نقلت وكالة رويترز عن معارضين سوريين ومصادر فلسطينية قولها إن الأمين العام للجبهة الشعبية لتحرير فلسطين – القيادة العامة، أحمد جبريل المؤيد للرئيس السوري بشار الأسد غادر منطقة اليرموك بالعاصمة السورية، حيث مقر تنظيمه، بعد 12 يوماً من الاشتباكات التي أوقعت عشرات القتلى.

وأضافوا أن جبريل غادر مخيم اليرموك مع ابنه متوجهاً إلى مدينة طرطوس المطلة على البحر المتوسط، وهي معقل للأقلية العلوية التي ينتمي إليها الأسد.

وجاءت هذه الخطوة بعد قتال عنيف تمكنت فيه قوات من المعارضة السورية بالتعاون مع كتيبة من المقاتلين الفلسطينيين تعرف باسم “لواء العاصفة” من السيطرة على أرض في اليرموك الذي يقيم فيه آلاف من اللاجئين الفلسطينيين.

ونقل التلفزيون السوري الحكومي عن مصدر بالجبهة الشعبية-القيادة العامة نفيه أنباء عن سيطرة المعارضة السورية على مخيم اليرموك، لكنه لم يقدم أي تفاصيل.

وقالت مصادر معارضة وفلسطينية إن عدداً من الانشقاقات “النوعية” وقع في صفوف الجبهة أثناء القتال.

غير أن اللجان الشعبية الفلسطينية في مخيم اليرموك اتهمت، وفقاً لوكالة الأنباء السورية “سانا”، وسائل الإعلام التي تحدثت عن سقوط مخيم اليرموك في يد “الإرهابيين بأنها أحد أذرع الإرهاب ووسائله وجزء من غرفة عمليات الإرهاب الدولي الموجه ضد سوريا والشعب الفلسطيني”، ووصفت تلك الوسائل بأنها “مشبوهة”.

وجددت اللجان، وفقاً لبيان نقلته “سانا”، تأكيدها أنها ستتصدى “بحزم لكل المحاولات الإرهابية الرامية إلى زج الفلسطينيين بالأزمة في سوريا وتهجيرهم وتشتيتهم في المنافي البعيدة”.

وأشارت اللجان إلى أنه “تزامناً مع تصاعد الهجمات الإرهابية المسلحة، وبشكل خاص ضد المدنيين في سوريا قامت المجموعات الإرهابية المسلحة بتحشيد عناصرها في منطقتي الحجر الأسود ويلدا باتجاه مخيم اليرموك على محوري شارع الثلاثين والعروبة وبدأت بممارسة أعمال القنص والقصف ضد الفلسطينيين في مخيم اليرموك ما أدى إلى سقوط عدد من الشهداء والجرحى بعد فشلها في دفع الفلسطينيين نحو التورط بالأزمة في سورية”.

يشار إلى أن مخيم اليرموك، الذي يقع جنوبي العاصمة السورية، جزء من قوس يمتد من الشرق إلى الجنوب الشرقي لدمشق حيث تحاول القوات الحكومية منذ أسابيع صد قوات المعارضة المسلحة عند أبواب دمشق.

واحتفظت الجبهة بروابط قوية مع الأسد أثناء الانتفاضة التي مضى عليها 21 شهراً على عكس حركة حماس التي انسحب قادتها الذين كانوا يتخذون من دمشق مقراً لهم، ومن بينهم رئيس المكتب السياسي للحركة خالد مشعل، في هدوء من سوريا مع تزايد قوة دفع الانتفاضة ضد الرئيس السوري.

جدير بالذكر أن أنباء كانت قد انتشرت الأسبوع الماضي تفيد بأن أحمد جبريل وعائلته غادروا سوريا إلى إيران، غير أن القيادة العامة نفت ذلك وقالت أن الأنباء التي نقلت بشأن هذا الموضوع “عارية عن الصحة”.

وحينها، نفى عضو المكتب السياسي للجبهة الشعبية القيادة العامة ومسؤولها في دولة فلسطين، حسام عرفات، في بيان صحفي هذه الأنباء معتبراً أنها “تندرج في سياق الحرب النفسية التي تشنها القوى الغربية وامتداداتها في المنطقة العربية التي تسعى إلى تدمير سوريا عبر كل الوسائل العسكرية والأمنية والسياسية والإعلامية والنفسية”.

كما نفى المسؤول في الجبهة “ترحيل مقاتلي الجبهة الشعبية-القيادة العامة وعائلاتهم من سوريا ولبنان إلى العراق بالاتفاق مع حكومة نوري المالكي”، بحسب ما نقلت وكالة “آكي” الإيطالية للأنباء.

وأضاف عرفات أن “أبناء الجبهة الشعبية القيادة العامة في سوريا ولبنان هم جزء من النسيج الاجتماعي في هذين البلدين ولا يوجد أي سبب يستدعي مغادرتهم للأماكن التي امضوا فيها زهرة أعمارهم وتاريخهم الكفاحي كله”.

وأكد المسؤول أن “جبريل وعائلته وأبناءه ما زالوا موجودين في سوريا، وكذلك قيادة الجبهة كلها من مكتبها السياسي ولجنتها المركزية، ولم يغادروا إلى أي مكان، وهم يعملون مع باقي الأطراف الحريصة على تجنيب سوريا الدخول في المسار الذي يريده أعداؤها ووقف شلال الدم المؤسف الذي يسيل يوميا في هذا البلد العزيز”.


اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *