تحتفل جمهورية ألمانيا الاتحادية اليوم بالذكرى ال25 لإعادة توحيدها وذلك بعد عام تقريبا من سقوط جدار برلين في التاسع من نوفمبر عام 1989 في آخر فصول مسيرة الوحدة الألمانية وتقسيمها لأكثر من أربعة عقود نتيجة الحرب العالمية الثانية.
فبعد المظاهرات السلمية التي شهدتها مدن ألمانيا الديمقراطية (الشرقية سابقا) توجت سلسلة تنازلات قدمتها حكومة هذه الاخيرة الموافقة في 18 مارس عام 1990 على إجراء اول انتخابات حرة في خطوة غير مسبوقة منذ 40 عاما حينذاك انبثقت عنها حكومة ائتلافية مؤلفة من خمسة أحزاب.
ولاحقا تم الاتفاق بين هذه الحكومة الائتلافية وحكومة ألمانيا الغربية ومقرها مدينة (بون) على اقامة وحدة اقتصادية ونقدية واجتماعية اعتبارا من يوليو 1990 بعدما تبين بوضوح وقتهاأن جمهورية ألمانيا الشرقية لم يعد لها الأساس الاقتصادي الذي يؤهلها للبقاء.
وفي أغسطس عام 1990 أصدر مجلس الشعب الألماني الشرقي قرارا يدعو الى انضمام ألمانيا الشرقية إلى الغربية وفي 31 أغسطس تم توقيع اتفاقية الوحدة من قبل حكومتي الدولتين واحتاج ذلك موافقة دولية لاسيما من حكومات الاتحاد السوفييتي والولايات المتحدة الامريكية وفرنسا وبريطانيا أي الدول المنتصرة في الحرب العالمية الثانية.
وفي منتصف يوليو عام 1990 وافق آخر زعيم للاتحاد السوفييتي ميخائيل غورباتشوف خلال لقاء ضمه و المستشار الألماني الاسبق هيلموت كول على توحيد الألمانيتين شريطة تخلي ألمانيا عن أسلحتها الذرية والكيماوية والبيولوجية كافة وتخفيض عديد أفراد القوات الألمانية إلى 370 ألف مقاتل وعدم امتداد حلف شمال الاطلسي إلى أراضي ألمانيا الشرقية طيلة بقاء القوات السوفييتية هناك.
وبهذا الاتفاق أصبح الباب مفتوحا أمام ما سمي حينها باتفاقية (4 + 2) التي أقر بموجبها الاتحاد السوفييتي والولايات المتحدة وفرنسا وبريطانيا من جهة وممثلا الألمانيتين من جهة اخرى تشكيل ألمانيا الموحدة.
وبالتصديق على الاتفاقية انتهت حقوق ومسؤوليات القوى المنتصرة في الحرب العالمية الثانية حيال برلين وألمانيا نهائيا لتستعيد وقتها السيادة التي فقدتها قبل 45 عاما على خلفية هزيمة ألمانيا النازية في الحرب العالمية الثانية.
وكان سقوط جدار برلين قبل عام من وضع اللمسات الاخيرة على عملية الوحدة في التاسع من نوفمبر من عام 1989 التأثير الاكبر على مسيرة وحدة الألمانتين نظرا الى التأثير المعنوي للجدار على الفصل بين الألمانيتين وأيضا على المعسكرين الشرقي والغربي.
وكان الجدار يمثل رمزا لتقسيم ألمانيا قبل إعادة توحيدها في مثل هذا اليوم من عام 1990 وسبق ذلك بحسب مصادر (متحف الجدار) بدء سلطات ألمانيا الديمقراطية (الشرقية سابقا) في تمام الساعة الواحدة من ليلة ال13 من أغسطس عام 1961 بعزل منهجي للحدود بين شطري المدينة التي بلغ امتدادها حينها 43 كيلو مترا.
وتراوح ارتفاع الجدار في بعض المناطق بين 60ر3 متر و أربعة أمتار وأحاط فعليا ببرلين الغربية كونها في وسط ألمانيا الشرقية وتخللته ثمانية معابر أبرزها معبر (شارلي) في شارع (فريدريش شتراسه) الشهير.
وتضيف مصادر (متحف برلين) أن 138 شخصا تم قتلهم بالرصاص أثناء محاولات تسلل من الشرق الى الغرب سقط معظمهم في السنوات الخمس التي تلت أعمال بناء الجدار.
وسقط أول الضحايا في 22 أغسطس عام 1961 أثناء محاولته القفز من شرفة منزله بينما أطلقت شرطة برلين الشرقية بعد يومين النار على شخصين حاولا تسلق الجدار ما أدى الى مصرعهما وكانت أول عملية اطلاق نار على متسللين.
أما آخر الضحايا فقط قتل إثر اطلاق النار عليه عندما حاول في الخامس من شهر أغسطس عام 1989 الهرب من الشرق الى الغرب.
وعلى مدى 20 عاما حال عشرة آلاف جندي من الجيش الشعبي التابع لجمهورية ألمانيا الشرقية دون هرب سكان برلين الشرقية الى الجزء الغربي مستخدمين 300 برج مراقبة.
وبالنسبة للألمان الشرقيين الذين استطاعوا تسلق الجدار والهرب الى الجزء الغربي فقدر عددهم بخمسة آلاف بينما تقدر أعداد المواطنين الألمان الشرقيين الذين تمكنوا من استخدام حدود اخرى للهرب من الشرق الى الغرب ب 40 ألفا.
واليوم وبعد إزالة الجدار ما زالت الحكومة الالمانية تحتفظ ببعض أجزائه لاسيما وسط برلين كمشروع سياحي بهدف تعريف السياح بتاريخ هذا الرمز الذي اعتبر لأكثر من أربعة عقود رمزا لتقسيم ألمانيا وللعالم أيضا بين قطبين شرقي وغربي.
شاهد أيضاً
لبنان يعلن حصيلة جديدة لضحايا الحرب
قالت وزارة الصحة اللبنانية، الجمعة، إن 3445 شخصاً قتلوا في لبنان، جراء هجمات الاحتلال منذ …