مع إشراقة صباح السبت التاسع من شهر ذي الحجة لعام 1445 ه، توجه نحو مليوني حاج من ضيوف الرحمن، إلى صعيد عرفات الطاهر، لأداء ركن الحج الأعظم مفعمين بأجواء إيمانية يغمرها الخشوع والسكينة، وتحفهم العناية الإلهية، ملبين متضرعين داعين الله عز وجل أن يمن عليهم بالعفو والمغفرة والرحمة والعتق من النار.

ويؤدي الحجاج في مسجد نمرة بمشعر عرفات صلاتي الظهر والعصر جمعا وقصرا، بأذان واحد وإقامتين، اقتداء بسنة المصطفى عليه أفضل الصلاة والسلام القائل: (خذوا عني مناسككم)، وذلك بعد استماعهم إلى خطبة عرفة التي يلقيها الشيخ ماهر المعيقلي إمام وخطيب المسجد الحرام، إذ ستتم ترجمتها إلى عشرين لغة مختلفة. ثم يواصل الحجاج الدعاء والتضرع قبل التوجه إلى مزدلفة بعد غروب شمس اليوم، حيث يبيتون ليلتهم هناك ويجمعون حصى الجمرات.

وتمت عملية التصعيد إلى مشعر عرفات عبر قطار المشاعر الذي يستوعب 72 ألف راكب في الساعة الواحدة، إضافة إلى 12 ألف حافلة تقوم بنظام التردد لنقل الحجاج عبر مسارات منظمة وخطة مدروسة.

وواكبت قوافل ضيوف الرحمن إلى مشعر عرفات الطاهر متابعة أمنية مباشرة يقوم بها أفراد مختلف القطاعات الأمنية التي أحاطت طرق المركبات ودروب المشاة لتنظيمهم حسب خطط تصعيد وتفويج الحجيج إلى جانب إرشادهم وتأمين السلامة اللازمة لهم.

وبجاهزية تامة لمختلف القطاعات الحكومية العاملة في خدمة الحجاج وفرت في مختلف أنحاء المشعر الخدمات الطبية والإسعافية والتموينية وما يحتاج إليه ضيوف الرحمن الذين قطعوا المسافات وتحملوا المشقة من أنحاء المعمورة، ليؤدوا الركن الخامس من أركان الإسلام حامدين العلي القدير على ما هداهم إليه.

ومع غروب شمس هذا اليوم تبدأ جموع الحجيج نفرتها إلى مزدلفة ويصلون فيها المغرب والعشاء ويبيتون فيها حتى فجر غد العاشر من شهر ذي الحجة أول ايام العيد، تأسيا بسنة الرسول صلى الله عليه وسلم ، حيث بات فيها وصلى الفجر.

وفي صبيحة العاشر من ذي الحجة يعود ضيوف الرحمن إلى منى لرمي جمرة العقبة الكبرى، ثم يحلقون رؤوسهم أو يقصرون، ويذبحون الهدي إيذانا بالتحلل الأصغر، ويتوجهون إلى الكعبة المشرفة بالمسجد الحرام في مكة المكرمة لأداء طواف الإفاضة.

وأكملت وزارة الشؤون الإسلامية والدعوة والإرشاد استعداداتها لاستقبال حجاج بيت الله الحرام لهذا العام 1445ه في يوم عرفة في مسجد نمرة، وذلك من خلال تغطية المسجد بالسجاد الفاخر وتوفير الخدمات الإلكترونية وشاشات تفاعلية إرشادية والواي فاي.

كما نفذت الوزارة حزمة من المشاريع التطويرية لمسجد نمرة ومنها معالجة أنظمة التكييف وتنقية الهواء التي تنتج هواء نقيا بنسبة 100% مع طرد الهواء ميكانيكيا ليتم دخول الهواء النقي بمعدل مرتين في الساعة، للمحافظة على نسبة الأوكسجين وضمان بيئة صحية للحجاج داخل المسجد، كما تم تزويد المسجد بكاميرات مراقبة وشاشات تفاعلية إرشادية تبث مواد توعوية تهم الحاج بلغات عالمية مختلفة وخدمة التوعية الشرعية التي تتيح التواصل المباشر عن طريق الاتصال المرئي بين السائل وفريق من الدعاة والعلماء بالوزارة، لتقديم خدمة الإرشاد بكل يسر وسهولة وبشكل ذكي وبعدة لغات.

وقبل ذلك، أعلنت وزارة الداخلية السعودية ‏اكتمال نقل الحجاج من مكة المكرمة والمسجد الحرام إلى مشعر منى، للمبيت فيها تمهيدا للتوجه إلى عرفات للوقوف على صعيد عرفة الطاهر.

وأكد المتحدث الأمني باسم الوزارة فرض طوق أمني محكم حول المشاعر المقدسة حتى نهاية موسم الحج.

من جانبه، أكد وزير الإعلام سلمان الدوسري أن دور الحكومة أصيل في تنظيم الحج وإعطاء كل ذي حق حقه من الحجاج وفق الإجراءات الرسمية.

ويقع جبل عرفات على الطريق بين مدينتي مكة المكرمة والطائف، على بعد 10 كيلومترات من مشعر منى الذي قضى فيه الحجاج يوم التروية أمس الموافق الثامن من ذي الحجة.


اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *