تلخص مقولة الأتراك المشهورة ‘من يفوز بإسطنبول يفوز بتركيا’، ما ستكون عليه نتائج أي عملية انتخابية في البلاد، وذلك في وقت ازدادت فيه الحملات للانتخابات البلدية -المقررة إجرائها اليوم سخونة، وتصاعدت حدة الاتهامات قبيل بدء اقتراع بات يوصف بأنه استفتاء على حكومة حزب العدالة والتنمية ورئيسها رجب طيب أردوغان
وتأتي الحملات الانتخابية في ظل فضائح بالفساد وتسريب تصريحات لمسؤولين أتراك نشرت على موقعي تويتر ويوتيوب على الإنترنت، مما دفع الحكومة إلى اتخاذ قرار بإغلاقهما بدعوى تهديد الأمن القومي.
ويلحظ الزائر لإسطنبول -العاصمة الاقتصادية والثقافية لتركيا- حدة المنافسة الانتخابية، إذ لا يكاد تخلو منطقة أو شارع في المدينة من أعلام ولافتات انتخابية وصور لمرشحين، وحتى صور لقادة الأحزاب الرئيسية.
كما تجول في الحارات والطرق سيارات بمكبرات صوت تحمل صورا للمرشحين رغم الطقس المتلبد والماطر أحيانا، والذي يعكس بشكل طبيعي ما تمر به الأجواء السياسية في البلاد.
وتشير استطلاعات الرأي التي نشرتها وسائل إعلام تركية تعكس تقدم حزب العدالة والتنمية في بلديات إسطنبول بنسبة تتجاوز 42%، يليه حزب الشعب الجمهوري المعارض بنسبة 35%.
كما يتقدم الحزب الحاكم في بلديات العاصمة أنقرة بنسبة تتجاوز 41%، يليه حزب الشعب بـ35%. في المقابل يتقدم حزب الشعب في بلديات إزمير بنسبة تتجاوز 44%، يليه حزب العدالة والتنمية بنسبة 38.5%. أما في أضنة فالمنافسة فيها محتدمة، حيث تتساوى فيها تقريبا نسب التصويت بتقدم حزب الحركة القومية 30.5%، يليه حزب العدالة والتنمية 30.3%، ثم حزب الشعب الجمهوري 29.9%.
تجدر الإشارة إلى أن حزب العدالة والتنمية فاز بالانتخابات البلدية السابقة التي جرت عام 2009 وحقق انتصارا في إسطنبول -التي تتكون من 39 بلدية إضافة إلى بلدية إسطنبول الكبرى- بفوزه بـ26 بلدية، إضافة إلى رئاسة بلدية إسطنبول الكبرى، في حين حصل حزب الشعب على 13 بلدية.
وقد انحصر التنافس في إسطنبول بين رئيس البلدية الحالي قدير طوب باش من حزب العدالة والتنمية -الذي يراهن على ما حققه من إنجازات في قطاع المواصلات- ومصطفى سيرغل من حزب الشعب الجمهوري.
من جهته قال رئيس الوزراء التركي، ‘رجب طيب أردوغان’ إن ‘التنظيم الموازي’ يسعى إلى جمع أصوات لحزب الشعب الجمهوري وحزب الحركة القومية وحزب السلام والديمقراطية، لافتاً إلى أنهم يمكن أي يتحالفوا فيما بينهم، إلا أن تحالف حزب العدالة والتنمية هو تحالف مع الشعب ولا أحد غيره.
جاء ذلك في كلمة له أمام تجمع لأنصاره في منطقة ‘كارتال’ بمدينة اسطنبول، قبيل الانتخابات المحلية التي ستجري اليوم 30 مارس الحالي، حيث وجه أردوغان خطابه إلى أنصار أحزاب الشعب الجمهوري والحركة القومية والعدالة والتنمية داعياً إياهم إلى منح أصواتهم لمن يعمل ويسعى لا من يكتفي بالأيدلوجيات دونما عمل وإنجاز.
وأوضح أردوغان أن حزب الشعب الجمهوري كان على رأس بلدية منطقة ‘كارتال’ لخمس سنين ولم ينجز أي شيء، وإنما اكتفى بالإيديولوجيا والكذب، داعياً الناخبين إلى التصويت لحزب العدالة والتنمية في انتخابات اليوم .
وأثنى أردوغان على الإنجازات التي حققتها بلدية أسطنبول في ظل حزب العدالة والتنمية، مشيراً أن الشعب هو من رسم مسار حزب العدالة والتنمية، وأن الشخص القابع في بنسلفانيا – في إشارة إلى ‘فتح الله غولن’ الذي يتزعم جماعة دينية – يعمل على استثمار اسم رجل الدين ‘بديع الزمان سعيد النورسي’، إلا أنه يقوم بأفعال معاكسه لما كان يتبناها النورسي، ويسعى جاهداً لدعم حزب الشعب الجمهوري الذي كان النورسي يقف ضده.
وتطرق أردوغان إلى إنجازات التي قامت حكومة العدالة والتنمية، متسائلاً هل يمكن لحزب يُتهم بالفساد أن يقوم بكل تلك الإنجازات؟