قبل عشرة أيام من انتخابات رئاسية تعد بالغة الأهمية لمستقبل أوكرانيا، هددت الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي بجعل الاقتصاد الروسي “ينزف” في حال عمدت موسكو إلى عرقلة الاستحقاق الانتخابي. وتزامنت التهديدات الغربية مع تزايد المواجهات في شرق البلاد بين الجيش الأوكراني والانفصاليين المسلحين بعد حوالي شهر على إطلاق عملية “لمكافحة الإرهاب”، تستهدف استعادة سيطرة كييف على المناطق الانفصالية.
من جهة أخرى، دخلت سفينة الاستطلاع الفرنسية دوبوي دو لوم الخميس إلى البحر الأسود لتعزيز التواجد الدولي في المنطقة في إطار تفاقم التوتر في أوكرانيا، كما أعلن مصدر دبلوماسي. وترمي السفينة الفرنسية إلى جمع معطيات واتصالات مصدرها “منطقة معادية”. وترسو حالياً في مرفأ فارنا شرق بلغاريا على ضفاف البحر الأسود، كما أعلنت وكالة بي جي أن أي أس.
ويواصل الانفصاليون توسيع سيطرتهم كما حصل في “إنتراتسيت” في منطقة لوغانسك، حيث سيطر الانفصاليون على مبنى بلدية أحد الأحياء الخميس. وأعلن المصرف المركزي الأوكراني الخميس إقفال فرعه في منطقة دونيتسك وإخلاء الموظفين بعد تهديدات من انفصاليين طالبوا بالأموال.
“استخدام المشرط بدل المطرقة”
أما في لندن حيث اجتمع وزراء خارجية الولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا وألمانيا وإيطاليا، فقال مسؤول أميركي طلب عدم الكشف عن اسمه إن الهدف من سلسلة العقوبات الأولى كان “استخدام المشرط بدلاً من المطرقة”، في إشارة إلى إلحاق أضرار محددة.
وأضاف المسؤول “توجد الكثير من الأمور التي يمكن أن نقوم بها بالمشرط لإحداث نزيف سيكون له بشكل خاص تأثير قوي على الاقتصاد الروسي، ونمو روسيا المستقبلي”. وأشار إلى أن الدول الأوروبية أصبحت مقتنعة أكثر بالقدرة على الوصول لذلك، خاصة أن للاقتصاد الروسي “الكثير من مواضع الضعف”.
من جهته، حذر وزير الخارجية الأميركي جون كيري أنه “في حال عمدت روسيا ووكلاؤها إلى عرقلة الانتخابات، فإن الولايات المتحدة ودول الاتحاد الأوروبي الممثلة اليوم ستفرض عقوبات محددة على قطاعات معينة”. وتابع “رسالتنا بسيطة جداً: دعوا أوكرانيا تنتخب. دعوا الشعب الأوكراني يختار مستقبله”.
وأشار كيري إلى أن كييف تعمل على تنظيم جلسة حوار ثانية في شرق أوكرانيا في الأيام المقبلة.
ووفق مسؤول في الخارجية الأميركية فإنه من المفترض عقد جلسة الحوار الثانية الاثنين برغم عدم تحديد المكان حتى الآن، و”من الممكن أن تشارك أي شخصية سياسية أو منظمة غير حكومية، والشرط الوحيد هو أن تنبذ العنف”.