حققت أسعار الذهب ارتفاعات قياسية جديدة وتاريخية في تداولات الأسبوع الماضي إثر تصاعد الحرب التجارية بين الولايات المتحدة الأمريكية والصين واستمرار الأزمات الجيوسياسية العالمية وتراجع الدولار الأمريكي لأدنى مستوياته منذ حوالي عامين.
وقال تقرير متخصص لشركة (دار السبائك) الكويتية صدر اليوم الأحد إن سعر الذهب الفوري بلغ مستوى 45ر3245 دولار أمريكي للأونصة محققا مكاسب أسبوعية بنسبة بلغت 9ر6 في المئة مدعوما بضعف العملة الأمريكية وزيادة الطلب العالمي على أصول الملاذ الآمن وسط تنامي المخاوف من تباطؤ اقتصادي عالمي.
وأوضح التقرير أن عقود الذهب الآجلة تسليم شهر يونيو أغلقت عند مستوى 6ر3244 دولار للأونصة مسجلة ارتفاعا بقيمة 1ر67 دولار أي ما يعادل نسبة 1ر2 بالمئة في جلسة واحدة.
وذكر أن مؤشر الدولار الأمريكي سجل انخفاضا ملحوظا ليصل إلى مستوى 01ر99 نقطة وهو الأدنى منذ مايو 2022 عقب صدور بيانات اقتصادية أمريكية ضعيفة من أبرزها تراجع مؤشر أسعار المنتجين لشهر مارس بنسبة 4ر0 في المئة على أساس شهري في أول انكماش للمؤشر منذ 17 شهرا.
وبين أن معدل التضخم السنوي وفق مؤشر أسعار المنتجين تراجع إلى مستوى 7ر2 بالمئة منخفضا من 2ر3 في المئة المسجلة في شهر فبراير الماضي فيما ظل التضخم الأساسي الذي يستثني الغذاء والطاقة فوق حاجز 3 في المئة عند مستوى 3ر3 في المئة مما يعقد موقف صناع القرار في السياسة النقدية الأمريكية.
وأفاد بأن استطلاع جامعة ميشيغان أظهر تراجعا حادا في ثقة المستهلك الأمريكي إذ انخفض المؤشر من 57 نقطة في شهر مارس إلى 8ر50 نقطة في القراءة الأولية لشهر أبريل مما يعكس زيادة التشاؤم بين الأسر الأمريكية بشأن الأوضاع الاقتصادية وتوقعات التضخم التي ارتفعت من 5 في المئة إلى 7ر6 في المئة على المدى القصير ومن 1ر4 في المئة إلى 4ر4 في المئة على المدى الطويل.
وأشار إلى أن الحرب التجارية بين الولايات المتحدة الأمريكية والصين بلغت مستويات غير مسبوقة بعد إعلان واشنطن رفع الرسوم الجمركية على المنتجات الصينية إلى 145 في المئة ورد بكين بالمثل برفع الرسوم على السلع الأمريكية إلى 125 في المئة مؤثرة بذلك على ما يزيد على 700 مليار دولار من حجم التجارة الثنائية بين البلدين.
وأفاد بأن هذا التصعيد أدى إلى تعزيز الإقبال العالمي على الذهب كأصل آمن ما دفعه لتجاوز مستوى 3200 دولار للأونصة والاستقرار فوقه على الرغم من ارتفاع العوائد الحقيقية لسندات الخزانة الأمريكية لأجل عشر سنوات إلى مستوى 307ر2 بالمئة وهي حركة عادة ما تمثل ضغطا سلبيا على أسعار الذهب.
ولفت تقرير (دار السبائك) إلى أن تمسك المعدن الأصفر بمكاسبه رغم هذه العوائد يعكس أولوية العوامل الجيوسياسية وحالة عدم اليقين العالمي التي باتت تتفوق على تأثيرات السياسة النقدية التقليدية.
وتوقع أن تتأثر الأسواق هذا الأسبوع بعدة محفزات مهمة أبرزها تسارع موسم الإعلان عن الأرباح الفصلية للشركات المدرجة في (وول ستريت) إضافة إلى صدور بيانات اقتصادية تشمل مبيعات التجزئة والإنتاج الصناعي في الولايات المتحدة الأمريكية وبيانات النمو الاقتصادي في الصين كذلك بيانات التضخم وسوق العمل في المملكة المتحدة إلى جانب قرارات مرتقبة من البنوك المركزية الكبرى مثل البنك المركزي الأوروبي وبنك كندا وبنك كوريا.
وقال إن الذهب لا يزال تحت المجهر العالمي لأنه الأصل الأكثر جذبا في أوقات الأزمات والتوترات السياسية والاقتصادية إذ أسهمت التوترات الجيوسياسية المتصاعدة في الشرق الأوسط والبحر الأحمر إلى جانب استمرار الأزمة الروسية الأوكرانية وتصعيد الصين لمناوراتها العسكرية قرب تايوان في زيادة الإقبال العالمي على المعدن النفيس.
وعن السوق المحلي قال تقرير (دار السبائك) إن أسعار الذهب عيار 24 بلغت 1ر32 دينار للغرام (نحو 98 دولارا أمريكيا) وسجل الذهب عيار 22 نحو 42ر29 دينارا (نحو 90 دولارا) للغرام فيما استقرت أسعار الفضة عند 370 دينارا للكيلوغرام (نحو 1209 دولارات).
وتعد (الأونصة) إحدى وحدات قياس الكتلة وتستخدم في عدد من الأنظمة المختلفة لوحدات القياس وتسمى أيضا الأوقية وتساوي 349ر28 غرام فيما تساوي باعتبارها وحدة قياس للمعادن النفيسة 103ر31 غرام.


اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *