أثارت تصريحات القيادي السلفي المصري ياسر برهامي، حول الشريعة الإسلامية في الدستور الجديد ومطالبته بعزل شيخ الأزهر أحمد الطيب ردود فعل غاضبة بين أساتذة ومشايخ الأزهر.
وقال مستشار شيخ الأزهر الدكتور محمود عزب لـ”سكاي نيوز عربية” إن لجنة علماء الأزهر تعد بيانا للرد على تصريحات برهامي.
وفي تصريحات إعلامية قال الأستاذ بجامعة الأزهر ورئيس نادى تدريس الأزهر الدكتور محمد حسين عويضة إن الطيب “رجل صالح” وقد “ستر” مصر خلال أزمات عديدة عصفت بها بعد ثورة 25 يناير 2011.
واعتبر أن الطيب هو “الأبرز والأفضل منذ ثورة 1952 وحتى الآن، وهو الذى يطفئ حرائق منذ قيام ثورة 25 يناير لو تركها لاحترقت مصر، وذلك بقيامه على الوساطة بين القوى السياسية للتوافق بين بعضها البعض”.
وتساءل في تصريحات نشرتها جريدة اليوم السابع: “لماذا يصر برهامي وجماعته على الحديث كل فترة عن شيخ الأزهر؟ هل يوجد في مصر من هو أفضل من الطيب لتولي منصب شيخ الأزهر؟”.
وأعرب عويضة عن دهشته مما أسماه بنوع من “الإسلام الذي لم نره من قبل لا في السنة ولا في القرآن”، مضيفا أن “الكارهين لشيخ الأزهر هم كارهون لوسطيته ويسعون لإقرار إسلامهم الذي لا نعرفه عن طريق إزاحة الطيب من منصبه”.
وأضاف: “الدستور عمل بشري لا بد أن يعتريه النقص، ولا يوجد عمل بشري كامل ولا يوجد شخصان الآن يتفقان على رأي واحد”.
من جانبه اعتبر رئيس الجمعية الشرعية الدكتور محمد مختار المهدي أن مسألة عزل شيخ الأزهر “غير واردة الآن”.
وأظهر استغرابه من إثارة الأمر برمته، مؤكدا أن “المختص بعزل الطيب هو هيئة كبار العلماء، وذلك في حالة تراجع شيخ الأزهر عما هو معلوم من الدين بالضرورة أو الإخلال بمكانة شيخ الأزهر وهو الأمر الذي لم يحدث حتى الآن”.
ومن جانبها، اتهمت الكنائس برهامي بـ”الغش والتدليس وارتكاب جريمة تستوجب المحاكمة”، حسبما نشرته صحيفة “الوطن”.
وقال رئيس الطائفة الإنجيلية وممثلها المنسحب من اللجنة التأسيسية للدستور الدكتور صفوت البياضي، إن “تصريحات برهامي كافيه للكشف عن وجه من يتمسح في الدين لخداع الناس، والغش والتدليس جريمة تستوجب محاكمته”.
وأضاف أن “ما قاله يمثل اعترافا صريحا بارتكابها، وبالتالي فكل ما بُني على باطل فهو باطل، والدستور الذي بني علي غش وتدليس وخداع باطل، وإن صوت بالموافقة عليه 100% من المصريين”.
وطالب البياض برهامي بأن يسحب كلماته ويعتذر عنها.
وأضاف أنه يعترف بالدستور الجديد لأنه يحتكم للشعب، وطالما أن الأغلبية أيدت الدستور، فهو يوافق عليه وفقا لمبادئ الديمقراطية، لكنه تابع مؤكدا: “سنظل رافضين للدستور، والمعارضة جرس يدق للنظام الحاكم حتي يستقيم ويسير المجتمع وفقا للمبادئ والأخلاق”.
ورفضت الكنيسة الأرثوذوكسية التعليق، مؤكدة أنها “مؤسسة روحية لا تحب سياسه الهجوم حتي تمر الأمور بسلام” حسب الجريدة ذاتها، كما رفض المتحدث الرسمي باسم الكنيسة الكاثوليكية الأب رفيق جريش التعقيب علي تصريحات برهامي مكتفياً بالتأكيد على أنه “لن ينزلق ويرد عليه لأن ما قاله لا يستحق أي رد” حسب تعبيره.