انطلقت مظاهرات حاشدة في مختلف المدن الأردنية عقب صلاة الجمعة، للاحتجاج على رفع أسعار الوقود والمطالبة بالإصلاح السياسي، فيما أطلق عليه “جمعة الغضب”.
وقال مراسلنا في العاصمة عمان إن المظاهرات التي دعت إليها قوى المعارضة وإبرزها حركة الإخوان المسلمين تركزت حول المسجد الحسيني وسط العاصمة، فيما وصلت أيضا حشود موالية للحكومة قرب ذات المكان.
وذكر مراسلنا في إربد شمال البلاد، إن متظاهرين قاطعوا خطبة الجمعة في المسجد الرئيسي بالمدينة، وتعالت الهتافات المناوئة للحكومة، فيما وصلت تعزيزات أمنية وسط العاصمة لتطويق المظاهرات.
وفجر قرار رفع الدعم عن الوقود الذي بدأ تنفيذه الأربعاء بعد أن أرجيء مرارا احتجاجات متفرقة في المملكة. ووقعت اشتباكات في قلب العاصمة الأردنية بعد أن فرقت شرطة مكافحة الشغب مئات الشبان الغاضبين الذين احتشدوا في تقاطع مروري رئيسي.
وكان ارتفاع الأسعار الناجم عن خفض الدعم عن الوقود والسلع الغذائية من أسباب الاستياء الرئيسية في احتجاجات الربيع العربي التي اجتاحت شمال إفريقيا والشرق الأوسط العام الماضي.
وأحجمت الحكومة الأردنية -التي تتذكر الغضب العام الذي تفجر في اشتباكات في الشوارع في جنوب المملكة الذي يشعر بالحرمان بعد زيادة الأسعار عامي 1989 و1996- عن زيادة أسعار الوقود.
وتزود مصر الأردن بأكثر من 80 في المئة من احتياجاته من الغاز غير أن المملكة تواجه صعوبة في توفير إمدادات غاز بديلة لتلبية الاحتياجات لإنتاج الكهرباء بعد الهجمات المستمرة على خطوط الغاز المصرية في 2011.
وبلغ العجز المتصاعد في الميزانية ثلاثة مليارات دولار أي 11 في المئة من اجمالي الناتج المحلي.
وقال مسؤولون إن المملكة العربية السعودية التي أعطت الأردن العام الماضي 1.4 مليار دولار أموالا سائلة لمساعدته على تفادي الانهيار الاقتصادي لم تبد استعدادا لتكرار هذه اللفتة مما زاد من الضغط لتحرك سريع.
وقال رئيس الوزراء الأردني عبد الله النسور في مقابلة مع التلفزيون الحكومي “لو تأجلت هذه الخطوة لواجهنا كارثة وإفلاسا.”
وصرح بأن خفض الدعم وتوجيه الأموال إلى الأسر الفقيرة كان ضروريا لكسب تأييد المانحين وتمويل صندوق النقد الدولي. ولم يكشف عن الرقم الذي سينجح خفض الدعم في توفيره.
ويأمل الأردن أن يظهر خفض الدعم التزامه بالترشيد المالي ويساعده على كسب التأييد من صندوق النقد الدولي ومعونات غربية وعربية وأن يمكنه من اللجوء إلى أسواق رأس المال لإصدار سندات دولية.
ونجح الأردن وهو حليف وثيق للولايات المتحدة وله أطول حدود مشتركة مع إسرائيل في أن يتفادى حتى الآن الاضطرابات واسعة النطاق التي شهدتها دول أخرى. وستكون الأيام المقبلة حاسمة في اختبار فرص استمرار هذا الهدوء النسبي.
اترك تعليقاً