أظهرت دراسة جديدة أن عدم الحصول على القدر الأمثل من النوم يزيد من خطر تلف الأوعية الدموية الصغيرة في العينين والكلى لدى مرضى السكري من النوع الثاني.
وتشير النتائج، التي سيتم تقديمها في الاجتماع السنوي للجمعية الأوروبية لدراسة مرض السكري (EASD) لهذا العام في سبتمبر، إلى أن معالجة عامل الخطر يمكن أن تمنع المضاعفات طويلة الأمد.
وبحسب ما نشره موقع «New Atlas»، يؤثر مرض الأوعية الدموية الدقيقة على الأوعية الدموية الصغيرة، وخاصة في الكلى والعينين، وهو من المضاعفات الشائعة لمرض السكري.
ويتسبب اعتلال الكلية السكري في تدهور وظائف الكلى والفشل في النهاية، ويمكن أن يؤدي اعتلال الشبكية السكري إلى فقدان البصر والعمى. لذا، من الأهمية بمكان إيقاف مرض الأوعية الدموية الدقيقة قبل أن يتطور.
النوم الزائد أو القليل منه
وتوصلت الدراسات إلى أن مرض الأوعية الدموية الدقيقة مرتبط بعوامل الخطر مثل السمنة وارتفاع ضغط الدم والخمول البدني وعدم التحكم في نسبة السكر في الدم.
ووحددت الدراسة الجديدة التي أجراها علماء في مستشفى جامعة أودنسه في الدنمارك، عامل خطر آخر لمرض الأوعية الدموية الدقيقة لدى مرضى السكري من النوع الثاني هو النوم، خاصة النوم الزائد أو القليل منه.
الصحة المثلى
أثبتت الأبحاث السابقة مدى أهمية النوم للحفاظ على الصحة المثلى. وقد ارتبطت قلة النوم أو كثرة النوم بانخفاض الأداء الإدراكي، كما وجد أن الحرمان من النوم يزيد من حساسية الألم، كما ارتبطت أنماط النوم غير المنتظمة بالسمنة وارتفاع ضغط الدم واضطرابات التمثيل الغذائي الأخرى.
أقل وأكثر من 62 عامًا
واكتشف الباحثون أن العمر أثر بشكل إيجابي على الارتباط بين مدة النوم القصيرة وأمراض الأوعية الدموية الدقيقة. في المشاركين الذين تقل أعمارهم عن 62 عامًا، زادت مدة النوم القصيرة من خطر تلف الأوعية الدموية الدقيقة بمقدار 1.2 مرة مقارنة بمجموعة مدة النوم المثلى. بينما بالنسبة لأولئك الذين تبلغ أعمارهم 62 عامًا أو أكثر، ارتبط النوم القصير بزيادة قدرها 5.7 مرة في تلف الأوعية الدموية الصغيرة. لم يكن تأثير العمر على خطر الإصابة بأمراض الأوعية الدموية الدقيقة في مجموعة مدة النوم الطويلة ذا دلالة إحصائية.
تضخيم الارتباط
وقال الباحثون: «في المرضى الذين تم تشخيصهم مؤخرًا بمرض السكري من النوع 2، ترتبط مدة النوم القصيرة والطويلة بانتشار أعلى لأمراض الأوعية الدموية الدقيقة مقارنة بمدة النوم المثلى في الليل»، مشيرين إلى أن «العمر يعمل على تضخيم الارتباط بين قِصَر مدة النوم وأمراض الأوعية الدموية الدقيقة، مما يشير إلى زيادة الضعف بين كبار السن.»
معالجة عامل الخطر
ويضيف الباحثون أن نتائجهم تشير إلى أن تدخلات النوم، مثل العلاج السلوكي المعرفي (CBT)، قد تكون ضرورية لمعالجة عامل الخطر بين مرضى داء السكري، كما أن هناك حاجة إلى مزيد من الدراسة لتقييم تأثير جودة النوم على خطر حدوث مضاعفات لدى مرضى السكري.
اترك تعليقاً