شدد وزير الخارجية السعودي صاحب السمو الأمير فيصل بن فرحان على أن إسبانيا وقفت إلى الجانب الصحيح من التاريخ، وذلك بعد اعترافها بدولة فلسطين. وقال، خلال مؤتمر صحافي للجنة العربية ـ الإسلامية بشأن غزة في مدريد أمس، إن «الوقت حان لحل الدولتين». وأضاف أنه «في وجود دولة فلسطينية سيتحقق الأمن»، مشددا على أنه يجب وقف إطلاق النار في غزة فورا.
من جهته، وصف وزير الخارجية الأردني أيمن الصفدي قرار إسبانيا بالاعتراف بدولة فلسطين بالتاريخي. وأضاف «نتضامن مع إسبانيا في مواجهة تهديدات إسرائيل».
كما أردف أن «إسرائيل تواصل انتهاك القانون الدولي بلا تراجع»، كذلك أكد أنه «يجب إنهاء الحرب في غزة والتوجه لحل الدولتين»، موضحا أن «السلام سيتحقق فقط بإقامة دولة فلسطينية».
إلى ذلك، وبعد الحديث عن تسليمها مقترحا بخصوص وقف اطلاق النار في قطاع غزة تطرقت إلى ما سمي بـ «هدوء مستدام» لأول مرة، توعدت اسرائيل بمواصلة حربها على غزة سبعة اشهر أخرى.
ونقلت «القناة 12» وإذاعة «كان» الإسرائيليتان عن رئيس مجلس الأمن القومي الإسرائيلي تساحي هانغبي تأكيده أنه «أمامنا سبعة أشهر أخرى من القتال لتعميق الإنجاز وتحقيق ما نسميه تدمير قدرات (حماس) السلطوية والعسكرية».
ورفض المسؤول الإسرائيلي، الذي يعتبر أحد أكثر المقربين لرئيس الحكومة بنيامين نتنياهو، ما يقال عن أن الأخير هو من يعطل التوصل إلى صفقة لتبادل الأسرى لأسباب سياسية.
واعتبر هانغبي أن الدول الأوروبية التي اعترفت بدولة فلسطين مؤخرا «دول معادية». وقال «إنها ليست دولا صديقة لنا، بل معادية لنا، والدول الصديقة تبقي على التزامها تجاه إسرائيل».
يأتي ذلك، مع استمرار عداد القتلى في التزايد، حيث أعلنت وزارة الصحة في القطاع المدمر إن «الاحتلال ارتكب 6 مجازر وصل منها للمستشفيات جثث 75 شهيدا، و284 مصابا»، خلال 24 ساعة، الأمر الذي رفع عدد ضحايا الحرب «إلى 36 ألفا و171 شهيدا، و81 ألفا و420 مصابا» منذ 7 أكتوبر الماضي، وأعلنت الوزارة عجزها عن التعامل مع المجازر المتلاحقة، مطالبة بإدخال مستشفيات ميدانية وفرق طبية لرفح وشمال القطاع.
ميدانيا، شهدت مدينة رفح غارات إسرائيلية متواصلة وقتالا في بعض شوارعها بين مقاتلي حماس والجيش الإسرائيلي الذي تمركزت دباباته في مناطق مختلفة من رفح، لاسيما في الوسط.
وأفادت وكالة الأنباء الفرنسية بأن مروحية إسرائيلية أطلقت النار على وسط المدينة واستهدف قصف مركز قطاعا عند أطرافها. وأعلنت حركة «حماس» من جهتها إطلاق صواريخ على جنود قرب مخيم يبنا في رفح. وللمرة الأولى منذ 13 مايو، تمكنت منظمة الصحة العالمية من الوصول إلى شمال قطاع غزة لتسليم الوقود والمعدات إلى المستشفى الأهلي، حسبما أعلن المدير العام للمنظمة تيدروس أدهانوم غيبريسوس.
في المقابل، اعترف الجيش الإسرائيلي أمس بمقتل ثلاثة من جنوده جراء انفجار مبنى مفخخ في رفح جنوب القطاع، كما اعترف بإصابة 26 عسكريا في معارك غزة خلال 24 ساعة.
من جهته، هاجم الرئيس التركي رجب طيب أردوغان الأمم المتحدة بسبب عجزها عن التحرك خصوصا بعد القصف الإسرائيلي المتكرر يومي الأحد والثلاثاء لخيام النازحين في مدينة رفح.
وقال أردوغان أمام نواب في حزبه «الأمم المتحدة لا يمكنها أن تحمي موظفيها حتى. ماذا تنتظرون لتتصرفوا؟ ماتت روح الأمم المتحدة في غزة».
كما دعا الرئيس التركي «العالم الإسلامي» إلى التحرك. وقال «لدي بضع كلمات أقولها للعالم الإسلامي: ماذا تنتظرون لاتخاذ قرار مشترك؟ الله سيحاسبكم، سيحملنا المسؤولية». واعتبر أن «إسرائيل ليست مجرد تهديد لغزة بل للإنسانية جمعاء».
في هذه الأثناء، أعدت الجزائر مشروع قرار لمجلس الأمن الدولي «لوقف فوري» لإطلاق النار، وفق ما أعلن سفيرها عقب اجتماع طارئ مغلق للهيئة أمس الأول.
وقال السفير الجزائري عمار بن جامع، في تصريح للصحافيين، ان المشروع «نص مقتضب، وواضح، لوقف القتل في رفح»، ولم يحدد السفير الجزائري الموعد الذي يأمل فيه طرح مشروع القرار على التصويت.
وأعربت الصين عن أملها في التصويت على النص هذا الأسبوع، بينما قالت وسائل إعلام إسرائيلية إن إسرائيل تعمل مع أعضاء في المجلس لإفشال مشروع القرار الجزائري لوقف الهجوم على رفح.
ووزع مشروع القرار الجزائري بعد اجتماع طارئ للمجلس لمناقشة غارة إسرائيلية أدت الأحد إلى اشتعال النيران في مخيم يزدحم بالنازحين في حي تل السلطان في شمال غرب رفح، ما أسفر عن مقتل 45 شخصا على الأقل وإصابة 249 آخرين بجروح، وفق وزارة الصحة التابعة لحماس. أعقبه مقتل 21 شخصا على الأقل في قصف على مخيم آخر أمس الأول.
وفي إطار العزلة الدولية المتزايدة لإسرائيل، استدعت البرازيل سفيرها في تل أبيب فريديريكو ماير بالاساس، وقالت انها لا تعتزم تعيين بديل عنه في الوقت الحاضر، على ما أفاد مصدر ديبلوماسي وكالة «فرانس برس». واستدعي السفير فريديريكو ماير بالاساس للتشاور مع حكومته بعد تبادل البلدين تصريحات حادة اللهجة في فبراير بشأن الحرب الإسرائيلية. وأوضح المصدر أن الظروف غير متوافرة «لعودته إلى إسرائيل».
اترك تعليقاً