أعربت الجمعية الكويتية لإدارة الأزمات والطوارئ عن اسفها الشديد لما حدث على استاد جابر أثناء إقامة مباراة كرة القدم بين المنتخب الكويتي والمنتخب العراقي، والتي كادت أن تنتهي بكارثة إنسانية نتيجة لسوء أخذ التدابير اللازمة في مثل هذه الفعاليات التي تشهد تجمع بشري كبير في ظروف مناخية شديدة الحرارة.
جاء ذاك في تصريح صحفي أدلي به د. فوزي الخواري -رئيس الجمعية- انتقد به وبشدة غياب خطة لإدارة الحدث مبنية على قواعد متعارف عليها في إدارة الحشود، وبين أنه كان من الواجب وجود غرفة عمليات مجهزة بكافة أجهزة المراقبة والإنذار المبكر يتواجد بها خبراء من ذوي الاختصاص من جهات مختصة في الدولة على رأسها وزارة الداخلية ووزارة الصحة والحرس الوطني،وذات جاهزية عالية واستعداد، تتابع بوقت مبكر خطة شاملة موضوعه مسبقا من قبل تلك الجهات، موضحا بها المخاطر التي قد يتعرض لها الحضور،واستعدادات الأمن والسلامة، عبر توزيع المداخل والمخارج ونقاط التجمع والطوارئ، وأن يكون لديها في حال وقوع طارئ خطط إخلاء مدروسة ومعلومة لدى كل الجهات، موضحا بها وبشكل واضح وجلي دور الأطراف ذات الصلة في تسهيل تدفق الحشود البشرية وضمان سلامتهم وأمنهم حتى حين مغادرةوإخلاء الأستاد.
وأستغرب د. الخواري من سوء التنظيم من جميع الجهات، وتدخل القوات الأمنية بإلغاء عبوات الماء على الجمهور في مظهر غير حضاري ينم عن قلة خبرة والدراية الفعالة في قواعد التصرف الآمن، والذي كاد أن يتسبب في حدوث إصابات وتدافع بين الجماهير لالتقاط العبوات، فقد كان من الأجدر تنفيذ خطة لإخراج الجمهور الى نقاط التجمع التي كان من المفروض أن يكون قد أعدت مسبقا، وحدد بها فرق الاستجابة السريعة والطوارئ الطبية والمتطوعين، وعيادات ميدانية تقدم الإسعافات الأولية. فمن المعروف وفي مثل هذه التجمعات الكبيرة، وظروف مناخية شديدة الجفاف والحرارة أن يتعرض الحضور إلى “الإجهاد الحراري” والذي يتطلب تدخل طبي سريع عبر تبريد الأجسام قبل شرب الماء لخفض درجة حرارة الجسم، وعدم القيام بالإسعافات الأولية في مثل هذه الحالات قد تؤدي في الغالب إلى فشل حاد في وظائف الكلى، وهو ما يفسر توجه عدد من الحضور إلى المستشفيات، وفي أسوأ الاحتمالات وفي ظل هذا العدد الكبير كان ذلك سيشكل عبء على الطاقة الاستيعابية على الطوارئ والعناية المركزة.
وأختتم د. فوزي الخواري تصريحه محذرا أن ما حدث قد كشف عن قصور كبير في مدى جاهزية وقيام الجهات المعنية من القيام بواجباتها والتنسيق المسبق فيما بينها، مما يتطلب رفع قدراتها وكفاءتها للتصرف الفعال والآمن في إدارة الأزمات والحالات الطارئة، فمن المهم ونحن نمر في ظروف إقليمية متصاعدة، ومقدمون على إدارة فعاليات قادمة، الإسراع في مراجعة كفاءة تلك الجهات ووضع الخطط المسبقة، ومراجعة التجهيزات اللازمة والحاجة للتدريب المكثف في حال حدوث أي طارئ في القادم من الأيام ويحدث مالا يحمد عقباه.


اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *