كويت نيوز: تحت رعاية نائب رئيس مجلس الوزراء ووزير التجارة والصناعة ووزير التربية والتعليم العالي الرئيس الأعلى للجامعة بالوكالة د.عبدالمحسن المدعج وبحضور عميد كلية العلوم الاجتماعية بجامعة الكويت الأستاذ الدكتور عبد الرضا أسيري ، افتتحت كلية العلوم الاجتماعية المؤتمر العلمي الرابع تحت شعار ‘علم النفس في عالم متغير’ في الفترة من 14 – 16 أكتوبر 2014 ، والذي يهدف إلى تطوير البحث العلمي الذي يخدم المجتمع الكويتي تحديداً ويعالج مشاكله النفسية والاجتماعية وذلك عن طريق الاستفادة من أحدث النظريات والدراسات النفسية ، كما يسعي المؤتمر إلى جمع أكبر عدد من الباحثين العرب والغربيين وذلك لرفع مستوى الطلبة والارتقاء بثقافة المجتمع ككل ، إلى جانب خلق فرص للشباب الراغبين في إكمال دراساتهم العليا للتعرف على أهم المواضيع في علم النفس إضافة إلى تصحيح المفاهيم الخاطئة عن هذا العلم ، وستكون محاور المؤتمر حول عدة مواضيع أهمها علم النفس الجنائي ، العمليات العقلية والمعرفية المتعلقة بالتغيير وتقبله ، دراسة التغيير عبر الثقافات ، علم النفس التربوي والتغير ،التغيير على المستوى الوظيفي والمهني والتنظيمي ، والتي ستكون في عدة محاضرات وورش عمل .
وبهذه المناسبة ذكر عميد كلية العلوم الاجتماعية الأستاذ الدكتور عبد الرضا أسيري إن مؤتمر ‘علم النفس في عالم متغير’ يأتي استمرارًا لما بدأه القسم في الأعوام الماضية واستكمالاً لمسيرة كلية العلوم الاجتماعية وجزء من فعالياتها العلمية ، لتعزيز دورها الحيوي الذي تضطلع به في خدمة الجامعة والمجتمع ، لتوصل رسالتها الطموحة في التنمية المجتمعية بالبلاد .
وأوضح الدكتور أسيري أن المحاور والأهداف الموضوعة للمؤتمر تتناول العديد من القضايا التي لها علاقة بعملية التغيير والتي تتناول عرض البحوث النفسية المعنية بالتغيير وتبادل الآراء في كيفية التعامل العلمي مع عملية التغيير وكيفية توظيفها إيجابياً ، مع التعرف على دور علم النفس في التعامل مع التحديات الناتجة عن التغيير، والإطلاع على أحدث البرامج والدراسات في مجالات علم النفس التي تسهم في حل مشكلات المجتمع للتوافق مع التغيرات في البيئة الخارجية ، لنصل لهدف نهائي يحقق التواصل بين المهتمين في علم النفس بشكل عام.
وأضاف يجب أن ندرك أهمية التغيير فهو سنة الله في كونه ، كما أنه تعبير عن حركة دائمة تكتنف جميع مخلوقاته ، ولا أحد ينكر ما يعترى العالم الآن من تغيير كبير تمر به الأمة العربية بصفة خاصة من تغيرات جذرية وتحولات ضخمة في جميع جوانب الحياة.
فلا شيء يبقى على حاله، والكون في حالة تغير مستمر واذا كان التغير ظاهر طبيعية لا دخل لإرادة البشر فيها فإن التغيير فعل مقصود يتحكم فيه البشر حيث يقول سبحانه وتعالى في محكم آياته:
‘ذَلِكَ بِأَنَّ اللَّهَ لَمْ يَكُ مُغَيِّراً نِّعْمَةً أَنْعَمَهَا عَلَى قَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُوا مَا بِأَنفُسِهِمْ’.
