تترقب الجماهير الكويتية ظهور منتخبها الوطني الأول لكرة القدم خلال منافسات كأس الخليج الحادية والعشرون المزمع انطلاقها بمملكة البحرين في الخامس من الشهر المقبل ، فما قدمه الأزرق الكويتي من مستويات غير مطمئنة خلال مشاركته الأخيرة بكأس غرب آسيا بات هاجساً لدى تلك الجماهير التى تباينت آراؤها وتوقعاتها للمنتخب حامل لقب الخليج في النسخة الأخيرة، ولكن النظرة الفنية لنجوم الأزرق القدامى وخبراء الكرة الكويتية أجمعت على ان الأزرق لن يكون أفضل حالاً بالمنافسات الخليجية عما ظهر عليه مؤخراً بغرب آسيا وباستعراض أراء بعض هؤلاء النجوم وجدنا التالي:
في البداية، أكد رئيس اللجنة الفنية والتطوير السابق عبد اللطيف الرشدان أن دورات الخليج دائماً ما تطغى فيها الروح والحماس على أمور فنية كثيرة ، وأشار إلى انه من خلال المعطيات الفنية بعد خليجي 20 لم يشهد المنتخب الكويتي اي تقدم على جميع الأصعدة ، بل على العكس شهد انحدارا حادا في مستواه العام ، حيث خرج من الدور الاول لمنافسات كأس آسيا بثلاث هزائم التى اقيمت بالدوحة، كما فشل في التأهل للمرحلة الاخيرة من التصفيات المؤهلة لكأس العالم 2014، ومن ثم كأس الاتحاد العربي وأخيرا بطولة غرب آسيا التي اختتمت بالكويت مؤخراً.
وقال الرشدان : هذا لا يعطي مؤشرا مطمئنا خلال المرحلة المقبلة ، وقد يكون الحماس والروح هما السلاح الوحيد الذي من الممكن أن نحقق من خلالهما نتائج إيجابية على الرغم من وجود منتخبات كثيرة أفضل منا ، فبناء على النتائج التي تحققت فنجد أن العراق ، قطر ، وعمان متواجدون في المرحلة الأخيرة من تصفيات المونديال ، بجانب ان منتخبات ، البحرين ، السعودية ، والإمارات لديها تخطيط وبناء مسبق محدد من خلاله مباريات تجريبية وتجمعات دورية ، على عكس الكويت فهناك تخبطات كثيرة .
وعن الاختيارات، أكد بأنها جيدة وكان يفترض على الجهاز الفني أن يشرك تلك المجموعة في بطولة غرب آسيا ومن قبلها البطولة العربية ، خاصة أن الأسماء أصبحت معروفة ومتشابهة منذ خليجي 19 بمسقط ، حتى الآن فالحماس غير موجود ولكن على الجهاز الفني اختيار الأصلح والأكفأ. وتمنى الرشدان أن يكون للكويت نصيب في إحدى بطاقتي التأهل خاصة أن البطاقة الأولى ستكون من نصيب السعودية.
وفي نفس السياق أبدى المدرب الوطني صالح العصفور عدم تفاؤله بتحقيق نتائج ايجابية في هذه البطولة خاصة بعد التراجع بمنافسات كأس آسيا الاخيرة بالدوحة ولكنه تراجع. وأشار إلى أن المعسكر المقام حالياً للمنتخب بأبوظبي فرصة للجهاز الفني واللاعبين لإعادة ترتيب الأوراق وأن يكون الوقت في صالحهم لتصحيح الأخطاء التي ظهرت خلال المباريات الثلاث التي خاضوها بغرب آسيا سواء أمام فلسطين أو عمان أو لبنان ، حيث وصف أداء الأزرق خلال تلك اللقاءات بالضعيف جداً.
وعن اختيارات الصربي جوران مدرب المنتخب قال العصفور : ربما نتفق او نختلف على لاعب أو اثنين أو حارس مرمى وهو ما جعل الأمر يدعو إلى الاستغراب والتردد ، كما وصف العصفور لقاءات المجموعة الثانية بالصعبة جدا ، متمنياً أن يكون التأهل للدور قبل النهائي من نصيب الكويت خاصة وأن المباراة الأولى أمام اليمن ستحدد مؤشرات مستوى المنتخب وفرصه في الوصول للدور التالي.
واتفق معه المدرب الوطني راشد بديح الذي أكد أن الخسارة في غرب آسيا وعدم التأهل يفترض في علم التدريب أن يتم الاستفادة منها بشكل صحيح خاصة وأن الجميع يعلم سواء الجهاز الفني أو اللاعبين تلك الاخطاء ، وقال بديح: الخلل موجود ومعروف بكل الخطوط وليس على مستوى خط الدفاع فقط كما يعتقد البعض.
