فرض المنتخب السوري التعادل على نظيره العراقي (1-1) في اللقاء الذي جمعهما مساء الخميس على ملعب علي صباح السالم ضمن لقاءات المجموعة الثالثة لبطولة غرب آسيا السابعة بكرة القدم التي تدور رحاها في الكويت بمشاركة (11) منتخبا.
وتقدم المنتخب العراقي بهدف السبق بالدقيقة (11) سجله مدافع المنتخب السوري عبد الناصر حسن بالخطأ في مرماه وأحرز هدف التعادل لسوريا أحمد الدواني بالدقيقة (47) من زمن الشوط الثاني.
وبهذا التعادل، فإن حسابات التأهل لم تحسم في المجموعة الثالثة، حيث رفع المنتخب العراقي رصيده إلى (4) نقاط من مباراتين وليحتفظ بالصدارة يليه المنتخب السوري بنقطة والمنتخب الأردني لا شيء إثر خسارته أمام العراق (0-1).
ويلتقي المنتخب الأردني مع نظيره السوري في ختام لقاءات الدور الأول للمجموعة الثالثة الأحد القادم في مباراة ستكون مهمة للغاية لتحديد هوية المتأهل كبطل للمجموعة، فيما سيبقى الصراح على المتأهل كأفضل ثالث بين المجموعات الثلاث قائما حتى نهاية كافة لقاءات الدور الأول.
رمى المنتخب العراقي بكامل ثقله نحو المواقع الأمامية بحثا عن هدف سريع يعزز فيه حظوظ التأهل ويبدد فيه طموح المنتخب السوري، لتشكل التحركات الفاعلة التي انتهجها عمار وخلدون ابراهيم ومثنى خالد وحمادي في منتصف الميدان ضغطا على مصعب بلحوس حارس مرمى منتخب سوريا.
وظهر دفاع المنتخب السوري هشا عندما تكشف في أكثر من مرة أمام أمجد راضي وأحمد ياسين وهذا الأخير شكل بتوغلاته من الجهة اليمنى مصدر قلق لدفاع سوريا الذي قاده أحمد الصالح وعبد الناصر حسن.
الضغط الهجومي العراقي كان لا بد أن يثمر مع مضي الوقت، ذلك أن المحاولات ارتكزت على تنويع الخيارات سواء من خلال التوغل عبر الأطراف أو العمق وهو ما أرهق لاعبو المنتخب السوري الذين ظهروا بأنهم بحاجة للمزيد من الجاهزية البدنية والفنية.
وفي الدقيقة (11) كان موعد الهدف العراقي، عندما نفذ أحمد ياسين ركلة ركنية حاول المهاجم أمجد راضي اسكانها في الشباك لكنها ارتدت أمام مدافع المنتخب السوري عبد الناصر حسن الذي “ارتبك” بمزاحمة لاعب العراق أحمد ابراهيم ليسكنها في شباك منتخبه بالخطأ.
الهدف استفز لاعبي المنتخب السوري الذين انطلقوا بهجمات سريعة بحثا عن تعديل النتيجة من خلال تواجد حسين جويد وجبان ومحمد الخلدوني ومحمود المواس الذين حاولوا الضغط على دفاع العراق الذي قاده أحمد ابراعيم وعلي بهجت وعلي عدنال وسامال، لكن الترسانة الدفاعية المتينة فضلا عن محدودية قدرات المنظومة الهجومية لمنتخب سوريا جعل مرمى جلال حسن حارس العراق بلا خطورة مؤثرة.
وهدأت الألعاب بعض الشيء، حيث ظهرت توجيهات مدرب العراق حكيم شاكر من لاعبيه بضرورة المحافظة على هدف التقدم من خلال اللعب بتركيز أعلى والعمل على امتصاص فورة المنتخب السوري للتعديل، وهو ما ساهم في انخفاض المؤشر الفني للمنتخبين إلى جانب انعدام الفرص التي انحصرت مع نهاية الشوط الأول بتسديدة خلدون ابراهيم القوية التي ارتدت من بلحوس لتسقط أمام حمادي لكنه تعامل مع الكرة بتسرع وهز الشباك من الخارج لينتهي الشوط الأول عراقيا (1-0).
ولم يطلق حكم اللقاء صافرة البداية للشوط الثاني، حتى كان المنتخب السوري يكثف طلعاته الهجومية باتجاه المرمى العراقي معتمدا على عنصر المباغتة لينجح بادراك هدف التعادل بالدقيقة (47) عندما هيأ المواس كرة نموذجية داخل منطقة الجزاء تلاعب فيها أحمد الدواني بالمدافعين وسدد من بين أقدامهم على يسار جلال حسن معلنا هدف التعادل.
الهدف أربك لاعبو المنتخب العراقي حيث ظهر بأنهم عانوا من حالة الشرود الذهني وبخاصة أن المنتخب السوري عاد وشكل الخطورة على مرمى جلال حسن حيث أطلق الخلدوني كرة قوية احتاجت لشيء من الدقة لتسكن شباك جلال.
ومع مضي الوقت كان المدربان يجريا سلسلة تبديلات بهدف تحقيق تطلعاتهم التكتيكية، لكن الحذر الذي طغى على تحركات اللاعبين بعد ذلك خشية تعرض شباك كل منهما لهدف جعل الألعاب تنحصر في منتصف الميدان مع أفضلية للمنتخب السوري الذي استعاد الثقة بعد إدراكه هدف التعديل.
ذلك الواقع فرض على مدرب العراق حكيم شاكر سحب مثنى خالد والدفع بأسامة رشيد بحثا عن تعزيز القدرات الهجومية للمنتخب العراقي، لكن الأخير عانى من سوء انتشار لاعبيه بالمناطق النموذجية وبطء شديد في عملية البناء الهجومي مما سهل مهمة دفاع المنتخب السوري في التعامل مع الأطماع العراقية.
وشهدت الدقيقة (83) فرصة خطيرة للمنتخب السوري عندما كاد أن يتكرر سيناريو هدف التعادل حيث وصلت الكرة للمهاجم أحمد الدوني في مواجهة حارس العراق حسن جلال لكنه سددها ضعيفة في أحضان الأخير فيما كان مهاجم العراق أمجد كلف يكرر ذات السيناريو ويضع الكرة بيد قبضتي مصعب بلحوس حارس سوريا.
ولم تأت الدقائق الأخيرة بأية مستجدات رغم الأفضلية السورية في الشوط الثاني لتنتهي المباراة بالتعادل الإيجابي (1-1).