وأشار إلى أنه يحاول الكثير منا تغيير بعض طبائعه إلى الأفضل ، أو تغيير بعض عاداته إلى الأحسن ولكن تواجهه العديد من العقبات والمشكلات التي تجعله يقف مكتوف الأيدي عن تحقيق أهدافه وآماله وأحلامه، مما يؤدي إلى أن يبدأ تحطيم ثقته بنفســـه ، وتكون النتيجة في النهاية ، عدم المواصلة في تغيير النفس ، لذلك يجب علينا أن تستفيد من تجارب غيرنا وأخطائهم ، موضحاً أنه يمكننا أن نمارس هذه التقنية بمراقبة تصرفات الآخرين ومدى فشل أو نجاح هذه التصرفات ، أي أن نكسب خبرة من تجارب غيرنا ، وهذا هو الإنسان الذكي الذي يشبه التاجر الناجح لا يخسر شيئاً بل تجده في حالة ربح دائم ، فعلينا أن نراقب جيداً ونحلل ونستخلص العبر.
مؤكداً أن اتخاذنا للقرارات الصحيحة سيقوي ثقتننا في أنفسنا أكثر وسنشعر بالنجاح والقوة بعد كل قرار صحيح ، ثم نحسّ بأننا بدأنا نسيطر على حياتنا شيئاً فشيئاً ، وسنشعر بأننا بدأنا نسيطر على عملية التغيير وأنه بإمكاننا أن نطور نفسنا نحو الأفضل ، وختم حديثه مثنياً على الجهود التي بذلت لأجل إقامة وتنظيم فعاليات هذا المؤتمر ونجاحه ، متأملاً أن تخرج منه مجموعة من التوصيات العلمية القابلة للتطبيق .
من جانبه بين رئيس قسم علم النفس ورئيس المؤتمر الأستاذ الدكتور عثمان الخضر أن هذا المؤتمر يهدف إلى تبادل الخبرات والمعارف والهموم والطموحات وملاحقة التطور والبحث في قضايا الأمة وشئون المهنة ، والتعلم من خيرة العلماء والباحثين ، ومحاولة لرسم صورة أكثر إشراقا لما نطمح أن يكون عليه واقع مجتمعاتنا ، مشيرا إلى أن التغيير احدى سنن هذا الكون الخالدة ؛ فكل شيء تغير أو على وشك أن يتغير؛ وأن التغير ليس خيارا متاحا لنا ؛ فما هو متاح وممكن هو قدرتنا على أحداث التغيير الإيجابي في أنفسنا ومجتمعنا ومهنتنا وفيمن يعيش حولنا.
وأضاف الدكتور الخضر أن المؤتمر العلمي الرابع سيستمر لمدة ثلاث أيام ، سيناقش عددا أكبر من الأوراق العلمية يفوق ما قدم في المؤتمرات الماضية وعدد أكبر من المشاركين وجهات جديدة من العارضين والداعمين والباحثين المتمييزين في شتى التخصصات النفسية ، متأملاً أن يكون المؤتمر فرصة لتسليط الضوء على واقع علم النفس في هذا العالم المتغير .
وقدم الخضر شكره للعلماء والباحثين الذين سيشاركون في هذا المؤتمر وللرعاة لدعمهم ومساندتهم و لجميع الأعضاء في اللجنة التحضيرية للمؤتمر ولكل من سعى لإنجاح هذه التظاهرة العلمية ، متمنياً أن يخرج المؤتمر بتوصيات تخدم الواقع المتغير .
ومن جهتها ذكرت المنسق العام للمؤتمر الدكتورة أمثال الحويلة إن من أهداف هذا المؤتمر هو تجويد البرامج التي يقدمها قسم علم النفس في كلية العلوم الاجتماعية بجامعة الكويت دورياً تحقيقاً لرسالته العلمية والأكاديمية والنفسية والمجتمعية ، ومساهمة منه في إتاحة الفرصة لجميع الأكاديميين المتخصصين لكي يبدعوا في مجالاتهم المتعددة في بيئة نقاش صالحة ومشجعة على البحث دائما.
وأضافت الدكتورة الحويلة أنه كان اختيار موضوع المؤتمر ‘علم النفس في عالم متغير’ لأننا ندرك تماماً مقدار التحديات التي تواجه علم النفس في هذا العالم المتغير بوتيرة متسارعة ، وضرورة مواجهة هذه التغيرات في الوقت المناسب وبما يناسبها من تغييرات على صعيد التعاطي مع علم النفس كعلم وكحاجة ضرورة للإنسان المعاصر، مشيرة إلى أن ما يحدث حولنا من تغيير في كل شيء وكل مكان تقريبا حيث لو التفتنا حولنا لوجدنا أن عالمنا المعاصر يعج بتغييرات شاملة لا بد من النظر إليها بجدية في محاولة لتفسيرها ومعرفة مدى التأثير الذي ستتركه علينا وعلى الأجيال اللاحقة لنا كأفراد وجماعات ومجتمعات ودول أيضاً .
وأكدت أنه يجب العمل على التواصل الدائم والمستمر بيننا كمتخصصين في علم النفس في سبيل تحقيق أهدافنا على صعيد دراسة تحديات التغيير التي تواجهنا ، والاطلاع على أحدث البحوث والدراسات والتطبيقات والبرامج العلمية التي تمت بهذا الشأن في العالم كله .
ومن جانبه ألقى كلمة ضيوف المؤتمر عميد كلية العلوم الاجتماعية بجامعة الإمام محمد بالرياض الأستاذ الدكتور محمد بن عبد المحسن التويجري أعرب فيها عن شكره لدولة الكويت أميرًا وحكومة وشعبا على حسن الاستقبال وكرم الضيافة وخص جامعة الكويت ومنسوبيها ومنظمي هذا المؤتمر ، موضحاً أن هذا المؤتمر عقد في وقت يكتسب فيه مزيداً من الأهمية لما يعيشه واقعنا المعاصر من أحداث طارئة وما يمر به من تغيرات سريعة ، الأمر الذي يكسب جلسات هذا المؤتمر أهمية قصوى ، حيث لا يمكن لمجتمعاتنا الحاضرة أن تعيش بمعزل عن هذه التغييرات وآثارها الإيجابية والسلبية ، ولم يعد العصر عصر الصدفة والتوقع العادي والحلول المرتجلة أو غير المنظمة التي قد تركن لها بعض المجتمعات أو الدول ، وإنما تنتهج الأمم والمجتمعات الأسس والخطوات المدروسة والانطلاق من النظريات العلمية والمفاهيم المنظمة لحال كل مجتمع .
وأكد الدكتور التويجري أن علم النفس تخصصاً يعتمد عليه لإدارة العمليات العقلية والمعرفية والتغيير الإيجابي وتنظيم علاقة ذلك بالمهنة والتعليم والتطور والصحة النفسية ودور الأسر ومؤسسات المجتمع بأسلوب علمي يقوم على التجارب والبراهين والنظريات العلمية التي توصل لها علماء النفس بكامل تخصصات هذا العلم ، وما زادوا على جوانبه من حقائق ومفاهيم علمية أثبتتها التجارب والدراسات العلمية ، وانعكاس ذلك على جوانب الحياة في المجتمعات وتقدمها وتطورها، موضحاً أن هذا ما يأمله القائمون على هذا المؤتمر والمشاركين فيه من الدول العربية والاسلامية والصديقة ممن أفنوا حياتهم في البذل والعطاء للنفس البشرية ومتلازماتها من دراسات وبحوث ومؤتمرات ولقاءات ، حتى يكون لدى مجتمعاتنا بناءً على ذلك الاستعداد التام لاستيعاب التغيرات وتوظيفها لصالح المجتمعات والدول .
مشيراً إلى أن هذا المؤتمر وما يقدم فيه من أبحاث وأوراق عمل وما سيصدر عنه من توصيات ــ بإذن الله ــ قادر على وضع مجتمعاتنا في هذه البقعة من العالم على طريق سوي النهج واضح المعالم ينتهج الأسس العلمية في التخطيط والبناء والتطوير والتقويم واستيعاب التغيير لصالح المجتمعات بصورة إيجابية، ولعل ذلك يفتح الباب لإنشاء جمعية علمية أو رابطة علمية تُعنى بدور علم النفس في هذا العالم المتغير.