وأشار إلى أنه لم يكن هناك استقرار في التشكيل وطريقة الاداء الفني خلال الفترة السابقة ومن ثم فمن غير المقنع أن يلعب المدرب ثلاث سنوات بنفس الطريقة ويقوم بتغيير ذلك بين عشية وضحاها ، فلابد من الاعتراف أن منتخب الكويت الوطني لا يوجد لديه استقرار فني ، حيث كنا في السابق على علم بالتشكيلة التي ستخوض أي مواجهة على عكس الفترة الحالية ، كما بين أن الاختيارات متفق عليها إلى حد كبير على الرغم من الاختلاف السابق مع المدرب في عدم اختياره لعلي مقصيد وحسين حاكم ولكن تمنى ان يكون اختيار المدرب للاعبين عن قناعة تامة دون التأثر بأي أراء خارجية ، حيث أن حاكم حل جزءا مهما من المشاكل الدفاعية على الرغم من أن مركز قلب الدفاع تعاني منه جميع الأندية والمنتخبات على مستوى العالم ، كما اكد بديح ان المنافسة ستكون محصورة بين ثلاثة منتخبات للتأهل للدور الثاني هي السعودية والعراق والكويت حيث أن اليمن سيكون الحلقة الأضعف إلا أن المنتخب اليمني يمكن أن يقلب الحسابات ولكن في النهاية تصب الترشيحات النهائية في صالح المنتخبين السعودي والعراقي ، وتمنى بديح أن يعي مدرب الكويت الدرس القاسي من غرب آسيا وأن يوجد الحلول التى يستطيع من خلالها التأهل إلى المربع الذهبي ومن ثم المباراة النهائية.
من جانبه أكد شيخ المدربين صالح زكريا أن منافسات خليجي 21 ستكون صعبة ولا يوجد شيء سهل في كرة القدم ، مشيراً إلى أن نتائج منتخب الكويت الوطني غير جيدة أو مبشرة بالمرة ، ورفض زكريا ترشيح الكويت للتأهل كمرشح أول ، وقال : العراق والسعودية هما الأكثر حظوظاً إلى جانب المنتخب البحريني صاحب الأرض ومن ثم نستطيع القول أن الكرة الآن أصبحت بين أقدام اللاعبين فهم الأقدر بإرادتهم وتحقيق نتائج جيدة تمنحهم الأفضلية ، وأن يقدموا شيئاً مغايراً عن ما قدموه في غرب آسيا للبقاء على قدر المنافسة ، فمن وجهة نظري الخاصة المنتخب الذي يخوض منافسات كأس الخليج لابد وأن يكون على استعداد جيد سواء من الناحية الفنية والبدنية ، وبالتالي فإذا حقق اللاعبون تلك الأمور ستكون هناك بالحتم نتائج ايجابية.
وأشار زكريا إلى أن الجهاز الفني للمنتخب قد ضم اللاعبين الأوفر حظاً للتشكيلة خاصة عبد الهادي خميس مهاجم الكويت ومحمد فريح مدافع العربي ، وأتمنى أن يصنع هؤلاء اللاعبون الفارق خلال كأس الخليج حيث كان يفترض أن يتم ضمهم ومنحهم الفرصة منذ وقت بعيد وليس خلال منافسات غرب آسيا والخليج فقط.
كما أكد أحمد بو رحمة المحاضر بالاتحاد الآسيوي لكرة القدم أن منتخب الكويت لا يوجد لديه حافز قوي للفوز بالبطولة ، مشيراً إلى أن اختيارات المدرب جوران لم تشهد جديدا حيث إن معظم اللاعبين قد شاركوا بمنافسات غرب آسيا والبطولات السابقة ، وهم نفس الوجوه مع تقديرنا واحترامنا لهم ولكن في النهاية لأبد من ضخ دماء جديدة كحال المنتخبات الاخرى التي شهدت عملية إحلال وتجديد من جانب أجهزتها الفنية وضمت وجوها جديدة ستكون علامة فارقة بالبطولة إلا أن منتخب الكويت بات مكشوفاً للجميع ، فالمنتخب حتى الآن لم يتوصل إلى مباريات ودية خلال معسكره بالإمارات وبالتالي فإن المعسكر لم يكن على قدر الاستعداد الأمثل للمنافسة ، وطالب بورحمة اتحاد الكرة بضرورة استقدام مدرب جيد يتابع المنتخب خلال منافسات الخليج على أن يتسلم المهمة بعد انتهائها مباشرة استعداداً لتصفيات التأهل لكأس أمم آسيا وذلك بعدما قضى جوران أربع سنوات ولم يعد لديه الجديد وعن ترشيحاته للتأهل عن المجموعة أكد بو رحمة أن المنتخبين السعودي والعراقي هما الاكثر حظوظاً وفقاً لمعطيات استعداداتهما للبطولة.