شدد الرئيس التركي رجب طيب أردوغان اليوم الثلاثاء على أن أنقرة لن تسمح بتحول الأراضي السورية إلى ملاذ للتنظيمات الإرهابية وأكد ضرورة إنشاء إدارة تشاركية في سوريا للحفاظ على وحدة أراضيها.
وخلال مؤتمر صحفي في أنقرة مع رئيس المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لاين أضاف أردوغان أن “تركيا لن تسمح بأي شكل من الأشكال أن يستعيد تنظيما بي كي كي (حزب العمال الكردستاني) وداعش (التنظيم المسمى بالدولة الإسلامية) أنشطتهما في الأراضي السورية”.
وتابع الرئيس التركي “الشعب السوري لا يمكنه أن يتحمل وحده هذا العبء الثقيل وأن على سوريا أن تنهض بسرعة بدعم قوي من جيرانها والدول الصديقة والشقيقة والاتحاد الأوروبي والمنظمات الدولية”.
وأشار إلى أنه من المهم جدا أن يكون الدعم الأوروبي شاملا ومستداما على المدى المتوسط والطويل بما في ذلك الاستثمارات في البنية التحتية الأساسية في سوريا.
وعن العلاقات التركية – الأوروبية قال أردوغان “لا ينبغي لمصالحنا المشتركة أن تكون رهينة خطط عقيمة لبعض أعضاء الاتحاد” الأوروبي.
وأعرب عن أمله في أن يتم اتخاذ قرارات في قمة الاتحاد الأوروبي المقبلة بشأن تحديث اتفاقية الاتحاد الجمركي وتسريع عمليات منح تأشيرة الدخول للمواطنين الأتراك إلى أن يتم تحقيق الإعفاء الكامل.
وأضاف أن “هناك حاجة إلى علاقة مؤسساتية أقوى بين تركيا والاتحاد الأوروبي أكثر من أي وقت مضى ونحن كدولة مرشحة لدينا هذه الإرادة”.
وتابع “تظل عضوية الاتحاد الأوروبي هدفا استراتيجيا لتركيا ومن الواضح أن عضويتنا سوف تقدم مساهمات كبيرة للاتحاد وكذلك لبلدنا”.
وأشار أردوغان إلى إمكانية تعزيز التعاون بين تركيا والاتحاد الأوروبي على أساس صيغة مربحة للجانبين والاحترام المتبادل.
وأردف “آمل أن نرفع علاقاتنا إلى المستوى الذي ينبغي أن تكون عليه من خلال عقد قمة بين تركيا والاتحاد الأوروبي في أقرب وقت”.
كما تطرق أردوغان إلى جرائم الإبادة الإسرائيلية بحق الشعب الفلسطيني بقطاع غزة مؤكدا أنه شدد خلال لقائه فون دير لاين على وجوب إنهاء المجازر الإسرائيلية.
وأشار إلى أن الفلسطينيين الذين استشهدوا في الهجمات الإسرائيلية والبالغ عددهم 50 ألفا تقريبا “هم من الأطفال والنساء والمسنين. وخلال لقائنا مع فون دير لاين شددنا على أهمية إيصال المساعدات الإنسانية إلى غزة وضمان وقف دائم لإطلاق النار”.
من جانبها أكدت رئيس المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لاين ضرورة تفهم المخاوف المشروعة لتركيا في سوريا بشأن التهديدات الإرهابية الناجمة عن حزب العمال الكردستاني وذراعه المحلي قوات حماية الشعب الكردي.
وأوضحت فون دير لاين أن لتركيا دور مهم للغاية في استقرار المنطقة مشيرة إلى ضرورة الحذر من الإرهاب وعودة تنظيم “داعش” وخاصة في شرق سوريا.
وأكدت أن الاتحاد الأوروبي لن يسمح بذلك (عودة داعش) وأنه من الضروري تفهم مخاوف تركيا المشروعة والاستجابة لها.
وذكرت أنها بحثت مع الرئيس أردوغان العلاقات بين تركيا والاتحاد الأوروبي مبينة أن “العلاقات غنية بقدر ما هي معقدة وتستمر إلى الأمام”.
وأوضحت أن العلاقات الاقتصادية أقوى من أي وقت مضى وأن حجم التجارة الثنائية بلغ 206 مليارات يورو.
وأعربت عن رغبتها في البدء بمفاوضات تحديث الاتحاد الجمركي مع تركيا مشيرة إلى وجود جهود قوية لتحقيق ذلك.
وفيما يتعلق بدعم سوريا لفتت فون دير لاين إلى أن “الاتحاد الأوروبي أكبر مانح لسوريا” مبينة “نحتاج إلى إعادة هيكلة هذا الدعم خلال الفترة المقبلة”.
وأفادت أن سقوط نظام الأسد في سوريا يعد بأمل جديد للشعب السوري “لكن يجلب معه أيضا مخاطر”.
وأضافت أن “هناك وضع هش ومتقلب للغاية على الأرض ونحن نتابع التطورات عن كثب”.
وذكرت أن سوريا تحتاج إلى فترة انتقالية سليمة تحافظ فيها على سلامة أراضيها وسيادتها فضلا عن فترة لحماية مؤسسات الدولة.
وأشارت إلى ضرورة احترام الوحدة الوطنية وحماية الأقليات مبينة أن الاتحاد الأوروبي سيرسل أرفع دبلوماسي معني بسوريا في الاتحاد إلى دمشق مجددا.
ولفتت إلى أنهم “سيواصلون الاتصال مع هيئة تحرير الشام وجميع الأطراف الأخرى”.
وأشارت إلى أن فرق مساعدات إنسانية تابعة للاتحاد الأوروبي موجودة في دمشق مؤكدة أنه يجب على سوريا أن تقف على قدميها في أقرب وقت.
وأضافت أنه تم إنشاء جسر جوي للمساعدات الإنسانية وسيتم تسليم الدفعة الأولى هذا الأسبوع مبينة أن الاتحاد رفع المساعدات الإنسانية لسوريا إلى 160 مليون يورو لهذا العام.
وأكدت أن الاتحاد الأوروبي أكبر مانح لسوريا بمساهمة تجاوزت 33 مليار يورو منذ عام 2011.
اترك تعليقاً