السيناريوهات المحتملة منها سيناريو الاسعار المنخفضة وسيناريو الاسعار المرتفعة والسيناريو المرجح وهذه السيناريوهات تخضع لعدة عوامل مؤثرة في السوق النفطية.
واشار الى ان بعض أعضاء منظمة الدول المصدرة للبترول (أوبك) أدركت أن خفض الإنتاج لدعم أسعار النفط سيؤدي بالضرورة إلى زيادة الإنتاج من الدول خارج (أوبك) خاصة النفط الصخري في الولايات المتحدة وبالتالي فقدان (أوبك) لجزء من حصتها السوقية.
واوضح ان (أوبك) تحاول الحد من نمو النفط المنتج بهامش تكلفة عالية ‘ورغم أن الهدف الواضح هو النفط الصخري الذي يتراوح سعره التعادلي بين 65 و90 دولارا للبرميل فان هناك استثمارات نفطية طويلة الأجل ستتأثر أيضا’.
وبين ان من تلك الاستثمارات تطوير الاحتياطي الروسي في القطب الشمالي وتطوير حقول نفط المياه العميقة في البرازيل وكلاهما يحتاج إلى أسعار تزيد على مستوى 100 دولار للبرميل حتى يصبح إنتاج النفط مربحا.
وذكر التقرير ان هبوط أسعار النفط لم يكن بتلك السرعة بتلك السرعة مع الاخذ في الاعتبار مختلف العوامل بعيدة وقصيرة المدى التي أسهمت في تراجع أسعار النفط إلى مستويات اقل من 65 دولارا للبرميل في ديسمبر 2014.
وقال ان هبوط اسعار النفط في حد ذاته كان متوقعا في ظل تخمة المعروض النفطي في الأسواق العالمية سواء من دول (أوبك) أو خارجها وفي ضوء ضعف معدلات الطلب العالمي على النفط بسبب التدني في معدلات النمو العالمي ومن ثم أصبح هناك نوعا من الغموض بشأن الاتجاه المستقبلي لأسعار النفط.
واشار الى وجود عدة عوامل ربما تؤدي إلى مستويات مختلفة من أسعار النفط على مدى الربع الأول من عام 2015 لافتا الى سيناريو الأسعار المنخفضة للنفط والذي يتمثل في بقاء أسعار النفط عند مستوى بين 70 و75 دولارا في المتوسط خلال عام 2015.
واوضح ان ذلك يكون في حالة عدم ظهور مستجدات على الساحة الجيوسياسية التي من شأنها أن تحدث صدمة في المعروض النفطي لافتا الى ان ذلك السيناريو المنخفض غير مرغوب فيه من معظم منتجي النفط الرئيسيين وبخاصة الدول ذات الإنفاق الكبير والتي تضع ميزانيتها على سعر تعادلي مرتفع للنفط كإيران وفنزويلا.
واشار التقرير الى ان هناك سيناريو اخر اسماه التقرير بالسيناريو المرجح لأسعار النفط متوقعا أن تؤدي الأسعار المنخفضة للنفط في الوقت الحالي إلى دفع الاقتصاد العالمي للنمو بمعدلات تسمح للطلب العالمي على النفط بالانتعاش ومن ثم يعزز من أسعار النفط لتصل لمستوى بين 80 و85 دولارا للبرميل.
ولفت الى ان الولايات المتحدة ستشكل المصدر الرئيسي لنمو الطلب وسط دول منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية موضحا ان هناك مؤشرات جيدة لتحسن نمو الاقتصاد الأمريكي حيث سجل الناتج الإجمالي المحلي خلال الربع الثاني من عام 2014 نموا بلغ 2ر4 في المئة كما سجل معدل البطالة أدنى مستوى له منذ الأزمة المالية ‘ويتوقع أن ينمو الناتج الإجمالي المحلي للعام ككل بنسبة 8ر2 في المئة على أساس سنوي’.
وافاد بان من السيناريوهات المتوقعة سيناريو الأسعار المرتفعة للنفط ويمكن أن يتحقق هذا السيناريو بتوافر عدد من العوامل أهمها تأجج الاضطرابات الجيوسياسية التي شهدتها الأسواق العالمية سواء داخل منطقة الشرق الأوسط أو خارجها.
وقال انه في حالة انقطاع الإمدادات من المناطق غير المستقرة سياسيا التي تعاني مشاكل جيوسياسية كالعراق وإيران وروسيا وليبيا فمن المرجح ارتفاع الأسعار بدرجة كبيرة وعودتها إلى مستوى يفوق 100 دولار للبرميل.
واضاف تقرير (المركز الدبلوماسي للدراسات الاستراتيجية) ‘على الرغم من أن تلك الاضطرابات يمكن تأججها إلا أن أسواق النفط أثبتت في الفترة الأخيرة عدم استجابتها بشكل كبير لما يحدث من صراعات جيوسياسية على الساحة’.
واشار الى ان تلك التطورات غير مرجحة كما ان الإمدادات العراقية مستقرة ومن المتوقع استقرار الإمدادات الروسية في ضوء صعوبة إيجاد مصادر بديلة عنه للدول الأوروبية ‘لذا من غير المتوقع عودة الأسعار لما يفوق حاجز ال100 دولار للبرميل’.
شاهد أيضاً
مجلس الأمن يدعو إلى اتخاذ كل التدابير لاحترام أمن سلامة قوات يونيفيل
دان أعضاء مجلس الأمن الدولي استمرار الأعمال القتالية على طول (الخط الأزرق) الفاصل بين لبنان …