اختارت لجنة التحكيم الرواية الفائزة من بين مئة وثلاثة وثلاثين رواية ترشحت للجائزة لهذه الدورة، باعتبارها أفضل رواية نُشرت بين يوليو عام 2022 ويونيو 2023، وتسلمت ناشرة الرواية، رنا إدريس، صاحبة دار الآداب الجائزة نيابة عن الكاتب باسم خندقجي.

اسم الرواية “قناع بلون السماء” والقناع هو إشارة إلى “الهوية الزرقاء” – صاحبها إسرائيلي – والتي يجدها نور (شخصية غير حقيقية)، وهو عالم آثار مقيم في مخيم في رام الله، في جيب معطف قديم اشتراه من سوق الملابس المستعملة. ويرتدي نور هذا القناع، وهكذا تبدأ رحلة الرواية السردية. وهي “رواية متعددة الطبقات يميزها بناء الشخصيات، والتجريب واسترجاع التاريخ وذاكرة الأماكن”، حسب بيان الجائزة.

وفي سياق الرواية يستغل نور هذه الهوية، وهي ليهودي أشكنازي اسمه بالعبرية “أور” ويعني “نور”، ويستغل ذلك في التسجيل بمعهد أولبرايت الإسرائيلي للعلوم الأثرية، لينقب عن الآثار و”يسبر أغوار التاريخ الفلسطيني المطمور والمسروق ليرسخ فلسطينيته”.

جرى اختيار الرواية الفائزة من قبل لجنة تحكيم مكونة من خمسة أعضاء، برئاسة الكاتب السوري نبيل سليمان، وبعضوية كل من حمور زيادة، كاتب وصحفي سوداني، وسونيا نمر كاتبة وباحثة وأكاديمية فلسطينية، وفرانتيشيك أوندراش، أكاديمي من الجمهورية التشيكية، ومحمد شعير، ناقد وصحفي مصري.

من هو باسم خندقجي؟
باسم خندقجي روائي فلسطيني ولد في مدينة نابلس، عام 1983. درس الصحافة والإعلام في جامعة النجاح الوطنية في نابلس. كتب القصص القصيرة إلى أن اعتُقل عام 2004، حيث كان يبلغ من العمر 21 عاماً- في آخر عام من دراسته الجامعية. أكمل تعليمه الجامعي من داخل السجن عن طريق الانتساب بجامعة القدس، حيث كتب رسالته عن الدراسات الإسرائيلية في العلوم السياسية.

اعتقل خندقجي على يد القوات الإسرائيلية بعد عملية “سوق الكرمل” عام 2004، والتي أدت إلى مقتل ثلاثة إسرائيليين وجرح أكثر من خمسين آخرين، وحُكِم عليه في 7 يونيو عام 2005 بالسجن مدى الحياة لعدة مرات، بالإضافة لاتهامه بالمشاركة في “عملية سوق الكرمل”، كما طالبته السلطات الإسرائيلية بتعويض عائلات قتلى العملية بمبلغ 11.6 مليون دولار، وأمضى نحو عشرين سنة في السجون الإسرائيلية ويقبع حاليا في سجن “هيداريم”.

بدأ باسم خندقجى رحلة الكتابة داخل السجن من خلال كتابته “مسودات عاشق وطن”، وهي عبارة عن عشر مقالات تحكي عن “القضية الفلسطينية… وهكذا تحتضر الإنسانية” وهي عبارة عن تجربة المعتقل الفلسطيني داخل السجون وهمه اليومي، وأيضا من كتابته ديوان شعر بعنوان “طرق على جدران المكان” و”شبق الورد أكليل العدم”، وأيضاً دراسة عن المرأة الفلسطينية.

كما كتب باسم خندقجي روايات: “مسك الكفاية: سيرة سيدة الظلال الحرة”، و”نرجس العزلة” التي قام بإطلاقها في ملتقى فلسطين الأول للرواية العربية عام 2017 في رام الله، برعاية وزير الثقافة الفلسطيني إيهاب بسيسو، وقامت والدة خندقجي وشقيقه بتوقيع الرواية للحضور بدلاً من باسم. كما كتب رواية “خسوف بدر الدين” عام 2019، و”أنفاس امرأة مخذولة” عام 2020.

ومنذ سجنه كتب خندقجي أيضا مجموعات شعرية، من بينها طقوس المرة الأولى (2010) وأنفاس قصيدة ليلية (2013).

وتعد تجربة باسم خندقجي في أدب السجون تجربة مختلفة وملفته للنظر، فهو يقبع في السّجن منذ عام 2004 ولم يكتب عن تجربته فيه إلا في أعمال محدودة، وهو بذلك يختلف عن سجناء كُثُر كتبوا عن عالم السّجن وتكاد أعمالهم تقتصر على تجربتهم ومحيطها. وترجمت بعض أعمال باسم إلى اللغة الفرنسية.

والأدب برأي باسم يعمّر أكثر من السياسة وتحفظه الأجيال وتتناقله، بينما “تموت السياسة في الغالب مع صاحبها”.


اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *