فيما عقد المفاوضون الإسرائيليون والفلسطينيون اجتماعا أمس في القدس بحضور المبعوث الأميركي مارتن انديك في محاولة لمنع انهيار مفاوضات السلام بعد امتناع إسرائيل عن الإفراج عن دفعة رابعة وأخيرة من الأسرى، صرح الأمين العام للمبادرة الوطنية الفلسطينية مصطفى البرغوثي أن الإعلان عن فشل المفاوضات بات مسألة وقت.
وأرجع البرغوثي فشل المفاوضات ـ في تصريح خاص أمس لقناة «روسيا اليوم» ـ إلى استمرار إسرائيل في نشاطها الاستيطاني في ظل المفاوضات، متخذة إياها غطاء للتوسع الاستيطاني، إلى جانب إصرارها على إملاء شروطها على الجانب الفلسطيني، فضلا عن فقد مرجعية المفاوضات الكامنة في الشرعية الدولية والمبادرة العربية التي تنص على إقامة دولة فلسطينية على حدود 1967 التي تضرب بها إسرائيل عرض الحائط.
وقال البرغوثي إن المقترحات التي يقدمها وزير الخارجية الأميركي جون كيري لم تؤد إلى قيام دولة فلسطينية مستقلة ولكنها ستعمل على إقامة معازل، لأن مواقفه متغيرة تجاه المفاوضات، لذلك العملية برمتها لا يمكن أن تسير إلى الأمام.
في هذا الوقت، هدد رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو امس الفلسطينيين باتخاذ إجراءات أحادية الجانب ردا على تقدمهم بطلب انضمام فلسطين إلى 15 اتفاقية ومعاهدة دولية الأسبوع الماضي بينما تبدو محادثات السلام مهددة بالانهيار.
وقال نتنياهو في مستهل الاجتماع الأسبوعي لحكومته «هذا لن يؤدي سوى إلى ابعاد اتفاق السلام»، مؤكدا أن «الخطوات الأحادية الجانب من طرفهم سيقابلها خطوات أحادية الجانب من جانبنا».
وأعلن نتنياهو أن «الفلسطينيين لديهم الكثير لخسارته من خطوة أحادية الجانب. سيحصلون على دولة عبر المفاوضات المباشرة فقط وليس من خلال التصريحات الفارغة أو الخطوات أحادية الجانب». وأكد رئيس الوزراء الإسرائيلي «نحن مستعدون لمواصلة المحادثات ولكن ليس بأي ثمن».
وبحسب نتنياهو فإن الفلسطينيين قدموا طلب الانضمام للمعاهدات الدولية «عندما اقتربنا من التوصل إلى اتفاق حول مواصلة المحادثات» لما بعد موعدها النهائي المحدد في 29 من ابريل المقبل.
بدوره، أعرب عبد ربه عن استغرابه حيال هذا القرار الإسرائيلي، قائلا «متى كانت إسرائيل لا تفرض عقوبات علينا وماهو الشيء الجديد؟ نهب الأرض وسرقتها والتوسع الاستيطاني والاستيلاء على المنازل وتغيير معالم القدس، أليس كل هذا جزءا من العقوبات الجماعية التي يحاسب عليها القانون الدولي؟».
وأضاف «إسرائيل لا تريد أن تنضم إلى هذه المنظمات خوفا من هذه اللحظة، لحظة الذهاب إلى هذه المنظمات للمطالبة بمعاقبتها على كل الجرائم التي ترتكبها يوميا».
وعن التحرك الأميركي وإمكانية طرح حلول وسط للخروج من الأزمة، أكد عبد ربه عدم وجود أي حل وسط في هذا الشأن، قائلا «إطلاق الأسرى هو اتفاق تم الوصول إليه برعاية أميركية واستبعاد أحد منهم أو إبعاد أحد منهم خارج وطنه وأرضه وموطنه الأصلي هو أمر لا يمكن القبول به على الإطلاق».
من ناحية أخرى، أكد أهمية تغيير العملية السياسية الحالية، موضحا عدم استمرار تلك العملية كما كانت في الماضي واصفا إياها بـ «الدوران في إطار ما سمي اتفاق إطار للتفاوض والعودة إلى هذه الدوامة مرة أخرى».
وأكد «لا بد أن تلتزم إسرائيل بقاعدة أساسية وهي حدود عام 67 وهذا هو الحد الفاصل بين الدولتين وفقا لما قررته الشرعية الدولية، والعودة للمفاوضات بمدة وجيزة ومحدودة من أجل رسم الحدود على أساس خط عام 67 هذا هو الأمر الذي يمكن أن ينقذ المفاوضات أما دوامة البحث عن اتفاق إطار للتفاوض فهي استمرار للمأساة التي عشنا فيها في الفترة الماضية».
وبالنسبة لتمديد المفاوضات، أشار عبد ربه إلى أن إسرائيل تريد تمديد للمفاوضات إلى ما لا نهاية لأن هدفها الدائم هو إجراء المفاوضات في سبيل المفاوضات ذاتها واستخدام هذه المفاوضات كغطاء لاستمرار التوسع الاستيطاني وخلق واقع على الأرض دون أن يتم تحقيق أي هدف من أهداف عملية التفاوض.
وأكد أهمية موضوع إطلاق الأسرى والذي هو «أمر أساسي بالنسبة لنا»، مضيفا أن إسرائيل أنكرت هذا الاتفاق وأخذت موقفا بما أسمته «إلغاء».
وأعرب عن دهشته حيال طلب الولايات المتحدة من عدم اتخاذ أي من الطرفين خطوات أحادية الجانب، قائلا «الخطوات الأحادية هي خطوات الاستيطان الإسرائيلية أولا وأخيرا».