واصل جيش الاحتلال الاسرائيلي اليوم عدوانه على قطاع غزة موقعا المزيد من الشهداء والجرحى والدمار في منازل المواطنين والمرافق العامة.
وتعرضت مختلف المناطق والمدن والبلدات في القطاع لغارات جوية وعمليات قصف مدفعي واخرى من زوارق الحرب التي تبحر على نحو متواصل قبالة هذه المنطقة المحاصرة منذ عدة سنوات.
واعلنت مصادر طبية فلسطينية في مدينة غزة ‘ان هذا العدوان المتواصل الذي يوشك على انهاء اسبوعه السابع ادى الى سقوط 2095 شهيدا واصابة نحو 10550 من ابناء الشعب الفلسطيني.
ويأتي هذا في وقت لا يبدو ان وقفا لاطلاق النار يمكن ان يحدث في القطاع باستثناء ما تردد من انباء عن مساع اوروبية لاصدار قرار من مجلس الامن الدولي يلزم الطرفين الفلسطيني والاسرائيلي بوقف اطلاق النار.
وقالت المصادر في تصريحات صحفية ان خمسة مواطنين من بينهم سيدة استشهدوا فيما اصيب خمسة آخرون بجراح في غارات جوية متتالية استهدفت منزلا في بلدة الزوايدة وسط القطاع.
واكدت محطات اذاعة فلسطينية ان طائرات حربية اسرائيلية اغارت بعد منتصف الليلة الماضية على مسجد (خليل الرحمن) في بلدة عبسان شرق خان يونس جنوب قطاع غزة ودمرته.
جاء هذا في وقت واصلت طائرات الحرب الاسرائيلية غاراتها الجوية العنيفة التي اطلقت خلالها عددا كبيرا من الصواريخ استهدفت في كثير من الاحيان اراضي زراعية واخرى خالية من مناطق مختلفة من القطاع.
وقالت المحطات ان طيران العدو الاسرائيلي استهدف صباح اليوم خمسة منازل في حي الزيتون جنوب مدينة غزة بقنابل برميلية شديدة الانفجار وصواريخ تسببت في اصابة عدد كبير من الفلسطينيين والحقت بالمنازل اضرارا كبيرة.
واشارت الى عدم وقف طائرات الاحتلال النفاثة والاستطلاعية تحليقها المكثف في سماء القطاع والذي شهد يوم امس غارات مكثفة استهدفت احداها منزلا في حي الصبرة بمدينة غزة والذي اصيب نحو 40 مواطنا من سكانه.
وعمدت طائرات الاحتلال الى استهداف ارض زراعية في مختلف انحاء القطاع وبالقرب من مسجد الايمان في المغراقة جنوب غزة وخلف الحي السعودي غرب مدينة رفح التي تعرضت لاكثر من غارة مما خلف الكثير من الدمار في الممتلكات.
وفي ساعات الفجر الاولى اطلقت طائرة استطلاع صاروخين نحو منزل لعائلة العبادلة في بلدة القرارة جنوب القطاع ادى انفجارهما الى اصابة ثلاثة من سكانه بجراح.
كما قصفت هذه الطائرات فجرا مبنى تابعا لبلدية القرارة والمركز الثقافي التابع لها بالصواريخ ما اسفر عن تدميره واشتعال النيران فيه.
وفي مدينة غزة استهدفت غارة نفذت فجر اليوم محيط مسجد السوسي الذي قصف سابقا ما تسبب في تضرر عدة منازل دون الاعلان عن وقوع اصابات بالاضافة الى استهداف مسجد (العائدون) في حي الشجاعية شرق المدينة ومحيط مسجد (الفاروق) بحي الزيتون الامر الذي تسبب في اضرار كبيرة بمنازل المواطنين القريبة منهما.
من جهتها اكدت حركة المقاومة الاسلامية (حماس) في بيان لها ان استمرار قصف البلدات والمدن في قطاع غزة يؤكد فشل اسرائيل في النيل من كتائب القسام الجناح العسكري للحركة.
جاء هذا بعد اعتراف اسرائيل يوم امس بمصرع اثنين من مواطنيها جراء سقوط صواريخ فلسطينية على بلدات في منطقة (النقب) تسببت كذلك في اصابة عدد كبير من الاسرائيليين بجراح.
وهدد رئيس الحكومة الاسرائيلية بنيامين نتنياهو الفصائل في غزة بعد مقتل الاسرائيليين بدفع الثمن باهظا جراء استمرارها في اطلاق الصواريخ.
واعتبر المتحدث باسم حركة (حماس) سامي ابو زهري ‘ان استمرار ضربات المقاومة الفلسطينية القوية دليل على ان نشوة الاحتلال بقتل قادة القسام لم ولن تفلح في توفير الامن للاسرائيليين’.
واكد ابو زهرى ‘ان المقاومة الفلسطينية اثبتت يوما بعد يوم وعبر استمرار هجماتها الصاروخية قدرتها على شل الحياة الاسرائيلية’.
من جهته اعلن نائب رئيس المكتب السياسي ل(حماس) موسى ابو مرزوق ‘ان حماس وقعت على الورقة التي طلب الرئيس الفلسطيني محمود عباس موافقة الفصائل عليها بهدف انضمام السلطة الى ميثاق روما’.
واكد ابو مرزوق في مدونته على صفحة (الفيس بوك) الليلة الماضية ‘ان الحركة وقعت على الورقة التي اشترط الرئيس ابو مازن موافقة الفصائل عليها قبل ذهابه للتوقيع على ميثاق روما الممهد لعضوية فلسطين في محكمة الجنايات الدولية’.
وجاء اعلان ابو مرزوق هذا بعد وقت قليل من الاعلان عن اتفاق بين الرئيس محمود عباس ورئيس المكتب السياسي ل(حماس) خالد مشعل للطلب من منظمة الامم المتحدة اصدار قرار يحدد سقفا زمنيا لانهاء الاحتلال الاسرائيلي واقامة دولة فلسطين المستقلة وفق حدود 1967 وعاصمتها القدس الشرقية.
كما اتفق كل من الرئيس عباس ومشعل على ‘حكومة الوحدة الوطنية وهي الممثل لكافة الشعب الفلسطيني والراعية لمصالحه’.
من جهته اعلن جيش الاحتلال الاسرائيلي صباح اليوم ‘ان الفصائل الفلسطينية اطلقت يوم امس الجمعة اكثر من 130 صاروخا وقذيفة هاون نحو مدن وبلدات عدة في اسرائيل’.
وهدد المتحدث بلسان الجيش البريجادير جنرال موتي الموز في تصريحات ادلى بها للاذاعة الاسرائيلية العامة ب’ان قوات الطيران الحربي الاسرائيلي ستصعد هجماتها المختلفة خلال الساعات القادمة’.
وقال ألموز ‘ان الجيش هاجم يوم امس 35 هدفا في مختلف انحاء قطاع غزة’ مشيرا الى ‘ان يوم امس شهد مقتل اسرائيليين جراء اطلاق قذائف هاون وصواريخ اصابت بلدة (شاعر هنيغب) ومدينة (اسدود).
ودعا في تصريحاته الفلسطينيين في قطاع غزة والذين يقطنون وفق قوله الى جانب مواقع فيها اسلحة للفصائل المسلحة الى ترك منازلهم فورا.
وكان رئيس الحكومة الاسرائيلية بنيامين نتنياهو صادق يوم الخميس الماضي على طلب الجيش الاسرائيلي استدعاء عشرة الاف جندي وضابط من قوات الاحتياط فيما بدا انه تأكيد على تصعيد الحرب على قطاع غزة.
ومن جانب آخر وقعت حماس تعهدا بدعم المساعي الفلسطينية للانضمام للمحكمة الجنائية الدولية، حسبما قال مسؤولان كبيران في الحركة.
وقد تعرض هذه الخطوة كلا من اسرائيل وحماس للتحقيق أمام المحكمة الجنائية الدولية.
ويبحث الرئيس الفلسطيني محمود عباس منذ شهور الانضمام للمحكمة الجنائية الدولية، وهو اجراء قد يحول علاقته مع اسرائيل من علاقة متوترة الى علاقة عدائية وقد يؤدي ايضا الى توتر العلاقات مع الولايات المتحدة.
ويزيل قرار حماس بتوقيع وثيقة تأييد للانضمام للمحكمة الجنائية الدولية عقبة رئيسية، على الرغم من انه لم يتضح ما اذا كان عباس قرر المضي قدما في الامر.
وكان عباس قال إنه لن يشرع في الامر دون الحصول على دعم كتابي من جميع الفصائل الفلسطينية. وفي الشهر الماضي حصل على هذا الدعم من جميع الفصائل في منظمة التحرير الفلسطينية.
ومنذ بدء الهجمات الاسرائيلية على غزة في الثامن من يوليو/تموز 2090 فلسطينيا، من بينهم نحو 500 طفل وشرد اكثر من مئة ألف من اهل غزة، حسبما قالت الامم المتحدة ومسؤولون فلسطينيون.
وفي الفترة ذاتها، اطلق مسلحون فلسطينيون اكثر من 3800 صاروخ وقذيفة هاون على اسرائيل، بينما شنت اسرائيل خمسة آلاف هجمة جوية على غزة، حسبما قال الجيش الاسرائيلي.
ويقول مسؤولون فلسطينيون إن ثلاثة ارباع القتلى في غزة من المدنيين.
يواجه عباس ضغوطا داخلية لتذليل العقبات امام احتمال محاكمة اسرائيل بشأن جرائم حرب
ومنذ بدء العمليات الاسرائيلية في غزة يواجه عباس ضغوطا داخلية لتذليل العقبات امام احتمال محاكمة اسرائيل بشأن جرائم حرب.
وإذا تقدم عباس للانضمام للمحكمة الجنائية الدولية، سيكون هناك امكانية للتحقيق مع حماس بشأن اطلاق الصواريخ على اسرائيل منذ عام 2000. وقد يجري التحقيق مع اسرائيل بشأن العمليات الحالية في غزة وبناء المستوطنات على مدى مدى عقود على الاراضي المحتلة.
اترك تعليقاً