كويت نيوز: تشكل زيارة سمو رئيس مجلس الوزراء الشيخ جابر مبارك الحمد الصباح رئيس مجلس الوزراء الى جمهورية ألمانيا الاتحادية الصديقة التي تبدأ رسميا غدا الجمعة تتويجا للعلاقات الثنائية المتكاملة بين البلدين الصديقين والتي تعود الى نصف قرن.
ومن المقرر أن يلتقي سمو رئيس مجلس الوزراء خلال الزيارة المستشارة الألمانية آنجيلا ميركل لاجراء محادثات حول العلاقات الثنائية لاسيما الاقتصادية فضلا عن التطورات في المنطقة.
وتعود انطلاقة العلاقات الدبلوماسية رسميا بين البلدين الى عام 1964 الذي مثل بداية تطور واسع وكبير بمختلف الجوانب الاقتصادية والسياسية والثقافية والسياحية لتتعزز هذه العلاقة إثر الموقف الذي اتخذته ألمانيا ضد الغزو العراقي للكويت عام 1990 حين شجبت العدوان وناصرت الحق الكويتي في شتى المحافل الدولية.
وآنذاك أرسلت ألمانيا كتيبة الى شمال الخليج العربي لتنفيذ عمليات إزالة الالغام بغية تمكين السفن من الوصول إلى ساحل دولة الكويت كما ساهمت بمبلغ 9ر16 مليار مارك ألماني خصصت ثلاثة مليارات منها لتوفير الامدادات العسكرية لحلف شمال الاطلسي وقوات التحالف الدولي.
وعلى الجانب الاقتصادي تعد الكويت من أوائل وأهم الدول العربية المستثمرة في ألمانيا حيث تملك ممثلة بالهيئة العامة للاستثمار عدة حصص في شركات ألمانية أهمها شركة (دايملر.بنز) حيث استحوذت على ما نسبته 12 في المئة من أسهم مجموعة (دايملر) ككل المتخصصة بصناعة السيارات لتكون أكبر مساهم خارجي فيها.
وعلاوة على ذلك لدى دولة الكويت استثمارات أيضا من خلال شركة البترول الكويتية القابضة للكيماويات في الولايات الألمانية الجديدة التي كانت تتبع ألمانيا الشرقية سابقا.
كما تم توقيع اتفاقيات عدة لتشجيع وتطوير العلاقات الاقتصادية بين الجانبين ففي عام 1987 وقع البلدان اتفاقية تفادي الضريبة المزدوجة وفي عام 1997 وقعا اتفاقية تشجيع الاستثمارات بينهما وحمايتها.
وفي عام 2012 بلغ حجم الصادرات الألمانية الى الكويت 4ر1 مليار دولار لتكون رابع أكبر مصدر للبلاد ذلك العام كما قامت الكويت العام الماضي بشراء سلع وأجهزة من ألمانيا بقيمة 2ر1 مليار يورو توزعت معظمها على قطاعات الدولة.
وعلى صعيد العلاقات الثنائية وتبادل الزيارات قام سمو أمير البلاد الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح بزيارة تاريخية الى ألمانيا عام 2010 تم خلالها التوقيع على مذكرة تفاهم حول التعاون الثنائي بين البلدين وعلى بروتوكول بتعديل مذكرة التفاهم المبرمة بين وزارة التعليم العالي الكويتية والمركز الألماني لخدمات التبادل الأكاديمي.
وشهدت تلك الزيارة التاريخية أيضا التوقيع على اتفاقية بين الهيئة العامة للتعليم التطبيقي والتدريب والمؤسسة الألمانية للتعاون الفني (جي.تي.زد) للتعاون التكنولوجي والعلمي وذلك في مجال إيفاد خبراء من هذه المؤسسة إلى الهيئة العامة للتعليم التطبيقي والتدريب في الكويت.
كما تم تقليد سمو أمير البلاد وسام الاستحقاق الرئاسي لجمهورية ألمانيا من قبل الرئيس الألماني هورست كويلر تقديرا لدور سموه البارز في توسيع آفاق التعاون وتعزيز العلاقات الثنائية بين البلدين في مختلف المجالات.
وفي عام 2012 قام وزير الخارجية الألماني غيدو فيسترفيلله بزيارة رسمية الى دولة الكويت عقد خلالها مباحثات رسمية مع نظيره الكويتي الشيخ صباح خالد الحمد الصباح.
وفي شهر مايو من العام ذاته قام رئيس مجلس الوزراء بالإنابة ووزير الخارجية الشيخ صباح الخالد بزيارة الى ألمانيا بمناسبة مرور 50 عاما على إقامة العلاقات الدبلوماسية بين البلدين.
وعلى الصعيد الصحي تعد ألمانيا من الوجهات الأولى لدى الخليجيين عموما والكويتيين خصوصا في السياحة العلاجية وجاءت دول مجلس التعاون الخليجي في المركز الأول بين مناطق القدوم الرئيسية الى ألمانيا حيث شهد عام 2011 علاج نحو خمسة آلاف مريض خليجي.
وفضلا عن ذلك ثمة تنسيق كويتي جار مع تسعة مستشفيات ألمانية تصنف بأنها السباقة في مجال عملها على الصعيد الدولي من أجل تمكين المريض الكويتي من التوجه إليها وتلقي العلاج فيها.
وفي مجال التعليم شهد عام 2009 اتفاق البلدين على إيفاد الطلبة الكويتيين إلى الجامعات الألمانية في شتى التخصصات أبرزها الطب والهندسة كما تم في العام ذاته اعتبار مدرسة الكويت الإنجليزية (بي.اس.كي) أول مدرسة في الخليج تنضم إلى مبادرة المدارس (شركاء المستقبل) التي تهدف الى بناء شبكة عالمية من 1000 مدرسة شريكة لجذب اهتمام الشباب وتعريفهم بألمانيا.
وتشهد ألمانيا حركة سياحية نشطة من قبل المواطنين الكويتيين إذ تحتل المرتبة الثانية في دائرة اهتمامات السائح الكويتي وفي عام 2009 احتل السياح الكويتيون المرتبة الثانية بعد السائح السعودي و شكلوا نسبة 25 في المئة من إجمالي 770 ألف ليلة قضاها السياح الخليجيون في ألمانيا.
في موازاة ذلك تسعى الكويت وألمانيا إلى تذليل المعوقات وتسهيل إجراءات السفر وتأشيرة الدخول بينهما بما يخدم مصالح الحركة السياحية.
ومن المقرر أن يشارك سمو رئيس مجلس الوزراء اليوم ممثلا سمو أمير البلاد الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح في احتفالات تقيمها مجموعة (دايملر) بمناسبة مرور 40 عاما على التعاون المشترك بين المجموعة والكويت قبل التوجه غدا الى (برلين) حيث سيجري سموه مشاورات مع المستشارة ميركل.
وأعرب سمو رئيس الوزراء في تصريح بهذه المناسبة لدى وصوله مطار (شتوتغارت) الليلة الماضية عن سعادته بالمستوى المتميز الذي وصلت اليه علاقات التعاون الاقتصادي بين البلدين الصديقين مشيرا الى ان استثمارات الهيئة العامة للاستثمار في ألمانيا تضاعفت ثلاث مرات خلال السنوات العشر الماضية وبلغت حوالي 14 مليار يورو.
وقال سموه ان الهيئة العامة للاستثمار ترتبط بعلاقات وثيقة مع شركة (دايملر) تمتد لأكثر من 40 عاما اضافة الى علاقاتها الوطيدة مع الكثير من بنوك وشركات ألمانيا الاتحادية التي يعد اقتصادها الأكبر في أوروبا.
وذكر أن تزايد استثمارات القطاع الخاص الكويتي في شركة (دايملر) والعديد من الشركات الالمانية الأخرى ساهم في دور بارز بتعزيز العلاقات بين البلدين مشيرا إلى أهمية مشاركة دولة الكويت في احتفال هذه الشركة العريقة بذكرى تأسيسها.