اغلقت كل مكاتب الاقتراع الخاصة بالجولة الثانية للانتخابات الرئاسية التونسية التي يتنافس عليها محمد المنصف المرزوقي والباجي قائد السبسي ابوابها معلنة بذلك انتهاء عملية التصويت.
واكد عضو الهيئة العليا المستقلة للانتخابات نبيل بافون لوسائل الاعلام هنا اليوم التزام الهيئة بالقوانين التونسية الخاصة بالانتخابات ومراكز الاقتراع حيث قال ‘تنص القوانين على أن تفتتح أبواب مكاتب الاقتراع في الساعة الثامنة من الصباح وتغلق في الساعة السادسة مساء بالتوقيت المحلي’.
وتمنح القوانين الانتخابية مهلة ثلاثة أيام تبدأ بعد غلق آخر مركز اقتراع للاعلان عن النتائج الأولية للانتخابات الرئاسية الا أن الهيئة ستسعى الى تقليص الفترة الى يومين على أقصى تقدير للاعلان عن هذه النتائج.
يذكر أن الباجي قائد السبسي فاز بالمركز الأول في الجولة الأولى من هذه الانتخابات حيث حصل على نسبة 46ر39 في المئة من اصوات الناخبين أما المنصف المرزوقي فحصل على نسبة 43ر33 في المئة.
و قال فريق الحملة الانتخابية للباجي قائد السبسي المرشح لانتخابات الرئاسة في تونس إن المؤشرات الأولية تظهر فوزه بجولة الإعادة التي جرت يوم الأحد بفارق كبير على منافسه المنصف المرزوقي.
وينظر الى انتخابات الرئاسة على أنها الخطوة الأخيرة نحو إقامة نظام ديمقراطي كامل بعد أربع سنوات تقريبا من الانتفاضة التي أطاحت بالرئيس السابق زين العابدين بن علي.
ولم تعلن السلطات الانتخابية النتائج الأولية بعد لكن بعد إغلاق صناديق الاقتراع بقليل قال السبسي إنه هزم منافسه المرزوقي الرئيس المنتهية ولايته.
وقال السبسي الذي كان رئيسا للبرلمان في عهد بن علي للتلفزيون التونسي إنه يهدي فوزه ‘لشهداء’ تونس وشكر المرزوقي وأضاف أنه يجب أن يعمل الجميع معا الآن دون إقصاء أحد.
وقال مدير حملة السبسي (88 عاما) إن ‘المؤشرات الأولية’ تظهر أن السبسي فاز دون ذكر تفاصيل بينما احتفل مئات من أنصاره ولوحوا بعلم تونس.
لكن عدنان منصر مدير حملة المرزوقي رفض هذا الإعلان وقال إن السباق متقارب. وصرح للصحفيين بأنه لم يتأكد شيء حتى الآن.
وبعد إقرار دستور تقدمي جديد وانتخاب برلمان كامل في أكتوبر تشرين الأول أشيد بتونس بوصفها مثالا للتغيير الديمقراطي في منطقة مازالت تواجه آثار ثورات الربيع العربي في 2011 .
وتفادت تونس إلى حد كبير الانقسامات التي حدثت بعد الثورات في ليبيا ومصر لكن توترات تحدث من حين لآخر.
وقال مسؤول في وزارة الدفاع إن مسلحا قتل ليل السبت وألقي القبض على ثلاثة بعد أن فتحوا النار على مركز اقتراع في محافظة القيروان بوسط تونس.
وحصل السبسي على 39 في المئة من الأصوات في الجولة الأولى في نوفمبر تشرين الثاني في حين حصل المرزوقي على 33 في المئة.
ويرفض السبسي ما يقوله منتقدون من أن فوزه سيمثل عودة لرجال النظام القديم. ويقول إنه الرجل الخبير الذي تحتاجه تونس بعد ثلاث سنوات اتسمت بالاضطراب في ظل حكومة ائتلافية قادها إسلاميون.
وصور المرزوقي (69 عاما) وهو ناشط سابق خلال عهد بن علي رئاسة السبسي على أنها انتكاسة ‘لثورة الياسمين’ التي أجبرت بن علي على الفرار إلى الخارج.
وقال ابراهيم كتيتي وهو فني كهرباء أدلى بصوته في حي التضامن الفقير في تونس العاصمة ‘نحتاج الى رئيس يرعى شعبه ولا يقتصر اهتمامه على السلطة.’
واضاف ‘النظام القديم لن يعود.السبسي لم يسامح نفسه قط على الوقت الذي عمل فيه مع بن علي.’
ويربط الكثير من التونسيين فترة رئاسة المرزوقي بحكومة الحزب الإسلامي والأخطاء التي يقول معارضون إنها ارتكبتها فيما يتعلق بالحد من نفوذ الإسلاميين المتشددين.
وتلعب المواءمات دورا مهما في الحياة السياسية التونسية فقد وصل حزب السبسي وهو نداء تونس الى اتفاق مع حزب حركة النهضة الإسلامي لمحاولة تجاوز الأزمة التي نجمت عن اغتيال اثنين من المعارضين العلمانيين البارزين .
وتنحى النهضة في نهاية الأمر في بداية هذا العام لافساح الطريق أمام حكومة خبراء انتقالية إلى حين إجراء الانتخابات. ولكن الاسلاميين مازالوا قوة كبيرة بعد الفوز بثاني أكبر عدد من المقاعد في البرلمان الجديد.
ولا يملك الرئيس سوى صلاحيات محدودة فيما يتعلق بالسياسة الدفاعية والخارجية. وسيكون البرلمان ويقوده حزب نداء تونس الذي فاز بمعظم المقاعد هو الأساس في اختيار رئيس وزراء جديد لقيادة الحكومة