قال وزير الخارجية والهجرة المصري بدر عبد العاطي اليوم السبت إنه جرى التوصل إلى اتفاق في الرؤى مع الجانب الفلسطيني حول المسائل المتعلقة بالترتيبات الأمنية وحوكمة قطاع غزة.
وأضاف عبد العاطي خلال مؤتمر صحفي مشترك مع رئيس الوزراء وزير خارجية فلسطين محمد مصطفى أن “النقاشات اليوم تطرقت إلى تطورات الأوضاع في غزة وما تشهده من أزمة طاحنة ومعاناة أكثر من مليونين من الفلسطينيين وأهمية العمل على تثبيت اتفاق إيقاف إطلاق النار وصولا إلى التهدئة الكاملة وإطلاق سراح الأسرى وانسحاب الاحتلال الإسرائيلي الكامل من القطاع”.
واشار إلى أن اللقاء الموسع الذي عقده رئيس الوزراء المصري مصطفى مدبولي ونظيره الفلسطيني في وقت سابق من اليوم تناول الخطة الخاصة بإعادة إعمار غزة وما تتضمنه من مراحل مختلفة من تعاف مبكر وإعادة الإعمار التي سيتم تقديمها وطرحها على الاجتماع الوزاري التحضيري بعد غد الاثنين تمهيدا لعرضها على القادة ورؤساء الدول والحكومات من الدول العربية لاعتماد هذه الخطة.
وأوضح أنه “كان هناك حديث مطول بين رئيسي وزراء مصر وفلسطين حول خطة إعادة إعمار قطاع غزة التي تتأسس على عدة مراحل وتشمل إزالة الركام والعناصر المتفجرة غير المنفجرة والانعاش المبكر وإعادة الإعمار وتوفير وحدات سكنية مؤقتة للفلسطينيين في القطاع ثم العمل على بناء وحدات سكنية دائمة لهم”.
ولفت عبد العاطي إلى أن المباحثات تناولت التنسيق الكامل بين مصر وفلسطين للإعداد لهذه الخطة بالتنسيق مع المؤسسات الدولية وفي مقدمتها الأمم المتحدة والبنك الدولي وبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي ومكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الانسانية (أوتشا) وغيرها من الوكالات المتخصصة.
وتابع أنه تم الحديث أيضا عن أهمية إنشاء صندوق لإعادة الإعمار والتحضيرات الجارية لاستضافة القاهرة لمؤتمر وزاري لإعادة الإعمار.
وبين أن مباحثاته مع مصطفى تطرقت كذلك الى حوكمة قطاع غزة حيث تم التأكيد على ضرورة الدعم الكامل لنشاط اللجنة الإدارية المعنية بإدارة الأمور الحياتية في القطاع التي ستتولى مهامها لمرحلة انتقالية لمدة ستة أشهر محددة بالتوازي مع تمكين السلطة الفلسطينية بالكامل وإدارة مقدرات القطاع تأكيدا على اللحمة العضوية والوحدة بين قطاع غزة والضفة الغربية.
واكد أنه تمت الاستفادة من كل الإحصائيات والدراسات للحكومة الفلسطينية والمؤسسات الدولية مثل البنك الدولي والبنك الإنمائي الدولي كما تمت الاستفادة من تجارب في الماضي تمت فيها إعادة الإعمار من دون نقل السكان.
واوضح أن الخطة المطروحة خطة عملية وطموحة وسيشارك فيها كل عناصر المجتمع الفلسطيني من المواطن الفلسطيني إلى القطاع الخاص والمجتمع المدني الفلسطيني وبالتنسيق مع الجانب العربي والمجتمع الدولي لتصبح خطة يتم البدء في تنفيذها.
من جانبه قال مصطفى إنه تم خلال المباحثات التي أجراها خلال زيارته مصر مناقشة التحضيرات لعقد القمة العربية الطارئة.
وأضاف أنه تم تبادل الأفكار والمعلومات مبينا أن الأمور وصلت لمرحلة متقدمة من أجل نجاح القمة العربية الطارئة معربا عن ارتياحه لعقد القمة والمؤتمر الوزاري لإعادة الإعمار واستجابة الدول العربية لعقد القمة.
ووجه مصطفى الشكر لمصر على استعدادها لعقد القمة العربية بهذه السرعة ولدعمها لكل القضايا الخاصة بدعم صمود الشعب الفلسطيني في غزة وتمكينهم للبقاء من خلال توفير الإغاثة والدعم الإنساني وتوفير الأمن والأمان لهم وبالتالي كل مكونات الاستمرارية.
وأضاف أن مباحثات اليوم تناولت بشكل مفصل الخطط القادمة التي سيتم عرضها على وزراء الخارجية العرب بعد غد الاثنين حول إعادة الإعمار.
وأشار إلى أن الخطة ستقدم للقمة العربية وهي خطة عملية قابلة للتنفيذ من خلال خطة محددة وعدم تهجير الفلسطينيين من أرضهم متمنيا أن ينخرط الفلسطينيون في إعادة الإعمار والتنمية.
واضاف “أن الخطة ستكون قادرة على تقديم مستوى حياة وخدمات متميزة وتوفير بيئة مواتية لإعادة الإعمار من خلال قوة المؤسسات وتوفير الأمن ليعطي الطمأنينة للمانحين والمستثمرين ونثق بالشراكة بين مصر وفلسطين في هذه القضايا”.
وأوضح أن المباحثات تناولت موضوع الحكومة والحكم لافتا إلى الإعلان عن إنشاء لجنة لمساعدة الحكومة لتقديم الخدمات داخل قطاع غزة مدتها 6 أشهر.
وتابع ان “الجهد سيكون كبير جدا ومشاركة هذه اللجنة في جهود الحكومة مهمة وسنعمل على توحيد الخدمات المؤسسية والأمنية وبدعم من مصر فإن هذه الجهود ستسير إلى الأمام”.
وردا على سؤال حول أهم التطلعات الفلسطينية من القمة العربية أعرب مصطفى عن الأمل في أن تخرج القمة بقرارات حاسمة ومهمة والتأكيد على أهمية قيام الدولة الفلسطينية المستقلة.
وأضاف أنه سيتم خلال القمة عرض خطة الإعمار ومصادر تمويلها بالتعاون والتنسيق مع كل الأطراف بقيادة مصر والأطراف الدولية ومؤسسات مالية دولية.
وطالب الدول العربية والمؤسسات المالية الدولية بدعم الخطة من أجل تغير الواقع في قطاع غزة وإنقاذ مليون وربع المليون فلسطيني في القطاع يعيشون في ظل ظروف غير مقبولة بحيث تصبح غزة مكانا أفضل وأكثر استقرارا.


اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *