في ظل مشهد سياسي غير مسبوق، يعود دونالد ترامب إلى سدة الرئاسة في الولايات المتحدة ليجلب معه موجة جديدة من التحديات والتداعيات، التي تلامس جوانب السياسة الداخلية والخارجية على حد سواء.

على الصعيد الداخلي، يحمل فوز ترامب تداعيات عميقة على توازن القوى السياسية في واشنطن، إذ إن تعهده بإنهاء ما يسميه «الدولة العميقة» وإعادة تنظيم حكومته بما يتماشى مع رؤيته الخاصة سعيًا لاستعادة قبضته على مسار صنع القرار السياسي، قد ينذر بمزيد من الاستقطاب بين مؤسسات الدولة والمجتمع المدني، الأمر الذي يرى فيه بعض المحللين أن ذلك قد يقود إلى تقويض ثقة المواطن الأمريكي في المؤسسات الفيدرالية، ويزيد من حدة التوترات بين أنصار الحزب الجمهوري ومعارضي الحزب الديمقراطي.

على الصعيد الخارجي، ستحدث عودة ترامب تحولًا جذريًا في علاقات أمريكا بالعالم، فسياسة “أمريكا أولاً” التي يتبناها تعكس انسحابًا تدريجيًا من التحالفات التقليدية والابتعاد عن الالتزامات الدولية طويلة الأمد، فحلفاء أمريكا، الذين عانوا من القلق والاضطراب خلال فترة رئاسته الأولى، سيجدون أنفسهم أمام مستقبل غامض هذه المرة.

كما أن سعي ترامب لإعادة توجيه بوصلة السياسة الخارجية لتركيزها على المصالح الاقتصادية، قد يؤدي إلى نشوب مواجهات تجارية جديدة مع الصين وأوروبا، وقد يتسبب أيضًا في تراجع الدعم التقليدي للديمقراطية وحقوق الإنسان في بعض الدول الحليفة.

ومع هذا التحول المحتمل في مسار السياسة الأمريكية، تبرز تساؤلات عميقة حول مستقبل الديمقراطية في الداخل الأمريكي: فهل ستستطيع الولايات المتحدة تجاوز التحديات الداخلية المتصاعدة، وتجنب انقسام مجتمعي يهدد وحدتها؟ وكيف ستؤثر سياسة ترامب الخارجية على تماسك تحالفاتها التقليدية وقدرتها على التصدي للتحديات العالمية؟.


اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *