أعلن رئيس الوزراء الروسي ديمتري مدفيديف عن خطط لتحويل شبه جزيرة القرم الى منطقة اقتصادية خاصة، وذلك في تحد لمطالب غربية بإعادة المنطقة الى أوكرانيا.
وقال مدفيديف خلال زيارته للقرم أمس وترأسه اجتماعا لحكومته حضره زعماء القرم وأذاعه التلفزيون الرسمي الروسي «هدفنا أن نجعل شبه الجزيرة جاذبة للمستثمرين قدر الإمكان كي تدر دخلا كافيا لتطويرها». واضاف «ولذلك قررنا انشاء منطقة اقتصادية خاصة هنا».
من جهتها، نددت أوكرانيا بزيارة رئيس الوزراء الروسي للقرم ووصفتها بأنها «انتهاك فظ» لقواعد السلوك الدولي.
وقالت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الأوكرانية إيفهين بيريبينيس للصحافيين «عبرنا في مذكرة للاتحاد الروسي عن احتجاج شديد»، مؤكدة ان «زيارة شخص مسؤول لأراضي دولة أخرى دون موافقة أولية هي انتهاك فظ لقواعد المجتمع الدولي».
في هذه الأثناء، أعلنت اوكرانيا عن انسحاب تدريجي للقوات الروسية من حدودها.
وأعلنت وزارة الدفاع في كييف امس ان القوات الروسية بدأت انسحابا تدريجيا من الحدود الاوكرانية لكن بدون تحديد عددها.
وقال المتحدث باسم هيئة أركان وزارة الدفاع الأوكرانية اوليكسي دميتراشكيفسكي في مقابلة عبر الهاتف مع فرانس برس «في الأيام الأخيرة، انسحبت القوات الروسية تدريجيا من الحدود».
وقد جاءت هذه التطورات بعد ساعات من اجتماع في باريس بين وزيرا الخارجية الاميركي جون كيري والروسي سيرغي لافروف امتد لأكثر من 4 ساعات، لكنه فشل في تقريب مواقف واشنطن وموسكو «المتباينة» من الأزمة الاوكرانية، الا انهما اكدا رغبتهما في ايجاد «تسوية ديبلوماسية» للأزمة.
واكد لافروف في ختام الاجتماع الذي وصفه بـ «البناء للغاية» ان المواقف بين البلدين بشأن الأزمة في اوكرانيا «متباينة»، مشيرا الى انه ونظيره الأميركي اتفقا على مواصلة المباحثات سعيا الى «تسوية ديبلوماسية» للأزمة.
وقال لافروف إن أوكرانيا لا يمكن أن تعمل كدولة موحدة، وبالتالي يجب أن يكون هناك اتحاد فضفاض من المناطق التي يمكن لكل منها أن تختار النموذج الاقتصادي واللغة والدين الخاص بها.
بدوره اكد كيري في ختام اللقاء ان اي قرار بشأن مستقبل اوكرانيا لا يمكن ان يتخذ من دون ان تشارك فيه اوكرانيا، داعيا موسكو الى سحب قواتها المحتشدة على الحدود مع اوكرانيا.
وقال الوزير الاميركي «لن نقبل عملية لا تكون فيها الحكومة الشرعية في اوكرانيا حاضرة على طاولة (المفاوضات). هذا المبدأ واضح. لا قرارات بشأن اوكرانيا من دون أوكرانيا»، مؤكدا ان «أي تقدم حقيقي في اوكرانيا يجب ان يشمل انسحابا للقوة الروسية الكبيرة جدا المحتشدة حاليا على الحدود مع اوكرانيا».
وأقر كيري بأن واشنطن وموسكو «لديهما تباينات في الآراء حول الأحداث التي ادت الى هذه الأزمة. ولكن، كلانا يعترف بأهمية ايجاد حل ديبلوماسي من اجل الشعب الأوكراني»، مضيفا ان واشنطن ستدرس «الأفكار والاقتراحات التي تباحثنا فيها وسنواصل مباحثاتنا قريبا».